-->

عداوة الاطر ودعوة التنظيم .. سلسلة رؤى سياسية، يكتبها إبراهيم محمد امبارك.


وانا اتحدث في الهاتف لفت انتباهي تساؤل هام لذاك الشيخ الستيني الذي تربع في مقعد سيارة الأجرة الامامي صباح اليوم ليحدثنا عن جديد " قضيتنا الوطنية " حينما تساءل :عمن هو الإطار في الجبهة وهل له أي تعريف واضح يا لمعايل"؟

تساؤل شد انتباهي بحق ليس في محتوى السؤال في حد ذاته ، طالما علمنا أن مفهوم الاطار والأطر التنظيمية بشكل عام، ينصرف لبحث استثنائي و سيسيولوجي وفلسفي عميق يحدد المفهوم اولا ثم اغراضه ودلالاته وابعاده المختلفة في التجربة الوطنية المتواصلة، وفي تفاصيل التحول الديمقراطي والتنظيمي الذي عاشه الشعب الصحراوي كواقع ملموس لأكثر من نصف من الزمن، بقدر ما أثار انتباهي ارتباط السؤال بالزمن والدراسة المحيطين بشعبنا في أيامنا هذه ونحن ننظم ابلما دراسية وطنية لهذه الأدوات التنظيمية تحديدا، والامثر من هذا ونحن نعيش حالة توقف واستكانة شبه تامة لكل النشاطات والبرامج والمهام التنظيمية ذات الصلة بالعمل التنظيمي للجبهة، "الجبهة" كتنظيم سياسي وحركة تحرير وطنية ، ثم في مرحلة متقدمة كنظام مسؤول عن الشأن الوطني الصحراوي تسييرا وتدبيرا ومصيرا بدءا من كبريات القضايا المصيرية للشعب وصول إلى يوميات الإنسان الصحراوي البسيط في ادق تفاصيل حياته حيثما وجد وأينما كان.

ولعل إثارة هذا الشيخ الذي تبدى من ملامحه أنه شارك بجزء هام من عمره في مسيرة شعبنا _ و ليس  المجال كاف حتما لتسقيف أو تحجيم ماكان يقوم به تحديدا كفرد صحراوي _ بقدر ماهو مهم وعلى لسانه طبعا البحث في أي الطرق يختارها التنظيم لاستظهار الخيط الرفيع بين من هو مناضل في الجبهة وفقط وذاك هو الحق المضمون للجميع ( الشعب الصحراوي كافة) متى ابرم وانجز العقد الإجتماعي المحددة شروطه سلفا في القانون الأساسي للجبهة، وبين من هو مناضل في الجبهة ومعه صفة إطار تنظيمي وهذا أيضا تحكمه قواعد انضباط وتسيير مضافة لبنود العقد الإجتماعي الذي يربط الجبهة كتنظيم واي فرد صحراوي اخر ووافق عليها بكل ارادة وحرية اختيار، والذي عددته قواعد القانون الأساسي المصادق عليه أيضا في المؤتمر الشعبي العام للجبهة الذي يجمعنا كصحراويين مناضلين في إطار تنظيم شامل وجامع ذو شكل وحدوي و نهج تقدمي بخلفية وثوابت تحررية تهدف الى كرد الغزاة وتحرير الارض والوطن من يد الاعداء والظالمين، وهي محددات حسمت  تنفيذ مقتضيات ذاك العقد الإجتماعي المبرم بين الجبهة كتنظيم سياسي والمناضلين الصحراويين كأفراد في الشعب الصحراوي، وباسقاط هذا العقد الإجتماعي من قالبه النظري نحو التنفيذ ليصير في مظهر التطبيق تكون مقتضيات العلاقة التنظيمية التي تحدد مكانة كل فرد داخل الإطار التنظيمي (كمناضل)  في القوالب الهيكلية والتفصيلية المؤسسة لتنظيمنا السياسي هي الضابط المحدد لنوعية الاطر وتراتييتها ومكانتها من التنظيم السياسي صعودا نحو القمة ( القيادة السياسية) أو نزولا في اتجاه القواعد الشعب (الفروع الأساسية والمحلية) ، وتلك الهيكلة والمسؤوليات والمهام التسلسية و التنظيمية هي ثوابت مفصلة في القانون الأساسي للجبهة كذلك، وبين القيادة السياسية والفروع الأساسية تتوزع كل المراكز التنظيمية والسياسية والإدارية المسماة في قالبها العام بالتنظيم السياسي  سواء كمسؤوليات ( الاطر والمسييرين والمكلفين بمهام او ملفات تنظيمية) حسب انتشار ومكان تواجد الفروع السياسة للتنظيم السياسي للجبهة بالداخل والخارج ، أو كانت مهيكلة ومؤطرة لكل افراد الشعب بمختلف روافده التنظيمية ( المنظمات الجماهرية) وفروعه الإدارية والسياسية الجهوية والمحلية ( المجالس المنتخبة والفروع في مستوياتها الثلاث) وما تبقى هو عبارة عن اذرع عسكرية ودبلوماسية وادارية وجدت لتلبية، إما أهداف البناء والتحرير، أو لحشد الدعم الدبلوماسي والدولي والانساني لقضية شعبنا، و لتسهيل خدمات مرفقية  وخدماتية في اشكالها التنظيمية أو التنفيذية أو التقنية و هي أيضا محكومة بنصوص القانون الأساسي للجبهة.


