-->

نعم للتفاوض تحت أصوات المدافع.


 على مدار 29 سنة واصلت فرنسا مساعي تخريب كل جهود التسوية  السلمية للمسألة الصحراوية، إلى أن اختزلت نقطة صغيرة، تقع في أقصى جنوب الصحراء الغربية،  الصراع برمته بعد أن تحولت إلى منصة عسكرية وسياسية وإعلامية، خاطب من خلالها الصحراويين العالم، وقد أدى سقوط أربعة صواريخ في محيط تلك النقطة المعروفة باسم: (الكركرات)، إلى هلع كبير في قصر الإليزيه، بحسب الصحيفة الفرنسية (أفريكا إنتلجنس)!!. 

 ومنذ تلك الليلة.  تولدت لدى فرنسا  رغبة، حقيقية،  في التعامل بجدية، مع طرفي النزاع،  من أجل: "العودة إلى التهدئة"!!  

 ويبدو أن للجزائر والبوليساريو رأيا مختلفًا، تمامًا، عما كان عليه الحال قبل عملية القصف المذكورة، إذ تم التأكيد على أنه لا يمكن ايجاد حل تحت مظلة "التهدئة"،بل يجب البحث عنه تحت أصوات المدافع.

 وتواصل البوليساريو الحرب،  بل وتضيف لها،في كل يوم، أبعادا جديدة. فهي ترى بأنها ليست سوى أفضل أدوات الضغط، وتتبع سياسة عدم الإعلان عن أي نتائج تتعلق بعمليات القصف المستمر، منذ أكثر من شهرين،  حتى يعلن عنها الطرف الآخر، آجلا أم عاجلا. 

 وتعول الجبهة، كثيرا،على الروح القتال العالية التي دبت في قلوب الصحراويين،خلال هذه الحرب، في التعجيل بحسم الصراع عسكريا. 

 الشق الثاني من معادلة القوة بين المغرب والبوليساريو، والمتعلق بالجانب النفسي سيعمل لصالح هذه الأخيرة، وبشكل فعال، إن هي تمكنت من معاودة قصف الكركرات، مرة أخرى، بل يمكن اعتبار ذلك، نصف هزيمة بالنسبة  للمغرب الذي ربط معنويات شعبه، وصحافته، وأحزابه، ومحلليه، بهذه النقطة بالذات -دون غيرها- من أرض بكاملها.

📍ازعور ابراهيم

Contact Form

Name

Email *

Message *