-->

الذكاء في استعمال القوة الناعمة.... حينما ينجح وزير الداخلية فيما اخفق فيه الرفاق!


من عادتي ان لا اعلق على أداء الأشخاص وخاصة عندما يكون الجو مشحونا و بالتراشقات او "النعيق" الخواء، ليقيني ان البوليساريو والمشروع الوطني الصحراوي، تحكمهما قواعد وثوابت لا يمكنها ان تتزحزح او تزول، إلى أن يرث الله الارض واخر من بقي عليها من الصحراويين ممن تربى في حضن الثورة ورضع معاناة النساء وشهد قصص بطولات الشهداء.... والكلام يطول!
بالتأكيد ان الطبيعة لا تحتمل الفراغ، والمجتمع "البيظاني" لا يعيش الا من اذنه، في زمن السماء المفتوحة وكل الظروف مهيأة لتزدهر إمبراطورية "البيظان" من تطبيقات إلكترونية غير مكلفة، وبسيطة الاستعمال وتسمح للمعلومة ان تنتقل بسرعة البرق، ولك أن تتخيل باقي المشهد على (طبلة الشاي) ...
الفراغ في الخطاب السياسي اليوم، له ما يبرره من تراكمات يعرفها الجميع من أعلى الهرم التنظيمي إلى قاعدته، من حيث المحتوى والاسلوب والأدوات في الآونة الأخيرة، كل هذه الظروف الموضوعية والذاتية، شجع نظرية اللامبالاة وأعطى الانطباع ان سياسة اللامبالاة هي اكتشاف المرحلة والحل السحري والتي كان التنظيم ينتهجها كاسلوب، فهم منها وكأننا نسير بلا رأس وان رجالات التنظيم "حراس المعبد" قد اختفوا من المشهد بل ان الكثير بدأ يعد العدة لنهاية البوليساريو التقليدية الرعيل الأول، مشبها الوضع بعد خمسين سنة تقريبا من التاسيس، بنهاية الإمبراطورية العثمانية "الرجل المريض" وبدأ الإخوة "الأعداء" بتقسيم تركة الرجل وهو حي يرزق...

ما ذهب اليه وزير الداخلية وبعيدا عن الشخص، كان موفقا إلى أبعد الحدود، من محاولاته ملامسة حرباء يتغير لونها حسب الحاجة، في جميع المربعات مثار الجدل، دون الغوص في تفاصيل الأشياء التي يسكنها الشيطان...
ابان الرجل بروح المقاتل الذي دفن الرفاق في ساحة المعركة، ان عهد الشهداء يعلو ولا يعلى عليه... والوطن يتسع للجميع مالم يرفع احدهم راية المحتل المغربي الذي شرد واباد وهجر هنا نفترق!...
كان الرجل يداعب العبارات الحسانية بلسان الصحراوي البدوي المتشبع بالثقافة الشعبية الأصيلة، المعتز بانتمائه للعائلة التقليدية الصحراوية البسيطة...
غير انه فاجأ الكثيرين بذكاء واطلاع واسع، حداثي بجب البدوي الصحراوي الثائر، المتفهم لتناقضات المرحلة ومتطلباتها في نفس الوقت...
الرجل نجح إلى حد بعيد في إعادة زمام المبادرة للتنظيم وتسجيل الحضور في زمن الضبابية في الكثير من تفاصيل التسيير وبعيدا عن لغة الخشب...
جمعتني بالرجل لجان عمل تحضيرية، وتخاصمنا بحدة في احداها دون أن اتجاوز حد اللباقة طبعا، وعملت كمقرر معه في اجتماعات الخلية الأمنية عندما كنت على رأس ديوان التنظيم السياسي، منذ ثلاث سنوات تقريبا...
اليوم اقول انني وبكل تواضع انزع القبعة للرجل، الذي أعاد لنا بصيص الأمل في انتظار دعم الرفاق له، الغير متورطين في توزيع تركة الدم، المعاناة الصبر والجلد طبعا...
واخيرا، البوليساريو رهان أجيال وليس قضية جيل واحد وبالتاكيد ان 70٪ من المتواجدين بالمخيم التي تحدث عنها المرحوم أمحمد خداد، هي اغلبية صامتة اليوم، وهي الرهان الحقيقي والضامن الفعلي لصيرورة واستمرار رسالة الشهداء، حتى طرد المحتل المغربي طال الزمن او قصر.
فالبوليساريو ظاهرة تاريخية لن تتكرر ابدا، في الوقت الذي
توارت دول وانهارت اقطاب من المشهد الدولي بقيت البوليساريو واقفة منتصبة القامة، ودخل حلفاؤها النفق المظلم ومروا باصعب الظروف، صمدت البوليساريو وتكيفت مع كل تلك المتغيرات.
فكيف باليوم ان يطلب منها البعض ان تنتهي؟! وهي التي علمتنا من تاريخها انها، ما أن تتراجع بخطوة إلى أن تتقدم بخطوتين إلى الأمام.
تعلمت البوليساريو كيف تبقى شامخة صامدة أنيقة مهما حاول التافهون تشويهها في أحلك الظروف!
#حدي_هون
حدي الكنتاوي عبد الله

Contact Form

Name

Email *

Message *