-->

السلوك المنضبط المطلوب ... ثقافة القانون


السلوك المنضبط المطلوب 
تعريف: هو ذلك السلوك المطلوب لجعل الأداء العام للأفراد والمؤسسات ملتزمون بقواعد وضوابط العقد الوطني المتضمن في النصوص الدستورية والقانونية لبلد ما ويمكن تصنيف السلوك في مجتمع ما إلى: 
1ـ سلوك عام. 
2 ـسلوك خاص. 
1ـ السلوك العام:وهو التزام السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بالنصوص المعتمدة دستوريا و قانونيا وأي خروج عن هذه النصوص يعتبر تجاوزا خطيرا للشرعية وسقوطا فيما يعرف بالدكتاتورية أو الفعلية ( أي ما يعرف بالوصاية والتغيب) وقد لا يمثل الالتزام بتمرير مشاريع القوانين التنفيذية عبر الهيئة التشريعية انضباطا يحسب لسلطة ما بل الأخطر هو خروجها عن القيم الانضباطية المكرسة لحقيقة وجود الدولة. أي احترام الترتيب المنظم للمستويات العلمية والمهنية التي تشكل أساس الحقوق المدنية من المعاهدات الدولية مثل حق العمل وحق التقاعد وحق ا لترقية ...... إلخ من الحقوق الملزمة للدولة في جميع الأحوال والظروف لأنها تتعلق بالموارد البشرية أما الحقوق المادية فتحكمها الظروف الموضوعية والذاتية للبلد حسب المتوفر خاصة في مثل الظروف التي نحن فيها في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. 
إن الطليعة في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب قد ركزت في بناء مشروع الدولة الصحراوية على بناء السلطات في حين تركت تنظيم الموارد البشرية وفقا لمفهوم النظرية العامة للدولة المنشودة الشئ الذي تأثر به السلوك المنضبط للأفراد وعدم احترامهم للسلم الأبجدي للدولة وبالتالي اصبحنا أمام بناء أفقي للدولة لا بناء عمودي كما هو مطلوب لتكريس القيم المدنية للدولة إنه من غير المقبول العمل في الدولة بذهنية الرعاع ذلك لأن قواعد العمل في الدولة تبنى على العقد الاجتماعي السيادي للمجتمع,بينما لا توفر القبيلة أي عقد سيادي يضمن العدالة الاجتماعية لعموم السكان. 
إن على الطليعة أن تنظر بنوع من الاستشراف إلى مستقبل الدولة المنشودة وعليها أن تعلم أن السلطة في أي بلد هي في حكم المتغير في أي وقت ولا ثابت في أدائها وإن الثابت الوحيد هو في الموارد البشرية وبالتالي علينا أن نعمل على تربية هذه الموارد البشرية على القيم المدنية في فهم الدولة من حيث الإدارة والتسيير والانضباط وأن نركز الخطاب التعبوي على القيم المدنية والأخلاقية المنضبطة التي تخدم الحياة العامة وتضمن الديمومة والسيرورة للمجتمع والدولة حتى تصل إلى تكريس الدولة المنشودة وفقا لقاعدة المستوى الثقافي والمهني والأداء أن نبتعد عن وجهة نظر القائد في الأفرد والتصرف في الامكانيات والمال العام إلا بنص مثبت في أصل العقد الوطني. 
علينا أن نستفيد من تجربة الاخرين في العشرية الأخيرة من القرن العشرين حتى نستنبط حقيقة مآل مثل تلك الأحكام والتصرفات التي عصفت بأمم ودول على درجة كبيرة من القوة والأقدمية. 
2 ـ السلوك الخاص: نعني بالسلوك الخاص ذلك السلوك الذي يلتزم بقواعد العقد الوطني المنفذ على أي مستوى قطاعي جماعي،أو فردي وهو ما نسميه بالسلوك الوطني الملتزم أما سلوك رجل الدولة الذي يقف في صف رجال الدولة بثقافة وهيئة رجل الدولة ويقف في المقابل مع رجال القبيلة بقلب وأداء رجال القبيلة هو ما نسميه بالنفاق السياسي الوضيع. 
إننا بهذا التصنيف نقف على حقيقة أن الخلل ليس في التشخيص وإنما هو في منهجية التسيير ذلك أنه منذ المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية إلى غاية المؤتمر الرابع عشر لم يختلف اثنان على أي برنامج سياسي كان أم اقتصادي أو إداري أو حتى عسكري أو دبلوماسي.....إلخ ولا حتى على القيادة ولكن حيثيات التشخيص ظلت ثابتة لم تتغير فما هو الحل يا ترى؟ فهل نحن منتهون؟ كما قال الله تعالى لشاربي الخمر: <<فهل انتم منتهون.>> 
إننا في حاجة إلى أن نكون على أن نكون على قدر همة عمر بن الخطاب. 
إن اي نظام قائم على التوازنات القبلية والمحاصصة السياسية هو نظام ومجتمع عرضة للمتاعب ذلك لأن الأعداء يراهنون على ذلك ويتربصون بنا الدوائر مستغلين الظروف الاستثنائية التي نحن فيها. 
إن الذين يرغبون في تحقيق طموحات عاجلة قبل آوانها فهم واهمون ويتبعون سرابا بقيعة يحسبه الظمآن ماء إنه طموح لا يأتي إلا بعد تحقيق السيادة الكاملة على الارض والاقتصاد والأمن وعندها نأخذ بقاعدة على قدر عطاءك على قدر جزاءك ،فما علينا إلا أن نرتفع عن دنيا الطموح ونشمر عن سواعد الجد ونرتب الأولويات ونوفي بالعهد لمن تركونا على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا منبطح أو عدو ومدسوس أو عريض قفا لم يأتي لجهاد في سبيل الله وسبيل العهد وأخيرا أقول قول الشاعر للخليفة أمير المؤمنين. 
بسم الله الذي باسمه يعظم الصور       والحمــــــد لله أما بعد يا عمـــــــــر 
فأنت رأس قريش وابن سيــدهم         والرأس حيث يكون فيه السمع البصر 
قوة تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة 
بقلم المقاتل الصحراوي العربي عبد اللطيف

Contact Form

Name

Email *

Message *