-->

التملق المغربي.. لم يبق إلا لحس الأحذية


منذ انتخاب ولد الغزواني رئيسا لموريتانيا شتعلت نار من التملق في القصر المغربي لم يسبق لها مثيل في تاريخ المخزن. اول مرة يستنفر القصر والمخزن في حملة تملق وصلت إلى درجة التذلل للرئيس الموريتاني المنتخب الجديد. لو طلب الرئيس الموريتاني المنتخب الآن من ملك المغرب أن يلعق حذاءه لفعلها بطيب خاطر وبدون عقدة. التزلف والركوع على الأنف والانبطاح الملكي المغربي لولد الغزواني يوحي بدون عناء كبير أن الرئيس المنتهية عهدته، ولد عبد العزيز، كان " باجغ مرارة المخزن"، وكان يطعن كبده بسفود. 
المشهد التالي يجعل التملق المغربي يفوق اي تصور، ويشبه إلى حد ما نوع من الاحتفالية السمجة المبالغ فيها والتي لن تنطلي على عقول الموريتانيين المدججين بالحكمة والفهم. استغلت قوات المخزن الخبيثة هفوة ولد الغزواني في استرساله أثناء حملته الانتخابية حين ذكر الصحراويين في كلمة ما كان يجب أن يذكرهم فبنت عليها قصرا من التاويل والتحليل احرج الموريتانيين. فقبل أن تعلن لجنة الانتخابات الموريتانية النتائج النهائية بعث الملك المغربي رسالة تهنئة لولد الغزواني، وتبعتها صحافة القصر بعناوين غاية في المبالغة: الملك أول زعيم عربي وافريقي يهنيء ولد الغزواني.
ويتواصل عرض المغازلة في السخافة المخزنية باختراع عناوين مثل " ولد الغزواني، عدو البوليساريو سيطرد الصحراويين من موريتانيا". " ولد الغزواني صديق المغرب سيحسن العلاقات مع المغرب، وسيقطع الشعرة مع سياسة سلفه." وبدأ التسخين والتطبيل، وتم تجنيد الحناشة والطبالة والمهرجين لتسخين موريتانيا وغزوها اعلاميا وعدم ترك لها فرصة للتنفس أو الرد. الكثيرون كانوا يقرأون السخافة المخزنية وأفواههم مفتوحة من هول ما يسمعون وما يشمون. لكن يبدو أن لا شيء من كل هذا نجح، لأن ولد الغزواني تعلم من حملته الانتخابية فسيطر على الاسترسال غير المدروس. 
وحدث ما كان ينتظره الجميع: الدعوة لحفل تنصيب ولد الغزواني. من سيحضر ومن سيغيب؟ اكثر اثنين تم الحديث عن حضورهما وغيابهما هما ملك المغرب ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية. حضور الرئيس الصحراوي لحفل تنصيب الرؤساء المنتخبين أصبح مزعجا لدبلوماسية المخزن، وقبل أن يتم حفل تنصيب اي رئيس تقوم دبلوماسية المخزن بحملة لمنعه من الظهور المميز بدراعته في الحفل إلى جانب وفد المغرب. حفل تنصيب ولد الغزواني من أكثر المناسبات احراجا للمغرب. منذ البداية بدأ المغرب يتلوى ويتعصر، وبادر بحفلة تملق اهدر معها ما تبقى من كرامته المهدورة أصلا. بادر الملك، حسب سخافته، بتلبية الدعوة وبمغازلة الموريتانيين بنزع التأشيرة عنهم. حسب تغريدة أحد الموريتانيين: إلا لهي ينزعو عنا الفيزة يغير من ندخلو المغرب يسرقو علينا لباسنا وفظتنا."
وطبلت سخافة المخزن ان موريتانيا لم تستدعي الرئيس الصحراوي لحفل التنصيب، وأنها تحاشت ذلك كي تضمن حضور الملك المغربي. هذا عادي ما دام المغرب هو الذي يكذب. المشكلة ان الصحافة الموريتانية سقطت في حفلة التسخين، وبدأت تتساءل عن حضور الملك المغربي من عدمه. لا أحد يفهم لماذا تتناول الصحافة الموريتانية هذا الموضوع كأنها تتحدث عن ترامب أو بوتين في حين لا يعدو كونه ملك دولة تهدد موريتانيا في وجودها.
وكانت الضربة القاضية وهي توجيه دعوة للرئيس الصحراوي، وهي الدعوة التي كانت بمثابة وضع كيلو غرام من المخدرات في فم الملك المغربي وأنفه.
السيد حمدي يحظيه

Contact Form

Name

Email *

Message *