ليصوت عليك محمد السادس .. حملة واسعة ضد رئيس الحكومة الاسبانية
تزامنا والحملة الانتخابية التي تعيشها إسبانيا، اطلق ناشطون معارضون لسياسة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز حملة واسعة في الشوارع الاسبانية تحت شعار: فليصوت عليك محمد السادس، وذلك ردا على المواقف التي اتخذتها حكومة سانشيز دون استشارة شعبية أو المرور بالبرلمان.
ومع اقتراب الانتخابات التشريعية الإسبانية، يعود الجدل حول الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية وانتهاكات حقوق الإنسان بالاراضي الصحراوية المحتلة إلى واجهة النقاش السياسي الإسباني عبر تصريحات متضاربة بين الحكومة والمعارضة، وانضم مدير المخابرات السابق إلى الجدل بانتقادات حادة ضد موقف الحكومة في هذا الشأن.
وفي التجمعات الخطابية التي تقام هذه الأيام وتسبق الحملة الانتخابية، قال زعيم المعارضة ألبيرتو نونيث فيخو: “لا أحد يعرف الاتفاق حول الصحراء الغربية مع المغرب سوى رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، ووزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، ولا أعرف ما فعلت بلدي في هذا الشأن”. ويشير بهذا إلى عدم معرفته بمضمون الاتفاق الحقيقي بين الرباط ورئاسة حكومة مدريد حول دعم الأخيرة لمقترح الحكم الذاتي.
ويعارض الحزب الشعبي الاتفاق الذي جرى بين الرباط ومدريد، ويعتبره مضادا لمصالح إسبانيا، لاسيما وأنه يتناقض وقرارات الأمم المتحدة وتسبب في تدهور العلاقات مع الجزائر، وتعهد باستعادة العلاقات مع الجزائر في حالة الفوز بالانتخابات التشريعية المقبلة. وتمنح استطلاعات الرأي الفوز للحزب الشعبي المحافظ، لكن قد تحدث المفاجأة إذا حصل اليسار الراديكالي على نتيجة مقبولة، ستسمح بإعادة تشكيل الائتلاف الحاكم حاليا.
يعارض الحزب الشعبي الاتفاق الذي جرى بين الرباط ومدريد، ويعتبره مضادا لمصالح إسبانيا، لاسيما وأنه تسبب في تدهور العلاقات مع الجزائر
ولم يتردد وزير الخارجية ألباريس في مهاجمة زعيم المعارضة، متهما إياه بترويج معطيات مغلوطة عن الاتفاق الموقع بين المغرب وإسبانيا ومنه ما يتعلق بالصحراء الغربية المحتلة وملفات أخرى، في إشارة الى دعم الحكم الذاتي كحلّ إذا قبلت به البوليساريو. ودعاه إلى قراءة الاتفاقيات الموقعة مع المغرب لأنها منشورة في الموقع الرقمي لرئاسة الحكومة قبل ترويج أخبار كاذبة. وشدد على النتائج الإيجابية للتقارب مع المغرب ومنها تراجع الهجرة السرية من شواطئ المغرب نحو إسبانيا.
وانضم إلى الجدل السياسي حول الصحراء الغربية المحتلة مدير المخابرات الإسبانية الأسبق خورخي ديسكيار، وشغل سابقا منصب سفير سابق في المغرب، ويتميز بإنتاجه الفكري في قضايا جيوسياسية. وفي ندوة بمدينة برشلونة هذا الأسبوع حول التغيرات الجيوسياسية العالمية، عالج ملف الصحراء الغربية وكان قاسيا في تقييمه للحكومة. واعتبر تأييد الحكم الذاتي بمثابة اعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وقال: “لا أفهم ما فعلته هذه الحكومة لتغيير موقفنا في الصحراء. الغربية لا أرى المزايا التي حصلنا عليها، لم يشرحها لي أحد، أعتقد أنه خطأ فادح”.
وتابع: “عندما رأت الأمم المتحدة أنه من المستحيل إجراء استفتاء على الاستقلال في الصحراء الغربية لأن المغرب رفض، قالت إنه يجب أن يكون هناك اتفاق بين الطرفين على الأقل. وأيدت إسبانيا هذا القرار. كنّا في موقع جدي بتأييد القرار. وفجأة، يقرر رئيس الحكومة لوحده، دون علم حكومته أو شركائه في الحكومة، ولا شركائه في السلطة ولا المعارضة، أنه سيدعم وجود المغرب في السيادة على الصحراء الغربية ”.
ويستطرد بالقول: “اكتشفنا ذلك من خلال رسالة سربت من القصر الملكي المغربي ما زلنا نجهل نصها كاملا، لأنه لم ينشر رغم أن البرلمان قد طالب بمعرفة مضمون الرسالة”.
وكان ملف الصحراء الغربية قد تراجع في الخطاب السياسي الإسباني بما في ذلك إبان الانتخابات، غير أن التطورات الأخيرة أعادته إلى الواجهة، وسيكون من المواضيع الرئيسية في الحملة الانتخابية التي ستبدأ في ظرف أسبوعين