تكريم باستوكهولهم وقمار بمدريد
بقلم: لحسن بولسان
في وقت لم تعط حكومة إسبانيا أي حرمة لدماء الصحراويين الزكية بمنح بعض رموز القتل في المغرب أوسمة شرف، وفي وقت يحظى فيه السفاح بالتكريم في مدريد في جلسة قمار ومتاجرة، تنطق السويد بلد الحريات بالحق وترفع صوتها وتنبض بروح شعب أعزل متعطش للحرية.
وإذا كانت مؤسسة "رايت ليفيلهوود"، تمنح جائزتها السنوية، والمعروفة باسم "جائزة نوبل البديلة"، سنويا في مجالات حقوق الإنسان و التنمية المستدامة و الصحة والتعليم والسلام و حماية البيئة، لشخصيات تتسم بالشجاعة والكفاح من أجل الحق ، فبديهي جدا أن تكون شخصية صحراوية من ضمن الأربعة المكرمين. تيقنت مؤسسة نوبل البديلة كما جميع المنظمات الدولية أن نساء الصحراء الغربية يولدن جبالا شامخات ويحملن هموم وطن و شعب بأكمله ، فلا بد أن يكرم هذا الشعب على مقاومته وصموده الذي تجاوز حدود وطنه ليدق الأجراس في كل نقاط العالم، وتقررالمؤسسة منح وسام الشرف هذا للأخت أمينتو حيدار ،ليستحوذ كفاح شعبنا من جديد على أوسمة الشجاعة والإقدام والبسالة والتضحيات .
من سوء حظ اسبانيا ، التي تاجرت في جريمة شنيعة بمصير الصحراويين، أنها كلما حاولت الإلتفاف على حقهم ،إلا وإنكشفت نواياها ومن يتاجر معها. تأمارت مع الاحتلال المغربي لإبعاد مينتو، وخيبت ظنهم ورفضت الخضوع للمساومة والإبتزازوتمسكت وبكل كبرياء بموقفها رغم المحن وكشفت للعالم عن شخصية الانسان الصحراوي الابية التي لا تعرف الخنوع لتعزز هذه المرأة النحيفة إسم وطنها , الصحراء الغربية في عمق المكون الإنساني مجبرة أحرار العالم ومنهم مؤسسة نوبل البديلة ، الوقوف إلى جانب الحق والعدالة لما لذالك من صلة بقيم الإنسانية. فعندما يعلن الانسان الصحراوي عن صوته الحر في وجه التسلط والجبروت فلا بد أن يجد نفسه في علاقة حميمية مع كل أحرار العالم ،ولأن نضال الصحراويين .على ذلك كله فإن صمود شعبنا في وجه المعتدين، يضع العالم أمام الاختيار بين إرادتين متناقضتين:المباديء و القيم الإنسانية السامية والوحشية المعادية للبشرية. ففي وقت تكرم تلك المؤسسة سفراء السلام والعدل والحق ، تمجد إسبانيا رموز نظام سفاح إرتكب أبشع المجازر في حق المدنيين الصحراويين من النساء والشيوخ والاطفال
نعلم أن الشعوب الاسبانية لا تتفق مع سياسة حكامها تجاه حق شعبنا في الحرية والاستقلال، بل لا تتردد في إستنكار أي مؤامرة تمس بهذا الحق، ولكن نعلم كذالك أنه لم يكن مخفيا يوما حد الستر ولا ظاهرا حد الفضيحة كما هو اليوم موقف الحكومات الاسبانية من قضيتنا والأجندات المخبأة في جلسات القماروصفقات وابتزازات ومساومات تتكشف خيوطها كل يوم ، ولم يعد يحجبها غبار تضليل .أن تمجد مدريد نظاما قمعيا متسلطا متعنتا ومتمردا على الشرعية الدولية لا يهم ما دام يدفع ، فستكثر حكومة لا مونكلوا كما الاليزيه من كثرة التجميلات والترقيعات الظاهرة والباطنة لنظام محتل معتدي قاشم مجرم قاتل أمام ألف شاهد وشاهد ويدفع بسخاء وعقله مشبع "بالسمسرة" وهذا في حقيقة الامريناسب الذوق العام للعديد من الوجوه الاشتراكية الإسبانية: فكيف نفسر ذالك الدورالتحريضي الذي ظل يلعبه السيد فيليبي كونزاليس ضد الحضور الصحراوي بدول أمريكا اللاتينية؟ وقد لا نحتاج حتى كشف محاولات بعض الوجوه الاخرى تشريع إحتلال المغرب لوطننا بحضورهم لملتقيات كراس مونتانا وينطقون بلسان الاحتلال هيمنة وتسلطاً مقابل المال والهجرة السرية والارهاب والمخدرات الجاهزة للتصدير والتسويق قصد الابتزاز ؟ وهنا أستحضر تعليق أحد الإعلامين المغاربة على تهديد فؤاد علي الهمة لإسبانيا ؛ حيث كتب " أن هذا الاخير لم يجد أدنى حرج، في التلويح من مدينة العيون، التي حل بها على "عجل" بتهديد اتجاه اسبانيا، ومن خلالها مجموعة الإتحاد الأوروبي مفاده: إذا ما تماديتم في الإضرار بمصالحنا في قضية الصحراء، والضغط علينا في قضية "أميناتو حيدر" فسوف نتقاعس في التعاون معكم، في قضايا المخدرات والهجرة السرية والإرهاب.. وهو ما معناه، كما لاحظ ساخرا، الصحافي أبو بكر الجامعي، أن إيران الرئيس أحمدي نجاد، تتوفر على السلاح النووي لتهديد الغرب، أما نحن (في مغرب محمد السادس وفؤاد الهمة فنتوفر على المخدرات والهجرة السرية والإرهاب لتهديد إسبانيا ومدير المخابرات العسكرية " لا دجيد ياسين المنصوري".. يعقب هذا الإعلامي المغربي.
أخيرا، أيام قليلة تفصلنا عن مرور عقد على وقفة وإضراب الاخت أمينتوحيدار وعن تلك الدروس والعبر من يوم عودتها منتصرة لوطنها و بشروطها هي وحدها وحال لسانها يردد أن بوصلة لا تشير إلى العيون المحتلة هي بوصلة مرفوضة،باعثة رسالة للعالم أجمع مفادها ان حقوقنا المشروعة في الحرية والاستقلال ليست للبيع ولا للمقايضة الرخيصة ،و ان تضحيات شعبنا ستفلس اي صفقة وسترسخ في الضمير العالمي حتمية زوال الاحتلال المغربي.