-->

الحرب قد تندلع بالضغط على زر الكركرات


مر على نزاع الصحراء الغربية أكثر من 46 سنة و لازل الملف على طاولة الأمم المتحدة التي ارهقها تعيين المبعوثين و الممثلين الشخصيين لمحاولة حل القضية سياسيا بعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار سنة 1991 بين الحسن الثاني و البوليساريو و الذين اتفقوا على تنظيم إستفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي هذا الحق الذي لا مفر منه و الذي اصبح المحتل المغربي يقدم له معنى أخر في محاولة تضليل الرأي العام المغربي الشقيق لا ترتبط بالمعنى الحقيقي في القانون الدولي ؛ و بعد كل هذه السنوات اصطدم الاطراف بمجموعة من المتغيرات سواءا بالساحة العربية كالخليج مع إيران بدعم صواريخ الحوثيين باليمن الشقيق لضرب مطارات أل سعود و أيضا الدولية بسقوط انظمة و ظهور أخر عسكرية و مدنية ذات
توجهات سياسية مختلفة لها تاثيرات على المواقف المعبر عنها .
اما التحالفات الإقليمية و الدولية القارية لها وزنها و طبعا فان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لها حلفاء ابرزهم الجزائر بقوتها العسكرية الاولى في شمال افريقيا و مرورها بتغييرات ايجابية كانت و ستظل قوى خارجية تريد بها الشر لتدميرها لان تدمير الجزائر هو تدمير لدولة مدافعة عن المستضعفين و القضايا العادلة التي حاولت فرنسا بأدواتها الافريقية أبرزهم مملكة الشر المغرب السيطرة على شعوب المنطقة ككل طوال هذه السنوات و في المستقبل بلا نهاية
ففرنسا الاستعمارية تربطها اتفاقيات استغلال ثروات الشعوب الافريقية مع قوى عظمى و هذه القوى جعلت من افريقيا عجلة لتنمية بلدانها، و عدم استقرار القارة الإفريقية يحد من النهب لكنه أيضا ينعش تجارة السلاح و طبعا يهدد كل الإتفاقيات و ملف الصحراء الغربية ؛ وصل الى عنق الزجاجة فاما الإنفجار أو فرض حل يضمن تقرير المصير و الاستقلال لدولة عربية كعامل توازن و اذا ما استمر الصحراويين في السير مع اللهو الأممي فان المتغيرات ستفرض عليهم تنازالات كبيرة فكل مناخ سياسي له اهداف و مكاسب وجب إستنفار القوى من اجلها اما الأخطاء كثيرة و كثيرة ذاتية و موضوعية .
و هنا نتوقف لفهم تصريح جبهة البوليساريو بوصف ممر الحرب بأنه إيجباري هل هي رسالة بأن وضع الحلفاء يسمح بالدخول في الحرب بكل أريحية و ارتباط بهذه الرسالة فهذا المعطى مهم يؤكد ان فرنسا الإستعمارية لم تعد تتحكم في المناخ السياسي للمنطقة بفرض قرارات على دول افريقية و ان عشيقتها المغرب في ورطة ستشعل المنطقة امام لغة النار بعد نفاذ لغة السياسة التي تلعب على عامل الوقت لنهب و غرس جذور إستعمارية بالمنطقة و تقويتها ،
اليوم و نحن نتابع المشهد العام بعد إستقالة اليد الألمانية لحل القضية الصحراوية و قبلها الأمريكية في شخص كل من كوهلر و روس ؛ فان للوحة السياسية الأن لون أخر يميل الى دخان النار الاسود اكثر من السلام الابيض رغم المحاولات الروسية و الصينية و في إعتقادنا أن ممر الكركرات هو زر إعلان الحرب اذا ما سقطنا في تنازلات تطيل الوقت مجددا و تعود بنا الى الوراء هدفها الإلهاء بمسرحية عنوانها إنتشار بدل الإستنفار لتحقيق الإنتصار .
قلم و رأي :الشبكة المستقل

Contact Form

Name

Email *

Message *