زيارة الوفد الامريكي وجولة ديمستورا
قبل أيام قليلة من جولة ديمستورا للمنطقة يشرع وفد أمريكي لزيارة مخيمات اللاجئيين الصحراويين للقاء قيادة جبهة البوليساريو لا أحد يعلم بما يحمله الوفد الامريكي ليناقشه في لقاءته الموسعة والجانبية مع القيادة الصحراوية ولكن كلنا يعلم أن هذه الزيارة تسبق جولة ديمستورا في المنطقة كما انها تأتي أياما قليلة بعد زيارة وزير الخارجية الجزائري احمد عطاف إلى أمريكا وبعد لقائه بوزير الخارجية الامريكي صرح احمد عطاف بأن الجزائر راضية عن الموقف الامريكي من قضية الصحراء الغربية كما غرد وزير الخارجية الأمريكية موضحا ان بلاده تدعم مجهودات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ديمستورا كما أن الزيارة تأتي في ظروف دولية ساخنة يطبعها الاستقطاب والصراع على مراكز النفوذ خاصة في القارة الافريقية التي أصبحت ساحة صراع محتدم بين القوى النافذة أمريكا روسيا والصين والاتحاد الأوروبي بشكل اضعف كما أن الانقلابات في القارة السمراء اربكت حسابات الاطراف الدولية المتصارعة وجعلتها في حيرة من امرها وأصبح كل طرف يحاول الحفاظ على أماكن نفوذه والبحث عن مواقع أخرى لتوسيع ذلك النفوذ
في هذا الواقع وغيره مما سلف ذكره تأتي زيارة الوفد الامريكي لجبهة البوليساريو صحيح انها ليست الزيارة الأولى ولكن يمكن وصفها بالزيارة غير العادية نظرا لتوقيتها المبني على المعطيات التي ذكرناها سابقا وهذا ما يجعل من الزيارة مثيرة للاهتمام والتساؤلات و فتح المجال أمام التكهنات والتخمينات
فزيارة الوفد الامريكي تأتي بعد تصريحات احمد عطاف الذي قال ان الجزائر راضية عن الموقف الامريكي تجاه قضية الصحراء الغربية كما أن وزير خارجية أمريكا عبر عن دعمه لجهود ديمستورا وهذه التصريحات توحي بأن أمريكا لديها مقترح جديد لحل قضية الصحراء الغربية 🇪🇭 وقد ناقشته مع الجزائر وقد يكون الوفد الامريكي جاء ليعرض على جبهة البوليساريو التصور الذي تمت بلورته في اللقاء الذي جمع بين عطاف وبلينكن قبل جولة ديمستورا للمنطقة الذي سيستهل جولته بزيارة العيون المحتلة عاصمة الصحراء الغربية 🇪🇭 وزيارة المناطق المحتلة كان شرطا مسبقا قد وضعته جبهة البوليساريو لاستقبال ديمستورا وبكل تأكيد بأن ديمستورا يحمل في حقيبته مقترحا ما سيعرضه على طرفي النزاع وسيناقشه معهما وسيكون من بين سطور ذلك المقترح ما تم بلورته بين عطاف وبلينكن مهما تكن النتائج التي ستتمخض عن زيارة الوفد الامريكي وجولة ديمستورا في المنطقة فإن الثابت الوحيد هو ان هذه التحركات تأتي ضمن سياق ما يشهده العالم من تحولات واستقطابات بين القوى العظمى التي تتنافس على مراكز النفوذ في القارة الافريقية التي أصبحت ساحة صراع بين الأطراف الدولية التي اربكتها موجة الانقلابات المتسارعة في عديد الدول الافريقية وهي التي اربكت القوى المتصارعة على مناطق النفوذ مما جعلها تعيد حسابتها وترتيب اولوياتها للحفاظ على مناطق نفوذها والبحث عن مناطق اخرى وأمام هذه المتغيرات المتسارعة ربما تكون الصحراء الغربية 🇪🇭 وضعت تحت مجهر الاقطاب المتصارعة نظرا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وبكل تأكيد ان الولايات المتحدة من بين اقوى تلك الاقطاب الطامحة لتوسيع نفوذها في القارة الافريقية مماجعلها ترى قضية الصحراء الغربية 🇪🇭 بعين ليست العين التي كانت تراها بها سابقا وتبقى هذه مجرد تخمينات إلى أن تتضح نتائج زيارة الوفد الامريكي لجبهة البوليساريو وجولة ديمستورا في المنطقة ويبقى السؤال المطروح هل ستعجل هذه التحركات المتزامنة بحل القضية الصحراوية ام ستؤجله إلى حين
وبعيدا عن تلك التكهنات والحسابات يبقى الثابت الوحيد والمؤكد أن التعجيل بفرض الحل الذي يرضاه الشعب الصحراوي هو بيد الصحراويين انفسهم من خلال تصعيد القتال لطرد الاحتلال ومن خلال استغلال زيارة ديمستورا للمناطق المحتلة من طرف الجماهير الصحراوية والخروج بمظاهرات عارمة مؤيدة للاستقلال الوطنى مظاهرات تذكرنا بمظاهرات سنة 1975امام بعثة تقصي الحقائق الاممية وتذكرنا بمظاهرات1987 التي خرجت أثناء زيارة بعثة الأمم المتحدة برئاسة عبد الرحيم فرح وقد استقبلته الجماهير الصحراوية بالاعلام الوطنية والهتافات المطالبة بالاستقلال الوطني فهل ستكون الجماهير الصحراوية بنفس الشجاعة والتضحية للخروج أمام ديمستورا بروح وطنية عارمة وعازمه على إظهار الحق مهما كلفها ذلك من ثمن وتضحيات في سبيل إعلا كلمة الحق
علين ولد اجدود