الحكومة الصحراوية تثمن الموقف المشرف للدول الأفريقية التي انسحبت من بطولة كرة قدم القاعة
عبر وزير الشباب والرياضة الصحراوي، السيد موسى سلمى، في تصريح خص به وكالة الأنباء الصحراوية، عن تثمينه للموقف المشرف الذي تبنته كل من اتحاديتي جنوب أفريقيا وموريشيوس لكرة القدم، بخصوص مشاركتهما في بطولة كرة قدم القاعة (الفوتصال) المنظمة هذه الأيام بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية من قبل دولة الاحتلال المغربي.
وأكد السيد الوزير في تصريحه بأن الوزارة "تهيب بالمواقف الشجاعة والنبيلة للاتحادات الكروية الافريقية التي رفضت أن تكون سببا في تعميق معاناة الشعب الصحراوي وتكريس الاحتلال المغربي للصحراء الغربية".
وفي هذا السياق أشادت وزارة الشباب والرياضة الصحراوية "بالقرارات التاربخية التي اتخذتها الاتحادات الكروية لدولتي جنوب افريقيا وموريشيوس بالانسحاب من هذه الفضيحة الكروية بامتياز، رغم الضغوطات الكبيرة التي مارسها نظام الاحتلال المغربي وموظفي الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم المتورطين معه لثني موريشيوس بالخصوص عن المضي في موقفها المحترم والمشرف، الذي جسد فعليا احترام دولة موريشيوس للمواثيق الدولية والأفريقية، والتزامها التام بسيادة القانون، ورفضها للأمر الواقع الاستعماري مهما كان من يقف وراءه".
ومن جهة أخرى، عبر السيد موسى سلمى أيضا "عن كامل التقدير والعرفان للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، هي أيضا، على موقفها المشرف المستمد من ثوابت وقيم ثورة نوفمبر المتمثل في تنديدها ومقاطعتها للمؤامرة الخبيثة التي قادتها الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم بدعم كامل من الاحتلال المغربي الرامية لمغالطة الرأي العام الدولي في تجاوز تام لكل القوانين والاعراف والمواثيق الدولية"، وهي المغالطة التي، رأى أنها "تهدف إلى تسفيه كل تضحيات وأحلام الشعوب الأفريقية التي عانت أبشع صور الاستعمار والعبودية، وناضلت ومازالت من أجل أن تنعم أفريقيا وشعوبها بالحرية والأمن والسلم والاستقرار والازدهار".
وارتباطا بنفس الموضوع طالب وزير الشباب والرياضة الصحراوي الاتحادات الكروية لكل من أنغولا والموزمبيق بأن تسيرا في نفس الاتجاه وأن تتخذا موقفا واضحا ومنسجما مع مواقف دولتيهما المساند لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، مؤكدا بأن الاستغلال اللا مسؤول والإجرامي من قبل المغرب للرياضة لتمرير أجندته الاستعمارية في الصحراء الغربية يقوض من فرص السلام ، ومعتبرا أن الرياضة الافريقية لا يمكنها إلا أن تكون شريكا فعليا في صنع السلم والسلام في القارة، لا أن تكون سلاحا لدعم قوة الاحتلال، والقهر، والانتهاك الصارخ للقانون الدولي والإنساني
وجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال المغربية قد نظمت بتواطؤ تام من قبل الكونفيديرالية الأفريقية لكرة القدم بطولة كرة قدم القاعة بمدينة العيون المحتلة، مدعية أن البطولة تنظم بالمغرب، وهو ما خدعت به جميع الفرق المشاركة، خاصة فرق جنوب أفريقيا، وموريشيوس، وأنغولا والموزمبيق، التي تعتبر جميعها دولا من دول الصادك وتعترف بالجمهورية الصحراوية.
لكن مراسلة الدولة الصحراوية لهذه الدول، ولمنظمة الصادك بالموضوع، ساعد على تدارك ما يمكن تداركه، حيث انسحبت جنوب أفريقيا قبل المشاركة، في حين نجح المغرب في خداع فيديرالية موريشيوس لكرة القدم، التي لم تنتبه إلا حين نبهتها خارجية البلد للخدعة بعد أن وصل الفريق للعيون المحتلة، ولعب بالفعل مباراته الأولى.
ومباشرة بعد ذلك، أعلنت موريشيوس عن انسحاب فريقها من هذه المسابقة، رغم كل الضغوطات والأتعاب المالية التي ترتبت عن ذلك الانسحاب، حيث حاول المغرب والكونفيديرالية الأفريقية الضغط على اللاعبين لمواصلة البطولة ضد قرار بلدهم، دون جدوى.
وأشارت مصادر مختلفة، أن اللاعبين حوصروا في فندق نكجير بمدينة العيون منذ يوم الخميس، في حين عانوا صعوبات في الحصول على الأموال الضرورية لأداء المصاريف التي ارغموا على دفعها بسبب العراقيل البنكية التي مارسها المغرب لتأخير وصول التحويلات المالية لهم، وهي جميعها أساليب معروفة يمارسها نظام الاحتلال للابتزاز.