-->

هل بدأت الصحوة داخل قيادات الصف الاول في نقد التجربة !؟

 


شهدت الفترة الاخيرة تصريحات لاعضاء من الامانة الوطنية، تنتقد الاسلوب الذي يدار به الشأن العام في مؤشر صريح ينم على صحوة و -لو متأخرة- داخل صفوف القيادة السياسية للجبهة، لتأتي محاولات التصحيح هاته، بعد سنوات من تجريم النقد ووضعه في الخانة المعادية للقضية الوطنية.
هذه التصريحات التي دشنها الوزير المستشار برئاسة الجمهورية وعضو المكتب الدائم للامانة الوطنية البشير مصطفى السيد في دق ناقوس الخطر حول التجاهل للتحولات التي يشهدها العالم، مشددا فيها على ضرورة تصعيد جبهة القتال وتصحيح المسار بما يخدم قرار استئناف الكفاح المسلح، منتقدا تخلف القيادات عن تقدم الصفوف الامامية لجيش التحرير وانشغالهم بتدشين مقرات وحضور احتفالات وفعاليات روتينية.
بعدها انتقد عضو الامانة الوطنية وزير شؤون الارض المحتلة والجاليات مصطفى سيد البشير في بث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي تمسك القيادة بالسلطة وعدم فسح المجال للتجديد وتواصل الاجيال بما يخدم المشروع الوطني ويسمح بضخ دماء جديدة في حمل المشعل بيد الاجيال الصاعدة .
و لكن، آخر هذه التصريحات نشرت في مقال تحليلي مطول لعضو الامانة الوطنية، الامين العام لرئاسة الجمهورية والذي قدم قراءة نقدية للواقع الذي تمر به القضية الوطنية مبرزا التجارب التي اعتمدتها دول الجوار في فتح حوار وطني لتقوية اللحمة الوطنية وتجنب العواصف التي حولت دول الى خبر كان.
ومما جاء في مقال ابراهيم محمد محمود "فأين نحن؟ مما يحدث في العالم وفي محيطنا وهل التقطنا شارة النفير؟ علما بأن لا مجال للمقارنة : فتلك دول قائمة ومستقلة حتى وإن كان استقلال بعضها شكلي".
"أين نحن؟ ليس فقط من منطلق أن لا نتخلف عن القطار، بل أين نحن من منطلق أننا مستهدفون وعرضة لمناورة جديدة - خطيرة- قد لا تكون محصورة في تمدد التوسع واكتساح رقع أخرى من المناطق المحررة أوكلها وإقامة أحزمة تبعدنا عنها".
"هذا فضلا عن مايعج به واقعنا من تحديات ورهانات ليست كلها من فعل العدو أو المحيط وافرازاته، كما يحلو للبعض وصفها".
"وما دامت الجبهة الداخلية هي مكمن القوة ومستودع الطاقة وحيث الجهد الجماعي الخلاق، وبمناسبة تخليدنا لذكريات زاخرة بمآثر ومناقب قادة عظماء أمثال الشهيد الولي القائد العبقري المؤسس وقد أًشّر الطريق وأوْجَد الأسس السياسية والتنظيمية ليس فقط للانطلاقة بل اكثر من ذلك استشرف المستقبل ورسم الأفق سواء المتعلق منها بالجبهة كحركة تحرير - الواقع - أو المتعلق منها بالدولة - المشروع - أو ما يخص دور الجماهير ومسؤوليات الأطر لتأمين استمرارية الكفاح وحشد له عوامل النصر".
"ورفيقه الشهيد محمد عبد العزيز القائد الميداني الفذ الذي كرس حياته لأن لا يحدث الفراغ أو يتسلل الشك أو الحيرة الى الصف الوطني وواصل مستعينا برفاقه وبكل الأطر والمناضلين، واصل على نفس الدرب الاستثنائي: حركة تحرير في المعترك ومشروع دولة - صرح قيد البناء- ولم يُخَّيِّب الظن الوطني، شاهد على ذلك الكم الهائل من الانجازات والمكاسب والبناء المؤسسي ونمو المجتمع وتماسكه، لقد ساهم جدا وبصبر لا نظير له في الحفاظ على بقاء شعبنا ودولته في ظل زلازل كثيرة مر بها العالم ومرت بها منطقتنا، تحطمت دول وأنظمة بل تلاشت على إثرها".
"إن أفضل وأعظم وأشرف تخليد لكل شهدائنا يكمن في نفض الغبار عن رسالة وروح الوحدة الوطنية: شعاراتها وأهدافها ومعاودة الهبة الوطنية الشاملة التي أنجبتها في ذلك الظرف المفصلي والمصيري ."انتهى الاقتباس
هذه الانتقادات التي برزت في الفترة الاخيرة وإن كانت تعكس عدم الانسجام داخل الهيئة القيادية التي لم تعد تستوعب هذه الاراء التي خرجت الى العلن وفي منابر خارج الاطر التنظيمية تشكل مؤشرا على بداية مرحلة جديدة عنوانها الابرز النقد والنقد المضاد بين قيادات الامانة الوطنية التي تعتبر اعلى هيئة تنظيمية داخل الجبهة الشعبية.
يبقى الرهان موسوما بجدية و مصداقية هذه القيادات التي تسلحت بالشجاحة للخروج من نفق التصفيق و طابور عاش الرئيس، لتقدم تصورات و حلول لمعضلات واقعنا البائس المعيش.
تصريحات يرى البعض أنها تأتي بحسن نية في التغيير نحو الأفضل، بينما يعيزها البعض الآخر إلى أنها فقاعات تسويقية للذات القائدة أشهر قليلة قبيل إنعقاد المؤتمر القادم للجبهة.

Contact Form

Name

Email *

Message *