-->

بعد “فضيحة السمك الموريتاني”.. أين “طار” الشاي السيلاني؟ وهل هو هدية لعون أم للمتضررين؟

عندما تقرر بعد الانفجار المدمر في مرفأ بيروت أن تصل المساعدات مباشرة إلى الشعب اللبناني برعاية الأمم المتحدة وليس من خلال مؤسسات الدولة اللبنانية، كانت الجهات المانحة تدرك أن هذه المؤسسات التابعة للدولة والمتهمة بالفساد قد لا توصل المساعدات إلى مستحقيها، وهذا ما حصل مع مساعدات تردد أنها تُباع في بعض المتاجر أو اختفت كسمك موريتانيا، أو ذهبت في غير اتجاهها كشاي السيلاني من سيريلانكا.

وبعد فضيحة ضياع 12 طنا من السمك مقدمة من موريتانيا، وبعدما أطلق ناشطون لبنانيون هاشتاغ “أريد سمكتي”، ضاعت هبة من سيريلانكا هي عبارة عن 1675 كيلوغراما من الشاي السيلاني مقدمة لصالح المتضررين من انفجار بيروت، سبق للسفيرة السيريلانكية في لبنان أن أعلنت عنها بعد زيارتها الرئيس اللبناني ميشال عون، معتبرة أن هذه المساعدة تعبر عن الصداقة التي تجمع الشعبين اللبناني والسيريلانكي.

ولكن اللافت أنه منذ تاريخ 14 آب/أغسطس لم يظهر أثر لهذا الشاي، وبعدما بدأ الجدل حول مصير هذه المساعدة، صدر بيان عن الرئاسة الأولى في الساعات القليلة الماضية يفيد بأن رئيس الجمهورية ميشال عون وجه رسالة إلى رئيس سريلانكا، غاوتابايا راجاباكسا، شكره فيها على إرساله هدية عبارة عن كمية من الشاي السيلاني، تسلمها الجيش وسلمها إلى دوائر رئاسة الجمهورية، حيث تم توزيعها على عائلات العسكريين في لواء الحرس الجمهوري.

وعلى الأثر، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي واستهجن ناشطون كيف تذهب المساعدات إلى غير مستحقيها، موجهين اتهامات وانتقادات إلى رئاسة الجمهورية، وسألوا: “أين السيلاني؟”، مستغربين اعتبار هذا الشاي “هدية” إلى عون وحرسه الجمهوري. وتصدر وسم “حرامي الشاي” موقع “تويتر”، وكتب لوسيان بو رجيلي: “الأتعس من سرقة الشاي وعدم توزيعه على المتضررين، هو الوقاحة بالاعتراف إنو تصرفوا بالمساعدات متل ما هن بدهم ووزعوها على غير المتضررين. وهيك كل شي عادي ومعلَن بكل وقاحة. بأي بلد تاني (مش مزرعة طوائف وسياسيين مرتهنين للخارج وقضاء تابع) هيك شغلة لوحدها بتسقط الرئيس”.
ودون خالد عيتاني: “طلع انفجار، راحوا الأبرياء، إجا مساعدات للناس. قرطوا المساعدات المادية، قرطوا الشاي والسمك، قرطوا الزجاج المصري، قرطوا الفيول العراقي، ما حدا إتحاسب وأنجأ في تحقيق بالجريمة. بدل ما يستحو ويفلو، عم يتقاسمو الحصص”.

وقال مانويل في رسالة ضمنية إلى التيار العوني: “ضلوا يقولوا إنو القوات سرقت خبزاتن حتى إجا بي الكل وسرق شاياتنا، أين السيلاني؟”.

واستبدلت لينا كلمات أغنية سميرة توفيق “يا صبابين الشاي” بكلمات “يا سراقين الشاي زيدوا حلاتو”. وعقب عليها بلال مواس قائلا: “يا سراقين الشاي اللي استحوا ماتوا، طار ولحقوا الموريتاني وشفطوا سمكاتو”.

أما ربيكا فسألت: “ليش مستغربين من واحد بضل نايم إنو يسرق 1675 كيلوغرام من الشاي السيلاني؟ الزلمي بحاجة لهلقد كمية من الكافيين وأكثر ليقدر يوعى… وبشك إنو يوعى”.

وتوجهت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان إلى عون بالقول: “الشاي أرسل إلى اللبنانيين بخاصة إلى المتضررين من انفجاركم، وطبعا لم يكن هدية لمن لا يحتاجها.. توزيع المساعدات على حاشيتك معيب”.

