-->

تقرير مفصل للكوديسا حول وضع النساء الصحراويات بالارض المحتلة

 


تخلد دول العالم و معها المنظمات و جمعيات المجتمع المدني بتاريخ 08 مارس من كل سنة اليوم العالمي للمرأة، و هي مناسبة يتم الوقوف فيها على الدور الهام الذي تلعبه فئة النساء ، خاصة في تطوير و تنمية مجتمعاتها على كافة المستويات و مدى تمكنهن  داخل بلدانهن من حقوقهن المكفولة في المواثيق و العهود الدولية لحقوق المرأة و حقوق الإنسان .

 كما يتم الوقوف على ما تعانيه المرأة من صعوبات و مآسي ناجمة في معظم دول العالم عن تفشي الفقر و الجهل و عن غياب الديمقراطية و المساواة و انتشار الحروب ، في ظل تفشي جائحة كورونا COVID19 في السنتين السابقتين ، و ما ترتب عنها من مآسي إنسانية راحت ضحيتها عشرات الآلاف من النساء في العالم .

          و إذا كانت النساء في مجموعة من الدول في العالم يناضلن من أجل إقرار الحقوق و تحقيق المساواة و الديموقراطية، فإن  المرأة في الصحراء الغربية على العكس تماما من ذلك ، لأنها لا زالت تعاني من جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية بسبب دفاعها عن الهوية الصحراوية، من خلال رفعها في مظاهرات و احتجاجات سلمية للأعلام الوطنية الصحراوية و ترديدها لشعارات سياسية و حقوقية تطالب بحق الشعب الصحراوي في الاستقلال و تقرير المصير .  

            و على هذا الأساس تستمر قوة الاحتلال المغربي في ارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية في حق المدنيين الصحراويين، حيث تعد النساء الصحراويات منذ 31 تشرين ثاني / أكتوبر 1975 من أكثر الفئات تعرضا لهذه الجرائم ، من قبيل الاختطاف و القتل خارج القانون و التعذيب و الاغتصاب و الاعتقال السياسي و المحاكمات الغير شرعية و الطرد و المنع من العمل و التهجير القسري و سياسة قطع الأرزاق ...

            و خلال سنة 2021 ، سجل تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA ، مجموعة من هذه الجرائم ، كحالات :

                        ° الناشطتان السياسيتان و الحقوقيتان الصحراويتان " سلطانة سيدي إبراهيم خيا " و" لويعرة سيدي إبراهيم خيا "  ، المحاصرتين منذ 19 تشرين ثاني / نوفمبر 2020 بمنزل عائلتهما بمدينة بوجدور المحتلة ، حيث تتعرضان للتعذيب الجسدي و اللفظي و للاغتصاب و لشتى أنواع الضرب و التعنيف بشكل بات يمس من حقهما في الحياة و السلامة البدنية و الشخصية و من كامل حقوقهما و حقوق المتضامنات و المتضامنين معهما داخل المدينة و خارجها 

                        ° الأم الصحراوية " مينتو الداه " وباقي أفراد عائلتها، و التي تعاني منذ أكثر من 14 شهرا من الحصار و الهجوم على منزلها و من التعذيب و الاغتصاب و السحل و تعنيف أفراد عائلتها و زوارها بمرآى و مسمع منها بدون مبرر يذكر ، مع ما يصاحب ذلك من قطع للكهرباء و الماء و سكب المواد الكريهة الرائحة داخل و أمام المنزل بسبب مواصلة ابنتيها " سلطانة " و " الويعرة " الاعتصام و الاحتجاج السلمي بالأعلام الوطنية الصحراوية .  

                        ° السجينة السياسية السابقة و المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان " محفوظة بمبا لفقير " ، التي يتعرض منزلها للحصار و المراقبة باستمرار ، و تعاني من الضرب المبرح و العنف الجسدي و اللفظي و من شتى الممارسات المهينة و الحاطة من الكرامة الإنسانية .

                        ° المختطفات السابقات و المدافعات الصحراويات عن حقوق الإنسان و " مينة ابا اعلي " و " فاطمتو دهوار " و "  الدكجة لشكر " و " فاطمتو الحيرش " و " النجاة اخنيبيلة " و " سكينة جدهلو " و " السالكة الليلي " و "مريم دمبر " و " " غلي عجنة " ، اللواتي يخضعن لشتى  المضايقات ، و منهن من يتعرض باستمرار للسحل و التجريد من الملابس و الضرب المبرح  و الاعتداءات الجسدية و اللفظية ، ناهيكم عن إخضاع منازلهن للمراقبة و لقطع الكهرباء و الرشق بالحجارة.

