-->

مداخلة الكاتب العام لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان بالصحراء الغربية خلال الندوة الرقمية حول انتفاضة الزملة التاريخية


المساهمة الفكرية ل
لكاتب العام لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان بالصحراء الغربية عبد الخالق المرخي في الندوة الرقمية حول الفقيد بصيري وانتفاضة الزملة التاريخية التي نظمتها وكالة الانباء المستقلة يوم 17 يونيو  2021
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكرى المختطف ..
يخلد الشعب الصحراوي قاطبة الذكرى الــــــ (51) لجريمة اختطاف الزعيم "محمد سيد إبراهيم بصيري" مؤسس النواة الأولى للتحرير الوطني، و التي عرفت بـــ "المنظمة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب"، حيث كانت مصدر إلهام لشحذ الهمم و صد الأطماع التوسعية للأنظمة الإمبريالية و ما تعكسه الإرهاصات السياسية المتقلبة على المستويين الاقليمي و الدولي و التجاذبات الجيوستراتيجية للمنطقة .
و قد تفتقت عبقرية المختطف الصحراوي بما راكمه من وعي ثوري و احتكاك ميداني بالفصائل الطلابية بسوريا و مصر أواخر الستينات، الى استنباط التجربة النظرية و إسقاطها في ميدان التحرير الوطني بالصحراء الغربية المحتلة، التي قاد غمارها إلى جانب ثلة من الوطنيين الصحراويين وازعهم المشترك هو تحرير الفرد و الأرض من براثين الاستعمار الإسباني و كسر غطرسته و تسلطه المتنامي ضد الشعب الصحراوي.

مرت أزيد من خمسة عقود و اليوم نجدد نفس العهد و الوعد الذي قطعه الشهداء بالتضحية في سبيل الوطن، و هي أمانة جسيمة بثقل حملها على عاتقنا تلزمنا جميعا بالإقدام و نكران الذات و استصغار ملذات الحياة الزائلة كعربون وفاء و اخلاص لدمائهم الزكية التي ارتوت بها ارضنا الطاهرة على مذبح الحرية و الكرامة و الاستقلال التام.
فقلاع الحرية لا تشيد بالانبطاح و الاستسلام و الخنوع لقوة الاحتلال، بل بالتنظيم و التأطير الجماهيري و الإقدام على المواجهة كخيار مبدئي تكرسه قواعد المقاومة السلمية التي ابتدعها الشعب الصحراوي في انتزاع حقه المشروع في الوجود، و اصراره على تحجيم مناورات الأطماع التوسعية للقوى الإمبريالية في نهب و استغال مقدراته و ثرواته الطبيعية .
رغم تكالب قوة الاحتلال المغربي و تآمرها ضد الشعب الصحراوي في محاولة يائسة لفرض سياسة الضم القسري و النيل من رموز الوحدة الوطنية و قيادة التنظيم السياسي بالتضليل و الاشاعة و بث السموم، لاستهداف مقومات الصمود بمخيمات العزة و الكرامة و ضرب حصون المقاومة السلمية التي أربكت كل حساباته، من خلال شنه لحملات التشهير و التهديد و الوعيد التي لم تعطي أي نتيجة، ليضطر الى اعتماد خيار الاعتقال و الاختطاف والتصفية الجسدية ضد المناضلين من طلبة و إعلاميين و مدافعين عن حقوق الإنسان .
بحكم الوعي المسبق بأن طريق التحرير ليس مفروش بالورود، و انه علينا جميعا استنفار حواسنا و توحيد جهودنا و رص صفوفنا خلف الممثل الشرعي للشعب الصحراوي كوعاء تنظيمي ينتزع الحقوق و يحصن المكتسبات ، و مواصلة البذل و العطاء رغم ما نتعرض و يتعرض له ابناء شعبنا في دروب الاستعمار المظلمة .
فليس هناك أسمى و أنبل من التضحية التي يرتقي بها المناضل الشهم شهيدا، يضع حياته دفاعاً عن مبادئه و استقلال وطنه الذي يعيش فيه، وليس هناك ما هو أعظم من أن يجود الإنسان بنفسه من أجل تحقيق حلم وطنه في الحرية و الاستقلال ، وليست هناك قيمة وطنية أسمى تفوق قيمة الشهادة في سبيل الوطن .
ومن أجل ذلك نستحضر اليوم ذكرى الفقيد و المختطف لنخلد ذكراه تمجيدا لعطائه السخي، وأن نستذكر شجاعته و ملاحمه البطولية على الدوام ، من أجل أن يقتدي به و بجميع شهدائنا الأبرار.
فهم شهداء مخلدون في ذاكرة وطنهم، وفي قلوب جميع أبنائه بما قدموه من تضحيات عظيمة، فهم مصدر الفخر والعزة لنا وللأجيال القادمة .
عن عبدالخالق سيدي أحمد لفضيل (المرخي)
مناضل صحراوي و سجين سياسي سابق
الكاتب العام لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان بالصحراء الغربية
(CODESA)

Contact Form

Name

Email *

Message *