مؤتمر اللوبي اليهودي.. آخر فرصة لبوريطة لإنقاذ تغريدة ترامب
اشتكى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، جمهورية ايران للوبي اليهودي بالولايات المتحدة الأمريكية، بدعوى إنها تهدد أمن بلاده من خلال دعم جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية.
وجاء ذلك في حوار لبوريطة، مع قناة “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) تحسبا لأول مشاركة رسمية مغربية في فعالية لـ”إيباك”، وهي أقوى اللوبيات الصهونية في الولايات المتحدة.
وحاول بوريطة التقرب من اللوبي الصهيوني، من خلال ربط ايران بملف نضال الشعب الصحراوي من أجل التحرر بالقول: نحن بحاجة إلى تنسيق العمل كحلفاء، لمواجهة التهديدات الإيرانية، المرتبطة بالأنشطة النووية، وإيران تعمل على زعزعة استقرار شمال إفريقيا وغرب إفريقيا”.
والسبب حسبه إن إيران هددت أمن المغرب، من خلال دعم جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية بالسلاح والمال، وأن إيران تنتشر من خلال حزب الله في غرب إفريقيا.
وعام 2018 أعلن المغرب قطع علاقاته مع ايران بدعوى دعم حزب الله لجبهة البوليساريو، وهي ادعاءات تبين بعدها أنها مجرد “رواية وهمية” اتخذها ذريعة لركوب موجة العداء الخليجي مع طهران.
وخاطب بوريطة اللوبي اليهودي: “نحن … مخلصون في التزاماتنا، لأننا اتخذنا القرار (التطبيع مع إسرائيل) عن قناعة، وسوف نذهب إلى أقصى حد ممكن في تطوير التعاون الثنائي”.
مؤتمر اللوبي اليهودي.. آخر فرصة لبوريطة لإنقاذ تغريدة ترامب
ويشارك وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الخميس في مؤتمر تنظمه لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، بهدف فيه تكثيف الضغط على الرئيس الجديد جو بايدن لتبني قرار سلفه دونالد ترامب حول الصحراء الغربية.
وتأتي مشاركة بوريطة في إطار مساعي نظام المخزن للحصول على دعم اللوبي الأمريكي-اليهودي بعدما تبنت الإدارة الأمريكية الجديدة لجو بايدن موقفا غامضا في نزاع الصحراء الغربية.
ونشر موقع “اليوم24” المغربي، أن “إيباك” يؤكد مشاركة المغرب لأول مرة بشكل رسمي في أنشطة هذا اللوبي، وسيتم إجراء حوار عن بعد مع وزير الخارجية المغربية بوريطة ضمن فعالية ضمن فعالية “ميد اتلانتيك سبرينغ بروغرام” الأسبوع المقبل.
ويطور المغرب علاقاته مع إسرائيل واللوبي اليهودي-الأمريكي، فقد أعاد العلاقات مع إسرائيل يوم 10 ديسمبر الماضي، ووقع بيانا مشتركا يوم 22 من نفس الشهر، وأقدم المغرب على الخطوة من باب المقايضة، اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة الرباط على الصحراء مقابل استئناف العلاقات مع إسرائيل.
ولا تمتلك الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن نفس الرؤية لملف الصحراء الغربية، فقد طالبت سفيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، من الأسبوع الماضي باستئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو وإسراع الأمين العام في تعيين مبعوث له في الصحراء الغربية ولم تتطرق إلى اعلان ترامب.
وينزعج المغرب من الموقف الأمريكي، كما يبدي اللوبي اليهودي- الأمريكي قلقا من موقف الإدارة الأمريكية، ونشرت جريدة “هسبريس” المغربية أن Jewich Insider، الموقع الأمريكي المختص في تحليل السياسات، أن وجود علاقات دبلوماسية كاملة بين المغرب وإسرائيل “معلق” إلى حين كشف البيت الأبيض عن موقفه من مراجعة قرار ترامب بشأن الصحراء الغربية.
ويتابع الموقع الإعلامي الأمريكي- اليهودي أنه في حال تراجع بايدن عن قرار ترامب، فهناك احتمال أن يوقف المغرب العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل مرة أخرى أو لا يعززها، مشيرا إلى أن هذا الملف لا يزال يقسم مجلس الشيوخ بين مؤيد للقرار ومعارض له.
وكانت السلطات المغربية قد برّرت أمام المغاربة استئناف العلاقات مع إسرائيل بتحقيق نصر تاريخي باعتراف الرئيس السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، ويعتريها قلق كبير من غموض الموقف الأمريكي الذي لم يسحب الاعتراف الرئاسية لترامب ولكنه باطنيا لم يعد يعتد به على ضوء موقف واشنطن في مجلس الأمن الأسبوع الماضي خلال معالجة نزاع الصحراء الغربية.