مجلة امريكية تكتب تقريرا مطولا تحت عنوان :” الصحراء الغربية اخر قلاع الصمود في انهاء الاستعمار”
خصصت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية، ذات الانتشار الواسع، مقالا مطولا للحرب في الصحراء الغربية، وتداعياتها على الامن والسلم العالميين، كما سلطت الضوء على تغريدة ترامب، بخصوص الصحراء الغربية، والوجود الامريكي الذي يقتصر في المدن المحتلة حاليا على مطعم “ماكدونالد” مع رفض واشنطن القفز على الشرعية الدولية.
وتحت عنوان ” الصحراء الغربية اخر قلاع الصمود في انهاء الاستعمار”، أبرز الفريق الصحفي ل “فورين بوليسي”، الذي زار مخيمات اللاجئين الصحراويين، والاراضي الصحراوية المحررة، تاريخ النزاع في الصحراء الغربية وواقع الحرب الجارية منذ 13 نوفمبر 2020 على إثر خرق دولة الاحتلال المغربي لوقف إطلاق النار لعام 1991.
وقدم الصحفيان، أندريا برادا بيانكي وبيشا ماجد، حقائق تاريخية وقانونية حول طبيعة النزاع في الصحراء الغربية، وايضا شهادة حية على واقع الحرب في الصحراء الغربية، التي ظلت دولة الاحتلال تنكرها منذ نسفها لوقف لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020.
ويستعرض المقال بعضا من جوانب حرب الاستنزاف التي يشنها جيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد مواقع قوات الاحتلال المغربي على طول الجدار الرملي (الذل والعار) والردود العشوائية لجيش الاحتلال. وفي هذا الإطار، تصف الصحيفة ما عاينه صحافياها من هجوم بقذائف الهاون قامت به وحدة من وحدات الجيش الصحراوي على مواقع متقدمة لقوات الاحتلال.
والتقت المجلة ذاتها مع الرئيس الصحراوي الأمين العام لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، الذي أكد أن “النصر مسألة وقت، وأن كل جيل يحمل وينمي القضية بداخله”، مشددا على أن الخبرة السابقة لمقاتلي الجبهة جعلته واثقا من حسم النزاع، قائلا ” كما تمكنا من مواجهة التفوق العسكري المغربي في الماضي”.
وفي تعليقه على إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخصوص دعم الولايات المتحدة للموقف المغربي، قال الرئيس الصحراوي، “إن ذلك الموقف ومبيعات الأسلحة التي تبيعها إدارة بايدن إلى الرباط لا يخدمان السلام، بل يؤديان إلى مزيد من التوتر، لأنهما يشجعان دولة الاحتلال على الاستمرار في معارضتها لأي حل سلمي وعادل”، وطالب “الولايات المتحدة بشكل عاجل تصحيح سياستها تجاه الصحراء الغربية”.
وذكرت الصحيفة، أن الهدف من إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو إدخال المغرب في اتفاقيات أبراهام، وهو ما قاد إلى تقارب المغرب أكثر من إسرائيل وخاصة صناعة الأسلحة لديها. ولا تزال “قنبلة” ترامب الدبلوماسية، كما تصفها الصحيفة، تخيم على إدارة بايدن التي توجد اليوم في موقف محرج من وجهة نظر دبلوماسية.
وتطرق المقال أيضا الى التوقيع على اتفاق إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب عام 1991 على أساس أن تقوم الأمم المتحد بإجراء “استفتاء على الاستقلال”، حيث أنشأت لذلك الغرض بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، وهذا في الوقت الذي ما تزال فيه الأمم المتحدة تصنف الصحراء الغربية على أنها إقليم خاضع لتصفية الاستعمار.
وحذرت المجلة الامريكية من تدعيات الصراع في الصحراء الغربية المحتلة، والذي توسع من صراع اقليمي الى صراع دولي، خاصة بعد العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وحرب الاستقطاب والتسلح، وهو ما اكده خبراء دوليون ل ” فورين بوليسي”.
وفي الاخير، اوردت المجلة الامريكية، جزءا من كلمة الدكتور سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، أمام لجنة الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار، حيث أكد أن سبب عدم اكتمال إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية يعود إلى “تقاعس المجتمع الدولي الذي لا يمكن تبريره الذي شجع دولة الاحتلال المغربي على مواصلة احتلال أجزاء من الصحراء الغربية بالقوة، مع الإفلات التام من العقاب”