اليوم الوطني للارشيف: الرقمنة، طفرة جديدة.. تحدي في الارشفة والتوثيق..!؟
إن الصحافة وليدة بيئة اجتماعية وثقافية وتقنية، و قد لا يمكن الحديث عن صحافة الكترونية مئة في المائة إلا نادرا في البلدان التي تحولت فيها الإدارات ووسائل التعلم والخدمات البنكية وبقية المعاملات إلى آليات اليكترونية، ففي اليابان والولايات المتحدة وأوروبا، لازال سوق الكتاب الورقي يجذب القارئ سنويا اليه، ثم ان قراءة الصحف الورقية لم تتقلص بشكل مذهل رغم ما اصاب سوقها من وهج مع تحول العالم من "النظام التماثولي" نحو "النظام الرقمي " الذي اثر طال كل هناك الحياة .
ما يقال عن الصحافة الاليكترونية يصدق عليه ما قيل عندما ظهرت التلفزة بالنسبة للإذاعة والصحف، بعد مئة عام لم تختف الإذاعة ولم تجف الصحف، بل أن آخر دراسة نشرتها الأمم المتحدة تشير إلى أن معظم سكان العالم يستقون معلوماتهم من الإذاعة التي تنتمي في نظرهم لوسائل الاعلام "الساخنة" من حيث سهولة الهضم .
في المقابل أخذت المكتبات الورقية في الاختفاء تاركة مكانها لأخرى "ذكية" متكيفة مع العالم الافتراضي الذي خط ،ابجدياته "الويندوز" وبات ينهل من معين "انترنيت "واضعا هكذا ثقافة الورق في الأرشيف، بحسب الخبراء .
للإشارة هنا فإن جبهة البوليساريو ،كانت سباقة لإدخال اول محطة إذاعية في شمال إفريقيا ذات استديوهات رقمية في بداية التسعينيات وهي المحطة التي لاتزال تشتغل إلى يومنا هذا .
ثم أن الأرشيف الاذاعي، دخل منذيذ الرقمنة ، لكن صعوبة الظروف والمناخ وقلة الإمكانيات التقنية لم تسعف في الحفظ والتوثيق .
لحد الساعة لم نتجاوز رقمنة 40% من محتويات الأرشيف.
لهذا تظل الرقمنة تحدي في الارشفة والتوثيق وفي كذلك التأمين لما لها من خطورة فمجرد فيروس يضع مكتبة في خبر كان.. يتطلب وجود أكثر من نسخة مع توفير السعة الكافية والسربيذور غير ذلك من آليات وعتاد وطاقم بشري مؤهل.