إلى هنا لم يجد أحد المسافرين جوابا لسؤال شيخنا الذي بدى غاضب جدا كأغلب المناضلين إن لم أقل أغلب الاطر التنظيمية منتقدا ما نحن فيه من ضعف ووهن وفي كل مناحي الحياة _ حسبة طبعا_ و على واقعنا التنظيمي المعاش اليوم في أداءه العام، بل وزاد عليه لتطعيم النقاش بالخوض في انشغالات وتبعات الشق الاخر من تنظيمنا القانوني والاداري والتنفيذي المعاصر المعروف ب" اداء مؤسسات الدولة الصحراوية" التي باتت تلقي باكراهات جديدة عاشت حلولها مشابهة لها اطياف من الشعب في دول الجوار، والحقيقة لم يستحضر أنه  لما يحين  لا الوقت و لا الظروف بعد، ليعشها المواطن الصحراوي تحت هذا الاسم ( المواطنة) كما عاشها او رأى ماوطني الدول المجاورة يتمتعون بها، لاسباب كثيرة ومتعددة  لعل من أكثرها اتضاحا للعامة مشينا الفاضل هذا هو * انعدام السيادة * أو غيابها على إطلاقها كما لدى باقي شعوب الارض، وهذا النقاش المفتوح وعيد المنتظم هو ما حرمني المشاركة  النقاش مكرها لا مختار، و أنسى الكل  مع طول الطريق للاسف  التفكير بجد في سؤال الشيخ المبدئي الذي مازالت افكر فيه رغم علمي المسبق بافتتاح نقاش وطني لفائدة اطرنا التنظيمية، من المفارقات محل  الصدفة أن امانة التنظيم السياسي للجبهة( مركزية للتنظيم السياسي سابقا) هي من يشرف عليه..


هذا النقاش الوطني الذي بدأ اليوم هو موجه للاطر التنظيمية للشعب الصحراوي عامة والذي جمع بين أطر  هياكل التنظيم السياسي الجبهة و موظفي المؤسسات الوطنية في الدولة الصحراوي المؤطرين والذي هم أيضا أطر في تنظيمنا السياسي، وهذه مزية مهمة في بناء فكر صحراوي  مستقبلي من وحي تجربتنا الوطنية، قد يشكل لاحقا جزءا مهما من فلسفة الجبهة كتنظيم سياسي وإداري للشعب الصحراوي بدرجة اولى قد يصبح مرجعا يدرس في الكليات الإقليمية والدولية، و في جاونبه المتعلقة ببناء إدارة مزدوجة لتنظيمين مختلفين ايديولوحيا وتاريخيا ونظريا ولكنهما مطبقين على شعب واحد اسمه شعب الصحراء الغربية، وهذا الإشارة الأخيرة كافية لوحدة لتأليف عشرات الكتب والمؤالفات في العلوم السياسية والقانون وعلم الاجتماع السياسي والعلاقات الدولية وعلم الإدارة لتبسيط هذه الظاهرة التنظيمية الأعجوبة والاستثناء في بناء الدول تنظيم حياة الشعوب المعاصرة، على الاقل بشىء من التفحص والتحليل والشرح والمقارنة بالدارسة والتطبيق وذاك انحاز هام في اعتقادنا لاختلافه وتميزه و خصوصيته المبدعة ..