                        ° المدونة و الإعلامية الصحراوية " الصالحة بوتنكيزة "، التي يتم مصادرة حقها في تغطية جرائم الاحتلال المغربي ، كما تتعرض للضرب و لمختلف الممارسات المهينة و الحاطة من الكرامة الإنسانية ، إلى جانب خضوع منزل عائلتها للحصار و المراقبة .

                        ° عائلات السجناء الساسيين الصحراويين ، الذين تعاني أمهاتهم و زوجاتهم من شتى أنواع المضايقات و من الحرمان و مصادرة الحق في الزيارة و من تواجد السجناء في سجون مغربية تبتعد بمئات الكيلومترات عن مقر سكنى عائلاتهم بالمدن المحتلة.

                        ° عائلات المختطفين الصحراويين ـ مجهولي المصير ، التي بدوها تعاني منذ عشرات السنين من الحرمان و فقدان الأبناء و الأزواج في ارتباط وثيق بقضية الصحراء الغربية .

          ولا تعاني النساء الصحراويات نتيجة قضية الصحراء الغربية فقط من هذه الجرائم ، بل تعاني أيضا منذ أكثر من 45 سنة من الشتات و التقسيم العائلي بسبب الجذار الرملي ـ العسكري، الذي تقيمه قوة الاحتلال المغربي إبان الحرب و بعدها بأكثر من 30 سنة ، و هو ما أدى إلى تقسيم الأرض و الشعب الصحراوي إلى جزءين ، في وقت تستمر فيه قوة الاحتلال المغربي في سياستها القائمة على إغراق الجزء المحتل من الصحراء الغربية بالمواطنين المغاربة بهدف تغيير البنية الديموغرافية و إخضاع المدنيين الصحراويين إلى سياسة الأمر الواقع .   


 


          و على هذا الأساس ، فإن المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية  CODESA ، و هو يهنئ المرأة في العالم بهذا اليوم العالمي ، يعلن ما يلي :

                   ـ تضامنه المطلق مع كافة نساء العالم و مع المرأة الصحراوية خاصة التي لا زالت تعاني من مصادرة كافة حقوقها الأساسية المكفولة في القانون الدولي الإنساني و في العهود و المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ، و مع الناشطة السياسية و الحقوقية الصحراوية " سلطانة سيدي إبراهيم خيا " و عائلتها .

                   ـ تنديده باستمرار قوة الاحتلال المغربي في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية في حق المرأة الصحراوية و غيرها من أفراد الشعب الصحراوي ، خاصة تلك الجرائم الخطيرة التي تواصل ارتكابها في حق الناشطة السياسية و الحقوقية " سلطانة سيدي إبراهيم خيا " و أختها " لويعرة سيدي إبراهيم خيا " بسبب احتجاجهما السلمي بمنزل عائلتهما للمطالبة بحق الشعب الصحراوي في الاستقلال .

                   ـ مطالبته اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخروج عن صمتها اتجاه ما يرتكب من جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية في حق المدنيين الصحراويين بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية ، على اعتبار أن قضية الصحراء الغربية تصنف ضمن القانون الدولي الإنساني كقضية تصفية استعمار .

                        ـ دعوته المجتمع الدولي بما فيه الأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي و الاتحاد الأوربي العمل على تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الاستقلال و تقرير المصير .

                   ـ مناشدته كافة المنظمات و الجمعيات الحقوقية و الإنسانية للضغط على الجهات المعنية بالقانون الدولي الإنساني ل :

                             + الكشف عن مصير المختطفات و المختطفين الصحراويين ـ مجهولي المصير و الإفراج الفوري و بدون قيد أو شرط عن كافة المدافعين عن حقوق الإنسان و المدونين و الطلبة و السجناء السياسيين الصحراويين .

                                   + فك الحصار البوليسي لقوة الاحتلال المغربي عن منزل عائلة الناشطة السياسية و الحقوقية " سلطانة سيدي إبراهيم خيا " و عن مدن الصحراء الغربية المحتلة .

                                   + الكشف عن قضية اختفاء المدني و التاجر الصحراوي " لحبيب أغريشي " ، الذي لازالت عائلته تطالب بالكشف عن مصيره بعد أن مضى حوالي 30 يوما عن اختفائه .    

العيون / الصحراء الغربية المحتلة: 08 آذار / مارس 2022

المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين

عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية

CODESA

Contact Form

Name

Email *

Message *