-->

وزارة التعليم و صراع الأبيضان، الطبشور و مسحوق الحليب

إن الحديث عن وزارة التعليم أو عن أي مؤسسة أخرى إنما هو حديث عن الأشخاص المنتسبين لذلك القطاع و ذلك لأن أي وزارة إنما هي اسم معنوي يعبر عن مجموع البرامج و الأشخاص المختصة في مجال معين أو أكثر و النتائج التي يتم حصدها سلبا أو إيجابا إنما هي وليدة أفكار و نشاطات الأشخاص.
و بالعودة لوزارة التعليم و التربية فيمكن القول أن منتسبي هذا القطاع ينقسمون لصنفين اثنين صنف أول يراعي الأهداف الحقيقية التي أنشئت من أجلها المنظومة و اخترنا له الطبشور كدلالة رمزية للقطاع و صنف آخر يراعي مصالحه الشخصية و اخترنا له مسحوق الحليب كدلالة رمزية لمادة كان لها الدور الأساسي في الانزلاق بالتعليم عن مساره الصحيح.
و سنحاول طرح مقارنة بسيطة بين الشخصين على عدة مستويات و سنستعمل الدلالات الرمزية المذكورة آنفا.
*الطبشور* : ميداني و يعمل بشكل مباشر مع التلميذ و العائلة و على دراية تامة بوضع المنظومة التعليمية و يعرف في الغالب الكثير من الحلول التي بإمكانها تغيير الوضع للأحسن.
*مسحوق الحليب* : بعيد كل البعد عن الميدان و تقتصر معرفته على بعض التقارير التي يقر بها في الغالب أشخاص من نفس الصنف أو بعض الزيارات الميدانية المحتشمة التي تفتقد في جلها لشروط النجاح كالمفاجئة و الاستماع لجميع الأصناف و تدوين الملاحظات ... و في الغالب يتخذ هذا الصنف قرارات خاطئة نتيجة الجهل أحيانا و مراعاة لمصالحه أحيانا أخرى.
*الطبشور* : يتقبل كل القرارات و البرامج الخاطئة حفاظا على السير العام و حرصا على مصلحة التلميذ الذي يعايشه يوميا و يعتبر نفسه المسؤول الأول عن تعليمه.
*مسحوق الحليب* : يتخذ قرارات عشوائية و ينتج برامج فاشلة و يتكالب على مصلحة حامل الطبشور و التلميذ و يتلاعب بتطبيق القوانين كل هذا من منطلقين أساسين الجهل و عدم القدرة أولا ثم المكر و الخداع للحفاظ على نصيب الأسد من الموارد المالية ثانيا.
*الطبشور* : يضم بين أفراده كفاءات عالية يترجمها إلى حرص و مشاركة من أجل إنجاح العملية التعليمية التربوية.
*مسحوق الحليب* : لا وجود للكفاءة ينتج عنها واقع تسييري مزري.
*الطبشور* : يحل الإنشغالات المطروحة عن طريق الصبر و التضحية و تحمل الصعوبات التي يفرضها الواقع و زيادة مجهوده في العمل.
*مسحوق الحليب* : هو سبب كل الإنشغالات و مع ذلك يتملص من إيجاد الحلول و أن فعل فعلى حساب حامل الطبشور.
*الطبشور* : له القدرة على مواجهة مسحوق الحليب عن طريق رفضه للقرارات غير المدروسة و الإرتجالية و الاحتجاج على الأخطاء المرتكبة و إيقاف العملية التعليمية التربوية التي هو محورها إلى حين و التصعيد إلى الاستقالات الجماعية و كشف الحقائق الدنيئة لمسحوق الحليب لأولياء الأمور ووو...... لكن يترفع عن كل هذا مراعاة للهم العام و المصلحة العليا للوطن.
*مسحوق الحليب* : ليست له أي سلطة على حامل الطبشور لأنه بكل بساطة لا يخدم المصلحة العليا و لا يفكر إلا بثمن الحليب و عائداته.
*الطبشور:* ارتوى جسمه بغبار الطبشور فحمل ما حمل من الأمراض بعضها جعله طريح الفراش و آخر جعله عالة على من يعيلهم و أخر أقبره بدون رحمة.
*مسحوق الحليب* : شرب و ارتوى و جعل من الباقي عصى سحرية يخرج بها أحيانا سيارة و أحيانا مكيف و أحيانا تأشيرة سفر و أحيانا منزل على طريقة المدن إن لم يكن في إحدى المدن المتعارف عليها شمالا أو جنوبا و من يدري و ربما غربا و أحيانا أنعام ترعى بإذن ربها .....
إن *المعلم الكادح* من خلال هذه الرسالة يريد إيصال مغزى واضع لأصحاب مسحوق الحليب للتوقف عن استضعاف حامل الطبشور و الاعتناء به باعتباره صمام الأمان للعملية التعليمية التعلمية التربوية.
و إن أغبى الأغبياء هو من يظن أنه أذكى من الجميع و أنه قادر على تمرير رسائله و مخططاته بشكل الذي يريد و استغباء نسبة 95 بالمئة من عمال القطاع لإرضاء انتهازيين يشكلون أقل من 5 بالمئة، إن المعلم الكادح مصر على تغيير الواقع و حصحصة الحق لإنارة الطريق أمام أجيال يعلق عليها الشعب آمال النصر.
*المعلم الكادح* يحذركم و يطالب الجماهير بالاستعداد لانتشال المنظومة التربوية من الحطام و بناء منار تعليمي وطني تهتدي به الأجيال في ظل المخاطر المحدقة بالشعب و القضية من كل فج عميق.
*#كل قرار غير مدروس أو ارتجالي سيرفض*
*#كل وثيقة غير نافعة سترفض*
*#كل اجراء اقصائي للأغلبية الساحقة سيرفض*
*#كل إجراء ضد توجه الدولة في محاربة الجهل سيرفض*
*#رسائل ـ المعلم ـ الكادح*

Contact Form

Name

Email *

Message *