جماعة العدل والاحسان المغربية: التطبيع قرار ملكي ضمن مخطط تصفية القضية الفلسطينية ضمن ما يُعرف بـ"صفقة القرن"
قال الأمين العام لجماعة العدل والإحسان المغربية، الدكتور محمد عبادي، إن قرار بلاده بتطبيع العلاقات مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي هو قرار المؤسسة الملكية في المغرب، وهو ما يحملها المسؤولية الأولى عن هذا الأمر الذي وصفه بالخطير.
واضاف ان موجة التطبيع هي جزء رئيس من مخطط تصفية القضية الفلسطينية ضمن ما يُعرف بـ"صفقة القرن"، وهي بدورها جزء من إعادة ترسيم الشرق الأوسط وسائر المنطقة بما يخدم مصالح القوى المستكبرة النافذة دوليا والأنظمة العربية المتسلطة محليا وإقليميا. أما تأثيرها فهو رهين من جهة بتماسك الجبهة الفلسطينية الداخلية، وبطبيعة الفعل الشعبي من جهة ثانية. والعنصران معا أراهما مبشرين وقويين في مواجهة هذه الخطة الصهيونية.
إذا أضفنا إليه الرفض الشعبي الراسخ للتطبيع في دول التطبيع القديمة (مصر والأردن) وفي الموجة الجديدة، وإذا استحضرنا معهما تنامي المقاطعة الثقافية والأكاديمية وحتى التجارية في عدد من دول أوربا والعالم، كل ذلك يكشف أن الجدار صلب أمام محاولة الاختراق الصهيوني هذه، وليس بالرخاوة التي يتوقعها المُطبّعون.
إننا واقعيون جدا مع أنفسنا، وندرك واقع أمتنا اليوم وحجم قوتها وضعفها، ومدى الهوّة التي صنعها حكامها بينهم وبين شعوبهم، لكننا في المقابل ندرك تماما، وموقنون، أن قدرة الأمة بإذن الله على الفعل موجودة، ليس فقط غدا في الأفق المنظور، بل اليوم والآن رغم كل الصعوبات التي تعترضها. وما أشرت إليه سالفا من تجليات وأشكال رفض خيانة القضية الفلسطينية التي هي قضية كل المسلمين، كاف لبث الطمأنينة في قلب كل الغيورين، ولبعث الأمل والعمل في أوصال الشعوب بقيادة قواها الحيّة الصادقة.
وقد علمنا ديننا أنه كلما اشتدت الأزمة كانت علامة على الفرج القريب.
قال الله تعالى في سورة يوسف (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) الرسل عليهم السلام لا يعرفون اليأس، بل هم أعلام وقدوات في اليقين والثبات. وإنما المعنى أنهم يئسوا من إيمان قومهم، وخافوا أن يدخل قلوب أتباعهم شك. في هذا الوقت ذي الشدة البليغة والحرج الكبير يبزغ نصر الله لعباده الصادقين الموقنين.