إيطاليا تستقبل السياح الأجانب وهبوط 30 رحلة جوية بمطار روما اليوم الأربعاء
بعد شهر من بدء اجراءات رفع العزل بحذر، فتحت إيطاليا حدودها أمام السياح الأوروبيين اليوم الأربعاء 3 يونيو في خطوة جديدة نحو إعادة الوضع إلى طبيعته وإطلاق الموسم السياحي مع اقتراب الصيف.
وقال وزير الشؤون الاقليمية فرانشيسكو بوتشيا “البلاد تعود الى الحياة” فيما استأ نفت الرحلات الدولية الى البندقية وفلورنسا ونابولي وتتسارع إلى روما وميلانو.
من المرتقب وصول حوالى 30 رحلة دولية إلى مطار فيوميتشينو في العاصمة روما اليوم الأربعاء وبدأ مسافرون يخرجون بانتظام من قاعة الوصول. نفس المشهد في محطات الإقلاع كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وأعلنت شركة ( آليطاليا ) استئناف رحلاتها مع إسبانيا مع أول رحلة بين روما وبرشلونة نظمت صباحا.
والأربعاء يصادف أيضا استئناف حرية التنقل بين مناطق إيطاليا العشرين من الشمال إلى الجنوب، في إجراء كان ينتظره الإيطاليون بفارغ الصبر ولخصته الصحافة تحت عنوان “إيطاليا تتحرر من الإغلاق”.
بحسب وكالة الأنباء الإيطالية “انسا” فإن السماح بالتنقل مجددا بين المناطق أدى إلى ازدحام على متن العبارات التي تنطلق إلى صقلية أو تغادرها.
في محطة ميلانو المركزية، كان المسافرون يهرعون إلى القطارات ويجري أخذ حرارتهم قبل أن يستقلوا القطار.
وقالت وزيرة النقل باولا دي ميشيلي التي جاءت تتفقد الاجراءات الصحية المعتمدة عند مغادرة القطارات السريعة في محطة تيرميني في روما إن “حركة القطارات عادية”.
ولا يزال حظر التجمعات الكبرى وفرض وضع الكمامات بشكل إلزامي في الأماكن المغلقة وفي وسائل النقل العام ساريا.
وبدأت إيطاليا التي سجلت أكثر من 33 ألفا و500 وفاة بكوفيد-19 خلال ثلاثة أشهر، العودة إلى الحياة الطبيعية واستئناف عجلتها الاقتصادية في مطلع مايو مع رفع الحجر تدريجيا.
وأعادت المتاجر والمقاهي وحتى غالبية الصروح والمواقع السياحية فتح أبوابها: كاتدرائية القديس بطرس والكولوسيوم في روما وبومبيي وبرج بيزا وكاتدرائيتي ميلانو وفلورنسا ومتاحف الفاتيكان.
لكن كل هذه المواقع، على غرار البندقية، لا تزال تنتظر الزوار. وباستثناء عدد صغير من الزوار الإيطاليين، فان هذه الأماكن تبدو بشكل غير معتاد فارغة لا سيما وأنها في الاوقات العادية تكون تعج بالسياح.
في روما، استفاد زوجان عقدا قرانهما حديثا الأربعاء من قلة عدد الزوار للتوجه إلى موقع فونتانا دي تريفي الشهير في وسط العاصمة لالتقاط الصور ، وقال الزوج “يجب الاستفادة من هذه اللحظات، في روما إنه أمر نادر”.
وكان الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا حذر الثلاثاء في مناسبة اليوم الوطني من أن الأزمة الصحية “لم تنتنه بعد” في البلاد مشيدا ب”وحدة” البلاد في مواجهة “عدو غير منظور”.
وفرضت إيطاليا إغلاقا اقتصاديا في مطلع مارس ومنذ ذلك الحين بدأ عدد الحالات يتراجع بانتظام.
وقال خبير الفيروسات الشهير ماسيمو غالي في حديث صحافي إن الوباء بات تحت السيطرة كما يبدو “لكن كوفيد-19 يكمن تحت الرماد وحين يجد الظروف المواتية، ينفجر”.
– لا سياح صينيين وأميركيين –
تواجه البلاد حاليا أسوأ انكماش منذ الحرب العالمية الثانية وهي بحاجة ماسة لعودة السياح حيث أن هذا القطاع يشكل 13% من إجمالي الناتج الداخلي.
لكن هذا الرهان يتجاوز إلى حد كبير الحدود الإيطالية في حين أن اسبانيا واليونان وفرنسا تعتزم أيضا استئناف القطاع السياحي مع استقطاب الزوار الأجانب.
وقلقا منها ازاء احتمال تجدد الوباء في لومبارديا التي كانت في أحد الأوقات بؤرة المرض في أوروبا، أبقت سويسرا والنمسا حدودها مغلقة مع إيطاليا ما أثار استياء روما.
وسيعقد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو لهذه الغاية سلسلة لقاءات في نهاية الأسبوع مع نظرائه الأوروبيين ولا سيما وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في روما الأربعاء.
وقال دي مايو “الهدف هو أن نظهر للجميع أن إيطاليا مستعدة لاستقبال الأجانب بأمان وبأقصى قدر من الشفافية بخصوص الأرقام”.
وأضاف “استقبال السياح يعني تحريك الاقتصاد واعطاء التجار والمقاولين وأصحاب الفنادق فرصة العمل”.
وأفادت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإثنين ان 40 فندقا فقط من أصل 1200 فندق في العاصمة أعادت فتح أبوابها.
وقال ميمو بورجيو (62 عاما) وهو صاحب مقهى قرب الكولوسيوم “لن نرى السياح الأجانب قبل نهاية غشت ، إن الصينيين والأميركيين لن يأتوا. الأوروبيون خائفون، فنحن ننتظر إذن السياح الإيطاليين. لكن بدلا من روما فانهم سيتوجهون الى البحر”.
أ ف ب