-->

شهادة وفاء في حق الشهيد محمد لمين الجدعي : الشهيد "لمّن" كما عرفته


محمد لمين الجدعي أو لمن كما يسميه رفاقه.. رجل أربعيني متواضع، تواضعَ المقاتل الصحراوي، عرفته ذات يوم عندما وصلت إلى وحدة الاستطلاع التابعة للناحية العسكرية الثالثة.
عملت إلى جانبه لعدة سنوات بعد ذاك و كان بمثابة الأب و الرفيق و الزميل في آن واحد ...قليل الكلام هادئ البال و عاشق ولهان لصوت كؤوس الشاي بين التلال ...خبير في جغرافيا أرض الجهاد تيرس و ضابط في سلاح الهندسة العسكرية و مُدرس واثق من معلوماته التي كانت تلهم مشاعر و نفوس دفعات الشباب التي تصل كل سنة للناحية...لا تلهيه السياسة و لا البرامج التليفزيونية و لا الإذاعية بقدر ما تلهيه أواني الشاي و الحديث الهادئ عن معالم تيرس و خبايا ارضها التي كانت تعيش بداخله بكل تفاصيلها ...يختزل القطاع العملياتي للناحية رغم شساعته بين ابتسامة و حديث، و يجول بك بين قواعد العدو و نقاط دعمه و إسناده في جولة جغرافية مدعومة بأدق تفاصيل الواقع على الارض ...كان يفضل -رحمة الله عليه- العمل خارج الناحية في إطار الدوريات على البقاء في الثكنات .كُلف في الكثير من المرات بمرافقة البعثات التقنية المدنية و الصحافة و المسؤولين عند دخولهم منطقة تيرس .كان في كل مرة عندما يجلب لي كأس شاي و أنا اعمل داخل إدارة يقول لي ممازحاً ( يا اطفيل اراهي لهي تخليك الكتبة ههههه اگفل عنك ذو لكتوب و أتعالا اشربلك كأس ).اليوم علمت بخبر أستشهاده في منطقة واد النص بمحاذات طارف عبدة تذكرت حديثه الدائم عن خطورة تلك المنطقة و كثرة الألغام فيها ...سقط إذا محمد لمين شهيداً على ارض الجهاد تيرس 

الارض التي ظل طيلة حياته مخلصاً لها يجول بين جبالها و تلالها، مقبلا غير مدبر، رافعاً التحدي امام جميع المصاعب و صانعاً مجداً ثورياً خالصاً سيبقى خالدا في نفس كل من عرف لمن ولد الجدعي، لتختم له تيرس مشواره الحافل بالعطاء من اجلها بلحظة مجد خالدة على مسرح الشهادة، لترتقي روحه الطاهر إلى السماء و لترقد عظامه بين احضان تيرس دون سواها في مشهد يترجم اجمل معاني الوفاء لتفاصيل قصة حب نسجتها الثورة ليُكتب لها اليوم قدر النهاية التي تعطي و ترسم معالم البداية للآخرين .
رحم الله الشهيد؛ محمد لمين ولد الجدعي.
بقلم: أسلوت أمحمد سيدأحمد

Contact Form

Name

Email *

Message *