أين نحن من مساءلة التاريخ ؟ (2)
الثورة إنتقال واعي من واقع مرفوض إلى واقع مطلوب...
إذا كنا في بداية مسيرتنا قد وفقنا في الإتفاق على توصيف واقعنا ٱنذاك و وضعنا الأصبع على مكامن الوجع وانخرطنا جميعا بإرادة منقطعة النظير في تجاوز مكبلات النهوض واعين ومتمثلين "الواقع المطلوب" مصرين على بلوغه وتجسيده مسترخصين كل صنوف البذل والعطاء، في تحدي أسطوري للٱلة المعادية المشتغلة أبدا على كتم أنفاسنا وخنق تطلعنا وكبح كل خطوة في مسيرنا وفرملة مشروعنا الوطني...
تحدي.. كان فعلنا فيه إختراقا -بكل ما تحمله الكلمة من معنى- مقارنة بمحدودية ما تتيحه الظروف الداخلية الوطنية الإقليمية والدولية من هامش للتحرك والمناورة ...
كانت خلاصة فعلنا وزبدته بناء كيان وطني متكامل الأركان وفرض أنفسنا كطرف حاضر في معادلة الصراع ..
كانت الكلمة المفتاحية في منهجية تحركاتنا هي "فهم الصراع" الذي صبرنا أغواره وأدركنا طبيعته و خبرنا أطرافه وفككنا شفرة إتجاهه..
الأمر المفاجئ وغير المبرر (على الأقل بالنسبة لنا) هو هذا السقوط الحر السريع و المتسارع الذي كان بصمة مرحلة ما بعد الثمانينات ..
تراجع أخطر ما فيه هو إصرارنا على احتضانه وتبنيه...
لقد أقنعنا أنفسنا -أو هكذا مايبدو عليه الحال- أن بناء المشروع الوطني يتأتى بالضعف والوهن والإنسحاب من معادلة الصراع بل "الخروج من ساحته"..
الخلل إذن واضح ..إنه اعتلال في منهجية التفكير، بسط ظلاله المعتمة على الممارسات قبل الخطاب ..
ولو أن الجميع (نخب قواعد) منخرط في مسيرة التراجع هذه، إلا أن الفشل نخبوي بالدرجة الأولى ..فشل طلائعي.....
إن الملام في استمرار هذا الموات هم الطلائع ..وهم من عليه صياغة تقييم لواقعنا الحالي...
عليهم الإجابة على التساؤل عما إذا كان واقعنا مقبولا، علينا احتضانه والمضي في التعاطي معه...أم مرفوضا وجب نبذه...
بقلم : محمد اعلي (الفاروق)
#البوليساريو_روح_الشعب
#خمسينية_البوليساريو