من يحول حقول الألغام ورود حياة ؟
إزرع موضع كل لغم مميت زهرة حياة ... شعار وهدف لحملة دولية إنطلقت من إشبيلية الإسبانية على مدار عام كامل علها توقظ ضميرا عالميا حاله أشبه في مواربته لتلك الأجسام المتفجرة النائمة ، جرائم تحت الأرض تنهض من سباتها شركا على كارثة دامية في أفصل الأحوال بما تخلفه من دمار .
المجتمعون حول محاضرة بكاصا صاحارا وسط العاصمة الأندلسية طرقوا حصائل الحملة ورسائلها وصداها الإعلامي والإنساني عبر ورشة عمل نشطها الأخ الدحة بلاهي نائب رئيس جمعية ضحايا الالغام وأحد ضحايا آلة الموت المغربية في حدث نظمته جمعية اصدقاء الشعب الصحراوي بالمنطقة و باشره مكتب الجبهة بالإقليم .
المشاركون ثمنوا المساعي الصحراوية الحثيثة الرامية للحد من خطر الألغام المتربص بالحياة وأوجهها متأسفين لغياب ارادة دولة الاحتلال المغربية في الانضمام لتلك الجهود ، داعين إلى ضرورة العمل ومضاعفته مستقبلا للضغط على الرباط أمميا وعالميا ودفعها للإنصياع تطهيرا لصنيعها الشنيع في الصحراء الغربية جدرانا مدججة ألغاما من بين سيل فظاعات ترمي إبادة الانسان الصحراوي وحقه في الوجود .
حملة مرافعة وتحسيس وإعلام انتصرت لمئات الضحايا وأناتهم فأوصلت أصواتا كتمها جدار الصمت على شاكلة تطابق فعل جدار العار بأرواح المظلومين العزل قتلا أو بترا للأطراف أو إعاقات مستديمة تبقي لمن لا جرم لهم انصاف فرص الحياة ....
غير أن تحويل حقول الألغام في الصحراء الغربية بساتين ورود تظل نزرا يسيرا من مساع اقتلاع احتلال خبيث بأزهار سلام أسفا لا تتأتى لمن يقاوم بتحضر في سلام .
فالمفارقة في الحياة كما في الألغام ... خض حربا لتنعم بنقيضها ، أو بالأدق واجه الموت لتظفر بالحياة .
تقرير نفعي احمد محمد