انتقادات لاذعة للاحتلال المغربي بعد مصرع مهاجرين قبالة مدينة الداخلة الساحلية، جنوب الصحراء الغربية المحتلة
وجهت منظمات حقوقية انتقادات لاذعة للاحتلال المغربي بعد مصرع شخصين اثناء غرق قارب مطاطي كان قد انطلق من مدينة الداخلة الساحلية في جنوب الصحراء الغربية المحتلة صوب جزر الكناري.
وقالت هيئة "سالفامينتو ماريتيمو" الحكومية الإسبانية المعنية بالإنقاذ البحري إن طائرة مراقبة حددت مكان القارب في المياه قبالة الصحراء الغربية بعد مكالمة طوارئ فيما أشار تسجيل صوتي مُسرب بين قائد الطائرة وخدمات الإنقاذ إلى أن القارب كان في منطقة البحث والإنقاذ الإسبانية.
وقالت السلطات المغربية التي تتداخل منطقة البحث والإنقاذ الخاصة بها في هذه المنطقة، إنها سوف تتحمل مسؤولية عملية الإنقاذ، لكن قارب الدورية الخاص بالسلطات المغربية استغرق 12 ساعة للوصول وكان هذا الوقت كفيلا بغرق العشرات في استهتار بحياة المهاجرين الذين يدفعهم النظام المغربي يوميا للموت.
وصرحت هيلينا مالينو غارزون، مؤسسة المنظّمة الإسبانية غير الحكومية "كاميناندو فرونتيراس"، التي ترصد وفيات المهاجرين وتوفر المساعدة لذويهم، في تغريدة بالإسبانية "كان المهاجرون على متن القارب المطاطي يتوسلون كي يتم إنقاذهم في عرض المياه الإسبانية لأكثر من 12 ساعة".
بدورها أعربت شبكة "ألارم فون، هاتف الإنذار" وهي عبارة عن خط ساخن لإنقاذ المهاجرين، عن قلقها إزاء توسيع المغرب لمنطقة البحث والإنقاذ إلى شواطئ الصحراء الغربية المحتلة وأشارت في تقرير نُشر في سبتمبر / أيلول الماضي إلى أن هذا الأمر "سيكون مقلقا بشكل خاص لأن السلطات المغربية أظهرت مرارا وتكرارا عدم رغبتها في تنفيذ عملية إنقاذ بشكل آمن وسريع ما يعني خسارة المزيد من الأرواح البشرية".
وقد شهدت الأسابيع الماضية ارتفاعا كبيرا في عمليات وصول المهاجرين إلى الأرخبيل الإسباني بمتوسط 100 شخص جديد يوميا في الفترة ما بين 15 إلى 25 من يونيو / حزيران الماضي. ونقلت صحيفة "إل موندو" الإسبانية عن خوسيه أنطونيو رودريغيز فيرونا الذي يعمل مع لجنة الصليب الأحمر قوله: "لقد لاحظنا زيادة كبيرة في عدد الوافدين إلى جميع الجزر خاصة في نهاية الشهر مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي."
وتبدأ رحلات اللاجئين والمهاجرين في طريقهم إلى جزر الكناري عادة من المغرب والصحراء الغربية وموريتانيا والسنغال، وبشكل أقل من غامبيا وغينيا.
وقد كشفت منظمة كاميناندو فرونتيراس الأسبانية غير الحكومية، في تقريرها عن أن أكثر من 7500 شخص لقوا حتفهم أو باتوا في عداد المفقودين في طريقهم إلى جزر الكناري بين عامي 2020 و 2022. وسجلت المنظمة الدولية للهجرة عددا أقل من الوفيات لكنها اعترفت بأن "أرقامها تعد الحد الأدنى لتقدير العدد الحقيقي للوفيات".