(الگرگرات)... الملف الأكثر صخباً.
الدعوة التي أطلقتها الجزائر من أجل تجريد منطقة (الگرگرات) من السلاح، و القول بأن ذلك يشكل "حجر الأساس في أي عملية سياسية ذات مصداقية تهدف إلى إيجاد حل سلمي للنزاع على الصحراء الغربية"؛ هو تطور يأتي في سياق كلامي، مثل: ذاك الذي يسبق أية معركة فعلية، ذات طابع عسكري على وشك الوقوع.
و كأننا إزاء تقسيم أدوار بين البوليساريو التي نحب أن تقول بأنها تمتلك استراتيجية عسكرية واضحة، تتجاوز القصف المدفعي والصاروخي، و بأنها لن توقف الحرب دون تحقيق أهداف واضحة، و الجزائر التي تحب أن تقول" عقيدتنا العسكرية تغيرت"، و الصحراء الغربية "عمقنا الإستراتيجي"، و بالنسبة لنا، هذا ترخيص عسكري، يجيز لنا فعل ما نراه يخدم مصالحنا الاستراتجية...
الشيء الوحيد، الغير مفهوم ، هو لماذا لم تطالب البوليساريو بما طالبت به الجزائر؟
و لماذا اكتفت الجزائر بمطلب واحد، هو سحب القوات من محيط المنطقة العازلة، و ليس بتفكيك المنشآت العسكرية التي شيدتها القوات المغربية على الأرض في شكل "معبر حدودي"؟
بالنسبة للبوليساريو. فإن أهم المعطيات التي تحققت، بدرجة ملموسة، منذ ظهور أزمة (الگرگرات)، هي:
1- الدعم السياسي و العسكري الذي حظيت به القضية الصحراوية في عهد الرئيس عبد العزيز تبون، و أنه كان الدعم الأهم والأيسر، وأنه أدى- خلال وقت قصير- إلى تقوية شكيمته البوليساريو العسكرية.
2- الأقصاف التي باتت حقيقة يومية ، والتي حددها تقرير(غوتريس)،الأخير ب1099 قصف، والتي من المستبعد أن تتوقف، لأنها باتت مرتبطة بنتائج المفاوضات المنتظرة بين الطرفين.
3 - استمرار الحصار الاقتصادي و السياسي الذي تفرضه الجزائر على المغرب و تجعله في وضع جد صعب.
4 - فشل المغرب عسكريا في ضبط هجمات البوليساريو ، او الحد من تأثيرها، في ظل التعاون العسكري الإسرائيلي المغربي.
و بالرغم من حرص البوليساريو على عدم اقتصار النزاع على نقطة واحدة بجعله يدور حول فلك (الگرگرات)، إلّا أن ما طالبت به حكومة الجزائر، يمكن أن يأتي في سياق معركة عسكرية وشيكة الوقوع ،أرادت الجزائر أن تمهد لها اعلاميا، من خلال منح البوليساريو مساحة مناورة أوسع في مواجهة المغرب، والقول بأن البوليساريو سوف لن تكون لوحدها في معاركها القادمة...
الأستاذ: ازعور ابراهيم