كيف وصلت الإمارات بأدوارها القذرة إلى الصحراء الغربية؟
على ضوء المقال الذي نشرته جريدة "ميدل ايست مونيتور" حول الدور الخفي للإمارات في الضغط على الدول العربية نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ، وتقاسم الأدوار مع اسرائيل في تنفيذ سياسات الولايات المتحدة في المنطقة بالاضافة الى تقارير إعلامية متكررة وتحليلات تفيد بالدور الذي تلعبه هذه الدويلة في هذا المنحى وهو ما يتأكد، فمن خلال الدلائل يتبين الدور القذر الذي تمارسه و تسعى من وراءه إلى تحقيق اهدافها و أهداف حلفائها.
اذا ما نظرنا إلى الدول التي أعلنت مؤخرا عن تطبيعها و انضوائها تحت ما تسميه اسرائيل "اتفاقيات ابراهام" فسنجد للامارات الدور الاساسي و الكبير في الدفع بسلط و انظمة هذه الدول نحو المضي في توقيع هذه الاتفاقيات و تشجيعها على قبولها بتقديم اغراءات و تحفيزات مالية و سياسية بدءاّ بالبحرين مرورا بالسودان و اخيرا المملكة المغربية.في انتظار من سيلتحق بالركب.
بالرغم أن الإمارات و المغرب لم تكونا على وفاق قبل السنة المنصرمة الى درجة سحب متبادل للسفراء على خلفية عدم التفاهم آنذاك بين دويلات الخليج من جهة و قطر من جهة أخرى غير أنه وتبعا لأحداث متسارعة مصبوغة بصراع تركي اماراتي في مناطق مختلفة من جغرافيا العالم ومن ضمنها الجزائر وموريتانيا و التنافس والسعي إلى ادارة موانيئها وكذا تطلع الإمارات إلى الاستثمار والتدخل في موريتانيا ماليا (ميناء نواذيبو) و عسكريا (قاعدة على الحدود الصحراوية الجزائرية الموريتانية ) و توسيع و تفعيل دورها بالمنطقة، فان التوجه الاماراتي تجاه المغرب انقلب في لحظة وكان من اهدافها الدفع بالمغرب إلى ترجمة العلاقة السرية بينه و بين اسرائيل إلى علاقات علنية بالاضافة الى ارضاء العراب ترامب المهزوم امام بايدن.
وقد تجلى ذلك الدور في تجسيد تطبيع المملكة المغربية مع اسرائيل من خلال إقناع هذه الأخيرة ان تثبيت "مغربية الصحراء الغربية" يمر عبر تل ابيب و هو ما حصل بالفعل وكانت الإمارات من اول الدول المشيدة بهذا التطبيع و كذا دورها من خلال إقناع الرئيس السابق الأمريكي بالتعاون مع اسرائيل في إعلان اعترافه عبر تغريدته المعروفة بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية، و ان اي حل لمسألة الاحتلال المغربي يجب أن يتم من خلال خيار "الحكم الذاتي" الميت الذي يعرضه المغرب و يبرز أيضا هذا الدور عبر فتح الإمارات كأول دولة عربية قنصلية في عاصمة الصحراء الغربية المحتلة العيون ،بالاضافة طبعا إلى عديد الادوار الخفية و التعهدات المالية و الإستثمارات الاقتصادية في المغرب و في داخل المناطق الصحراوية المحتلة خاصة المواني البحرية مستقبلا.
و يبدو أن الإمارات لن تتوقف عند هذا الحد من الغرق في مستنقع الصحراء الغربية و الدعم السياسي و المالي بل سيزيد و يشتد غوصا و سينسحب على الدور العسكري والمخابراتي و المشاركة المباشرة و الغير مباشرة في الحرب الدائرة بين جبهة البوليساريو و المغرب بعد خرق هذا الأخير اتفاق وقف إطلاق النار يوم الثالث عشر من شهر نوفمبر الماضي بالكركرات. و قد اعلنت البوليساريو في أواخر ذلك الشهر عن مقتل ضابط امراتي و اصابة آخر نتيجة قصفها لمواقع و تمركزات جيش الاحتلال المغربي بالصحراء الغربية كما أن هناك معلومات تفيد بتقديم الإمارات و اسرائيل تدريبات و دعم لوجيستيكي و تجسسي و مساعدات فنية لجيش الاحتلال في كيفية التعامل والتحكم في الطائرات المسيرة بقصد استخدامها في الحرب الدائرة بين الجيش الصحراوي و جيش الاحتلال المغربي رغم تستر المغرب و انكاره لها حتى اللحظة عدا عن الدعم بالطائرات ذاتها و الاليات العسكرية.
اذا يوما بعد يوم ينقشع الضباب ويتأكد ويطفو دور اسرائيل العرب على السطح و يزداد توغلها في الوحل الصحراوي و يتأكد بعدما كان متغيرا حسب هواء و رضى امراء الإمارات من أمير المملكة المغربية و المخزن، والثابت الوحيد انه لن يزيد الصحراويين الا عزما و قناعة بعدالة قضيتهم.
📍المصير نيوز ٢٠٢١