-->

تسبب بمقتل وتسمّم العشرات في الصين واليابان.. الدبّور السفاح يغزو أوروبا وأمريكا


في ظل القلق الدولي المتزايد حول فيروس كورونا، يثير “الدبور الآسيوي القاتل” مخاوف جديدة، وخاصة بعدما تسبب بمقتل أحد الأشخاص في إسبانيا كما دمر مستعمرات النحل في العاصمة الأمريكية، في وقت نفت فيه السلطات الكويتية وصول هذه الحشرة العدونية إليها، بعد تداول فيديوهات تخلط بينها وبين “دبور الطين”.
وكانت وسائل إعلام إسبانية أكدت مقتل رجل (54 عاما) في منطقة “غاليسا” شمال غرب البلاد، بسبب لدغات قاتلة تلقاها من الدبور الآسيوي العملاق، الذي علق بحاجبيه، بينما كان قرب إحدى خلايا النحل التي يمتلكها.
كما احتل الدبور القاتل عناوين الصحف في الولايات المتحدة بعدما تسبب بتدمير عدد كبير من خلايا النحل في مدينة واشنطن، حيث لاحظ المزارعون أن النحل الميت كان منزوع الرأس، وعشر بجنبها على دبابير آسيوية ميتة أيضا.
كما سادت حالة من الذعر في الكويت وخاصة بعد انتشار فيديوهات تصور حشرات قالت إنها تنتمي لفصيلة الدبور الآسيوي القاتل، إلا أن الهيئة العامة للبيئة نفت انتشار الدبور القاتل في البلاد، مشيرة إلى أن الفيدوهات المتداولة تعود لـ”دبور الطين” وهو حشرة غير عدائية للإنسان.
ما هو الدبور الآسيوي؟
يُعتبر الدبور الآسيوي العملاق (الاسم العلمي: Vespa mandarinia) أضخم أنواع الدبابير التي تعيش على سطح الأرض، حيث يبلغ طوله في بعض الأحيان حوالي 5 سنتميترات، ويبلغ طول إبرته 5 مليميترات، ويعيش هذا النوع من الدبابير أساسا في مناطق شرق قارة آسيا، وخاصة الصين واليابان.
ويمتلك هذه الحشرة رأسا بظل خفيف من اللون البرتقالي وقرون استشعار بنية اللون مع قاعدة صفراء برتقالية، وعيون بنية داكنة إلى سوداء. ويختلف الدبور العملاق الآسيوي عن الدبابير الأخرى من خلال الدرقة والجينات الكبيرة. كما يحتوي فكه السفلي البرتقالي على سن أسود يستخدم للحفر.
على ماذا يتغذّى؟
يهاجم الدبور الآسيوي النحل وأنواع الدبابير الأخرى، حيث يستخدمها كفرائس لإطعام صغار الدبابير واليرقات.
وهو يستخدم أسلوبا عسكريا منظما وخطيرا في مهاجمة ضحاياه، حيث تخرج الدبابير العملاقة في مجموعات، تضم كل منها بين 25 و30 دبور، وعند العثور على خلية نحل أو دبابير صغيرة، يتم الهجوم مع إفراز مواد ذات رائحة قوية تنتشر مع الهواء لتبلغ الكتائب الأخرى بأنها وجدت الفريسة المطلوبة ولتدلها على مكانها.
ويمكن للدبابير العملاقة الآسيوية استخدام الفك السفلي على شكل زعانف سمك القرش المسننة للقضاء على خلية نحل العسل في غضون ساعات، وقطع رأس النحل والطيران بعيدًا مع الصدور لإطعام صغارها.
ويساعد حجم الدبور الضخم في فهم الحاجة الملحة للإطعام، فهو يحتاج للافتراس دائماً لتلبية متطلباته، خصوصاً وأنه ليس منتجاً للعسل أو أي نوع من الطعام، فهو كائن مستهلك.

هل يشكّل خطرا على الإنسان؟
عادة، لا يعتبر الإنسان هدفا محتملا للدبور الآسيوي، ولكن عندما يتم استفزازه أو العبث بخليته من قبل البشر، أو استخدام رائحة عطر قوية قرب الخلية، فقد يهاجم البشر، ويتسبب في بعض الأحيان بالموت، حيث تقتل هذه الدبابير 50 شخصا سنوي في اليابان، كما تم تسجيل 40 حالة وفاة وعدد كبير من حالات التسمم في الصين نتيجة لسعات الدبور الآسيوي، عام 2013.
ويحذر الخبراء عادة من الاقتراب من أسراب الدبور العملاق، فالإبرة القوية والطويلة في مؤخرته تكفي لثقب الملابس ولسع الجلد، كما أن السم الشديد لديه يسبب ألما كبيرا يشبه سكب المعدن الساخن على الجلد، وقد يكون قاتلا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الحساسية من لسع العشرات.
كيف وصل إلى أوروبا وأمريكا؟
يرجح الخبراء أن تكون “حاويات الشحن” هي السبب الرئيسي في انتقال الدبور السفاح من الدول الآسيوية إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث يؤكد موقع “ساينس أليرت” المتخصص بالأخبار العلمية، أن الدبابير الآسيوية دخلت للمرة الأولى إلى كندا عبر حاويت الشحن اليومية، حيث تم اكتشاف أولى مستعمراتها عام 2019.
كما يشير الموقع إلى أن موانئ الولايات المتحدة تستقبل 19 ألف حاوية شحن يوميا، ولا تخضع جميعها للتفتيش الدقيق، مشيرا إلى أن اثنان في المئة على الأقل من هذه الحاويات تتضمن حشرات وآفات زراعية.
ورغم أن البعض يرى أن هذه الدبابير مفيدة للبيئة كونها تقضي على الحشرات واليرقات الضارة، ولكن الباحثين يحذرون من تزايد خطرها على النحل في العالم، وخاصة في ظل زيادة أعدادها بما يشكل خطرا كبيرا على الحياة في كوكب الأرض.
(القدس العربي)

Contact Form

Name

Email *

Message *