-->

قمة السعودية .. توجس واستنفار بالرياض من تاريخ أسود للمغرب في التجسس على القمم العربية لصالح إسرائيل

 


الجزائر الآن - الكاتب: محمد ج| عادت المملكة المغربية لتثير التوجس مع كل قمة عربية، فلم تعد أي دولة عربية تأمن المغرب، ولو كانت المملكة العربية السعودية التي تربطها علاقات خاصة بالنظام الملكي في الرباط.
ويأتي توجس الرياض من المغرب عشية انطلاق القمة العربية المقررة غدا الجمعة بمدينة جدة، حيث رفضت السلطات السعودية منح تأشيرات الدخول لعدد من المغاربة الذين يريدون التواجد بجدة سواءً كصحافيين أو كأعضاء ضمن الوفد المغربي وذلك بحسب مصادر إعلامية .
وأرجعت مصادر قرار السلطات السعودية إلى أنّ المعنيين يحملون جنسية مزدوجة (مغربية ـ إسرائيلية)، ويعمل بعضهم للقناة العبرية (i 24 news)، وأنّ تواجدهم في جدة للجوسسة وليس لشيء آخر.
ورغم الإجراءات الصارمة التي تعاملت بها السلطات السعودية مع طلبات الاعتماد المغربية، إلا أنّها لا تأمن تسلل آخرين إلى قاعة الاجتماعات ولهذا عززت الإجراءات الأمنية داخل القاعة التي ستحتضن الزعماء العرب، تخوفا من تسريب أعضاء الوفد المغربي تسجيلات ومداخلات المجتمعين، بل أنّ المنظمين طالبوا من كل الوفود منع إدخال الهواتف النقالة والحواسيب، تجنبا لأي تغرة قد يستغلها الوفد المغربي لتسجيل تدخلات القادة العرب، خاصة خلال الاجتماعات المغلقة والكواليس.
وأرجعت مصادر حالة الطوارئ التي أعلنها المنظمون إلى تقارير أمنية وصلتها من دول عربية، تحذّرها من سعي الكيان الصهيوني إلى اختراق “القمة العربية” عن طريق الوفد المغربي.
خيانة المغرب خلال قمة 1965 ماتزال بالأذهان
قد يبدو الحديث عن الاتهامات الموجهة للوفد المغربي للبعض نوعا من المغالاة والتحرش ببلد عربي شقيق، ولكن الواقع والتاريخ يؤكدان أنّ النظام المغربي لا أمان له، وقد سبق أن خان العرب أكثر من مرة، وأنّ السلطات السعودية، تسعى لتفادي ما حدث خلال القمة العربية التي احتضنتها الرباط سنة 1965، عندما مكنت الكيان الصهيوني من تسجيلات القمة العربية، ما سهل لها الانتصار في حرب 1967.
وكان الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية، شلومو غازيت، قال قبل سنوات إنّ المغرب مكّن دولة الاحتلال من تسجيلات قمة عربية استضافها عام 1965، ممّا هيّأ لها سبل الانتصار في حرب 1967.
وقال شلومو غازيت، في حوار نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” سنة 2016، إنّ الملك المغربي السابق الحسن الثاني، الذي لم يكن يثق في قادة عدد من الدول العربية. مكّن تل أبيب من الحصول على تسجيلات سرية لكل ما دار في القمة العربية بالمغرب عام 1965، ممّا أتاح للقيادة الصهيونية برئاسة رئيس الوزراء حيئنذ ليفي أشكول من الاطلاع على كل ما دار بين الزعماء العرب.
ونقل شلومو أنّ فريقًا من الاستخبارات العبرية زار المغرب قبل موعد القمة بتنسيق مع النظام المغربي، وتسّلم مباشرة بعد نهايتها كل التسجيلات لما دار في القمة، وقد شكّلت هذه العملية واحدة من “أكبر إنجازات الاستخبارات الصهيونية” وفق تصريحات رئيسها في تلك الفترة، إذ استعدت دولة الاحتلال من خلال التسجيلات لحرب مرتقبة مع دول عربية، وتعرّفت على حقيقة قدراتهم، خاصة تلك التي تخصّ الجيش المصري، يقول شلومو.
ولهذا فإنّ السعودية تخشى من تسريبات مماثلة لقمة تجرى على أرضها، خاصة أنّ الاحتلال الصهيوني يعيش ظروفا صعبة جدا تهدد بقاءه، في وقت أنّ الوعي العربي بدأ ينتشر بقوة، وقمة السعودية التي تعرف عودة سوريا إلى الحضن العربي، قد تخرج بقرارات مصيرية، دعما للوحدة العربية والقضية الفلسطينية.
الجزائر كانت على حق عندما منعت عدد من المغاربة حضور “القمة العربية” الماضية
إذا كان البعض سار وراء الحجج الواهية التي ساقها المغاربة بعد منع عدد من أعضاء الوفد المغربي من تغطية أشغال “القمة العربية” الماضية، فإنّ حالة الطوارئ التي أعلنتها المملكة السعودية تؤكد أنّ الجزائر كانت على حق في تعاملها مع جواسيس المغرب، سواءً خلال “القمة العربية” أو خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها مدينة وهران.
فالكثير من أعضاء البعثة الإعلامية المغربية التي تنقلت إلى الجزائر لتغطية “القمة العربية” لم يكونوا في الأصل صحافيين، وإنما عملاء لبعض اللوبيات الصهيونية، كما كانوا يعملون على التشويش على قمة الجزائر في سيناريو مخطط له من جماعة بوريطة، الذي قام بالكثير من الشطحات طوال الأيام التي قضاها بالجزائر، ولكن من حسن الحظ أنّ وسائل الإعلام الجزائرية وحتى الأجنبية كانت شاهدة على أنّ الجزائر تعاملت باحترافية مع ضيوفها بغض النظر عن عداوتهم لها، لتخرج قمة الجزائر في أحسن حلة، ونفس الأمر مع ألعاب البحر المتوسط، التي أشاد بها الإعلام العالمي، بعد أن أجهض المنظمون خطط المخزن في التشويش. والأكيد أنّ قمة جدة ستخرج بقرارات داعمة للقضية الفلسطينية، مشيدة بعودة سوريا لشغل كرسيها بين العرب، مباركة للتقارب السعودي الإيراني، وهذا ما لا يريده المخزن وجواسيسه الذين منعتهم الرياض من دخول أراضيها.

Contact Form

Name

Email *

Message *