وفي المقابل اعود إلى رحلتنا هذه، وفي قمة النقاش حول ماهو مأمول من هذه الايام الدراسية وما هو متاح للنقاش بين الاطر انطلاقا من التجربة وصول إلى التطبيق فيما وصلنا له اليوم  على الأقل " موقع وموقف الاطر التنظيمية من كل ماحدث منذ 13 نوفمبر 2020 الى الان" ؟ وهو تقييم بالرغم صعوبة الاحاطة به كافكار وملاحظات و تقويم الا انه سيكون حتما أضافة في إحياء نقاش  وطني كان مفقود منذ الندوات الأساسية والمؤتمرات الشعبية الأساسية التي وأدت قبيل المؤتمر التاسع للجبهة لاسباب ليست واضحة إلى الان، وإلى ما يمكن ان يسجل في رصيد أداء امانة التنظيم السياسي للعام 2021 باعتبار العام الأكثر حساسية للشعب الصحراوي تجاه تنظيمي السياسي من حيث الأداء والمردودية رغم وباء كورونا وكالة الطوارىء العامة، الا انه وبالمقابل _ ورغم تأخره كثيرا _ سوف يعيد بعض الاطر التنظيمية التي كادت أن تضيع في هذا الواقع المرفوض بفعل الفراغ وغياب الأنشطة والبرامج المفيدة للشعب ولحركة وفعالية التنظيم السياسي بشمل عام،  بل قد يزيد بشكل محدود في عملية التعاشق المطلوب بين القمة والقاعدة أن وجد تسويقها ذكيا لدى العامة من الشعب ، أو بين القيادة السياسة ومختلف الأدوات التنظيمية على اختلاف اماكن تواجدها أو تعدد المهمات الوطنية الموكلة لها وهي وظيفة بالنسبة في اعتقادنا بمكان، وأن افلح التنظيم في ذلك وأصر على إيصال مخرجات هذه الايام الدراسية لاوسع فئات الشعب، فحتما سيعيد لاحقا توهج التنظيم السياسي زسيعطى شحنات مفيدة لاكرنا التنظيمية ويحفزها على العطاء ولو في مثل هاتهةالظروف الصعبة والقاسية، وهذا ما نأمله على كل حال للتنظيم بأن يسترد بريقه و يعيد لمركزية الفروع جاذبيتها متى تحققت الأهداف المرجوة من هاته الايام الدراسية، التي رافقها امتعاض كبير على الاقل من بعض الاطر والمناضلين في مواقع مختلفة، بالتشكيك في جدوائية هذا النقاش ومحدوديته وعدم شموليته إلى باقي المناضلين بمفهوم شيخنا الفاضل الذي مافتىء يكرر عبارة "هوما قاع اشلهي ايطرو مافات طراوه  سابق ذا العام"، غير متسحضر مثل الكثيرين جهود حثيثة تبذل في الخفاء يوميا لابتكار برامج وطنية كبرنامج الصيف والطلبة ومعالجة قضايا يومية أخرى في الداخل والخارج بالوقوف عليها ومتابعتها نقطة بنقطة، ولربما في ظروف غاية في الصعوبة وسط انحباس الاجواء وغلق الطرق المتاحة وسط هذا الوباء القاتل، دون نسيان ماخلتفه سنوات العمر والامراض التي صارت تعطل الكثير من الاطر عن مباشرة مهامها كما كانت عليه من قبل لاسباب فسيولوجية وعقلية ونفسية عديدة. 


و في المقابل انحبس سكوت الشاب الذي كان يجلس بجانبي ليقطع سطوته الطويل بسؤال ذكرنا بسؤال الشيخ الاول بالقول : " حقلا كولولي انا هوما اشيقصدو بالأطر، أو هي اثرها الاطر آمنين كاست باش تعدلها ايام دراسية"؟

تساؤل من جديد اعقب كلمة قالها سائق سيارة الاجرة بأنه سمع أحدهم  في الرحلة التي سبقتنا يقول بأنه مسافر للشهيد الحافظ  لحضور الايام الدراسية الاطر المقرر تنظيمها بمقر أمانة التنظيم السياسي اليوم، شخصيا مازالت محتار ادخل النقاش لتوضيح بعض النقاط ام التزم الصمت غير منحاز عن سؤال الشيخ الأول ذاك، لأنتبه بأنني وصلت ملتقى الطرق المؤدي الى شهيد الحافظ حيث بداية سفرية أخرى إلى حيث اعمل، ولما سألت نفسي بعدما نزلت : أي من الفريقين أنا حتى اجد جوابا شافيا لسؤال الشيخ الذي تركته وهو يردد : ايوا الله يجعل الخير نعرف عنهم غلبونا أو وفاو اعمارنا فلحمادة والفيافي" ، لا ارد عليه مودعا أياه والبقية : اكيد مولانا لهي ايجيب انا الا الخير نحنا ومن اخترناه بعقد اجتماعي عن قناعة وحرية ذاك يوم 10 ماي من العام 1973 لقيودنا باسم الجبهة الشعبية لاحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كتنظيم سياسي تحرري يجمعنا كلنا مناضلين وأطر تنظيمية، سواء كنا في القمة أو في القاعدة لطرد الاحتلال والغزاه، وذاك عندنا بهم.

أمر اخير لم أتحدث عنه، هل صحيح هناك عدواة بين الاطر ومن يقودها رغم الدعوة الأخيرة للنقاش من طرف امانة التنظيم السياسي للجبهة؟ 

على الأقل واحد من الحاضرين اليوم يملك الإجابة على ذلك، تماما كما يمكن ان يملك واحد ممن لم يحضرو جوابا كافيا لسؤال الشيخ ذاك.

و بلا ريب أكون قد وجدت جوابا سؤالي ولاي من الفريقين أكون.

ابراهيم محمد امبارك . المحبس في : 24\07\2021

Contact Form

Name

Email *

Message *