وكتبت ألين اسطفان: “شاي! استحوا قرفتونا يا بلا ضمير الله رح يحاسبكم على كذبكم وطمعكم رح تاخدوا الشايات معكم على الأبدية؟ تفه”.

وتوجهت هيام يوسف بغضب إلى من وضع يده على هذه المساعدات وقالت: “سم الهاري قرطو الشاي والسمك، عهد النهب والمحاصصة”.

وردا على هذه الحملة، غرد الوزير السابق غسان عطالله مدافعا عن الرئيس عون وكتب: “يا عيب الشوم… بدلا من شكر رئيس الجمهورية على ما قام به تبثون سموم الإشاعات… المراسلات واضحة فأوقفوا الكذب”.

ورد على عطالله عدد من الناشطين، وأفادوا بأن أقرباء لهم في لواء الحرس الجمهوري أبلغوهم أنه لم يصلهم شيء من الشاي، متوقعين أن تكون الرئاسة تغطي عملية نهب أو مصادرة للشاي من قبل جهة مهيمنة.
كذلك، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان جاء فيه: “أثار خبر توزيع كمية من الشاي السيلاني على عائلات العسكريين في لواء الحرس الجمهوري ردودا مفتعلة ضمن حملة مبرمجة على مواقع التواصل الاجتماعي هدفت، كالعادة، إلى تشويه الواقع واستثماره على نحو ملتبس.

لذلك، ووضعا للأمور في نصابها، ومنعا لاستغلال رخيص للخبر لأسباب وأهداف معروفة، يهم مكتب الإعلام أن يوضح ما يلي:

أولا: أبلغت سفارة سيريلانكا في بيروت، وزارة الخارجية في 11 آب 2020 بموجب مراسلة رسمية، عن وصول شحنة دبلوماسية إلى بيروت تتضمن التالي:

– ألف حزمة عبارة عن مواد غذائية خاصة ليصار إلى توزيعها مجانا.

– 1675 كيلوغراما من شاي سيلان “هبة إلى فخامة الرئيس العماد ميشال عون للتعبير عن التضامن وعلاقة الصداقة التي تربط سيريلانكا بلبنان”.

ثانيا: أبلغت قيادة الجيش دوائر القصر الجمهوري عن وصول الشحنة إلى مطار رفيق الحريري الدولي في 14 آب 2020، وطلبت استلام الشق المتعلق بالهبة الخاصة برئيس الجمهورية، فتم ذلك وفق الأصول.

ثالثا: خلال زيارة سفيرة سيريلانكا إلى قصر بعبدا في 24 آب الماضي، شكرها رئيس الجمهورية على تقديم الهبة المؤلفة من مواد غذائية وشاي، إلا أن خطأ ورد في الخبر أظهر أن الشكر كان على هبة الشاي فقط. وفي وقت لاحق، وجه الرئيس عون رسالة شكر إلى نظيره السيريلانكي.
رابعا: تسلمت دوائر رئاسة الجمهورية هبة الشاي وتم توزيعها على العسكريين في لواء الحرس الجمهوري وفقا للعادة التي درج عليها رئيس الجمهورية بتوزيع هدايا المواد الغذائية والتموينية التي تصله، على عسكريي اللواء”.

​وأمل مكتب الإعلام أن “تضع هذه الحقائق حدا لمروجي الحملات عبر بعض الأبواق ومواقع التواصل الاجتماعي، مستغربا كيف يستكثر بعض المعلقين حصول عسكريي لواء الحرس الجمهوري على علبة من الشاي، علما أن من بينهم من لحقت به أضرار جراء الانفجار في مرفأ بيروت، كسواهم من المواطنين”.

غير أن كثيرا من الناشطين لم يقتنعوا ببيان الرئاسة، معربين عن عدم ثقتهم بالبيانات التوضيحية الصادرة سواء عن الرئاسة في موضوع الشاي أو عن الجيش في موضوع الأسماك، مشككين في حصول المتضررين الفعليين على المساعدات.

يبقى أن التهكم وصل بإحدى المغردات إلى حد القول: “القصر الجمهوري أو قصر الشعب يدعوكم إلى حفل غداء مجاني نهار الأحد، بوفيه مفتوح + سمك موريتاني ومشروب مفتوح شاي سيلاني، الدعوة مجانية للجميع، كونوا كثرا”. فيما الإعلامية ليال بو موسى اكتفت بدعوة السياسيين إلى الخجل وكتبت: “شاي Be”.
القدس العربي

Contact Form

Name

Email *

Message *