الرفيق المقاتل اسلامة ولد سبيدي في ذمة الله
من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا.
صدق الله العظيم.
عندما علمت بنبأ رحيل المقاتل اسلامة ولد سبيدي عادت بي الذاكرة الى خريف سنة 1987 عندما جاءنا كقائد لفصيلتي وزحفت تلك الذاكرة الثكلى عبر عشرات السنين المشحونة بالذكريات حول رجل جمعتني به صداقة عميقة كان الى الامس القريب لايزال بيننا
، ورغم الام المرض الفتاك كان يبدو مبتسما كعادته دائما.
عندما زرته لاخر مرة ورغم إدراكه لخطورة مرضه سألني عن رفاقه القدماء .كان يتحدث بصوت خافت هده الضعف ومع ذلك كانت معنوياته تعاند قساوة المرض اللعين.
رحم الله الرجل الصادق المتواضع والبشوش الذي كان لنا نعم الرفيق ونحن شبابا .
رحم الله الرجل الصبور الذي حمل السلاح منذ سنة 1973 وقاتل الاسبان وتحمل ويلات الاسر وعاند قساوة السجون.
رحم الله الرجل الذي ظل يقاتل حتى اخر طلقة وبقي مقاتلا بسيطا نظيفا يمشي بين رفاقه حتى النهاية.
لقد رحل اليوم رجل كان يضم بين جوانحه مزيجا نادرا من الوطنية والتواضع وحب الخير للناس .
رحم الله الشهيد اسلامة ولد سبيدي وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان.
انا لله وانا اليه راجعون.
حمدي ميارة.