كوديسا تصدر التقرير الحادي عشر الموجز عن وضعية حقوق الإنسان بالجزء المحتل من الصحراء الغربية.
التقرير الحادي عشر الموجز عن وضعية حقوق الإنسان بالجزء المحتل من الصحراء الغربية.
يروم هذا التقرير الموجز للجنة حماية المدنيين الصحراويين لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA ، الوقوف مجددا على استمرار قوة الاحتلال المغربي بشكل ممنهج في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضد المدنيين الصحراويين ، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، في ظل تشديد الحصار العسكري و البوليسي و الإعلامي بالجزء المحتل من الصحراء الغربية .
و يحاول هذا التقرير الموجز أن يغطي فترة شهري نيسان / أبريل و آيار / ماي لسنة 2024، وهي الفترة التي شهدت تواصل المظاهرات السلمية المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال الوطني ، التي تمت مواجهتها بالقمع من قبل قوة الاحتلال المغربي بالتزامن مع جلسات مجلس الأمن للتداول في قضية الصحراء الغربية وبمناسبة تخليد ذكرى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب بتاريخ 10 آيار / ماي و تخليد ذكرى اندلاع الكفاح المسلح بتاريخ 20 آيار / ماي 1973.
ـ انتهاك قوة الاحتلال المغربي للقانون الدولي الإنساني بالصحراء الغربية:
01 / جرائم الإبادة وجرائم الحرب :
منذ تاريخ 13 تشرين الثاني / نوفمبر2020 ، تاريخ تجدد المواجهات العسكرية بالصحراء الغربية ، ضاعفت قوة الاحتلال المغربي من ارتكابها لجرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في حق المدنيين الصحراويين و المدنيين من دول مجاورة مختلفة أغلبهم من موريتانيا والجزائر.
و ترتكب قوة الاحتلال المغربي هذه الجرائم بواسطة الطائرات المسيرة و القنابل الذكية الفتاكة شرق وغرب جدار التقسيم العسكري، مخلفة ضحايا مدنيين من قتلى و جرحى ومعطوبين و خسائر مادية ، فضلا عن الأضرار الجسيمة للبيئة وانتشار أمراض خطيرة نتيجة استخدام قوة الاحتلال المغربي لمواد متفجرة كيماوية محظورة ، بالرغم من تواجد بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ( MINURSO )، التي عوض مباشرة مهامها ، تكتفي فقط بمعاينة بعض المواقع التي تحدث فيها هذه الجرائم دون أن يترتب عن ذلك أي تحقيقات أو إجراءات قانونية بما في ذلك تفعيل الآليات القانونية والقضائية الدولية، تفضي إلى محاسبة ومساءلة قوة الاحتلال المغربي عن الجرائم التي ارتكبتها.
و في هذا الإطار، سجلت لجنة حماية المدنيين الصحراويين للمنظمة استهداف قوة الاحتلال المغربي لسيارة مدنية موريتانية بتاريخ 23 آيار / ماي 2024 بواسطة طائرة مسيرة ، و هو ما أدى إلى تدمير و حرق هذه السيارة بكاملها ووفاة شخصين كانا على متنها ونقل آخر في حالة خطيرة.
02 / الجرائم ضد الإنسانية :
أ ـ محاصرة منزل المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان"علي سالم التامك" و منع عائلة صحراوية من بناء خيمة حفلات لاستقبال الضيوف بمناسبة حفل العقيقة :
أقدمت قوة الاحتلال المغربي منذ تاريخ 09 آيار / ماي 2024 على محاصرة منزل سجين الرأي الصحراوي السابق " علي سالم التامك " رئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA بسبب محاولة مجموعة من مناضلات الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب الاحتفاء بالذكرى 51 لتأسيس جبهة البوليساريو.
و قد جاء هذا الحصار للمنزل المذكور و المتواجد بحي المستقبل بمدينة العيون المحتلة من طرف مجموعة من عناصر شرطة قوة الاحتلال المغربي ، التي ظلت تراقب و تحاصر هذا المنزل حتى بعد مغادرة المحتفلات الصحراويات منه.
https://www.youtube.com/watch?v=UmOwZnJcO5Q
وفي نفس السياق ، منعت بتاريخ 13 آيار / ماي 2024 قوة الاحتلال المغربي عائلة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان " الحسين مجاهد " من بناء خيمة للحفلات و استقبال الضيوف لحضور حفل عقيقة ابنته " سمية مجاهد " عضو اللجنة الإدارية للمنظمة أمام منزله المتواجد بنفس العمارة التي يقطن بها " علي سالم التامك ".
وفي تصريح للناشطة الحقوقية و السياسية " حدهم فريك " أكدت أنها في محاولتها لزيارة منزل " علي سالم التامك " أصيبت بالهلع بسبب ما شاهدته من حصار لمختلف الأجهزة البوليسية لقوة الاحتلال المغربي بشكل حال دون وصولها إلى المنزل المحاصر.
كما أن هذه المراقبة البوليسية المستمرة لهذا المنزل لم تسلم منها الناشطة الحقوقية و السياسية " الخليفة الركبي " زوجة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان " علي سالم التامك " و ابنه البالغ من العمر 09 سنوات، التي خضعت لمتابعة بوليسية مستمرة حين تنقلها و إيصال ابنها إلى المدرسة.
ب ـ الاعتداء و احتجاز طالب صحراوي و منعه من السفر لمتابعة دراسته الجامعية:
فوجئ بتاريخ 10 أيار / ماي 2024 ، الطالب الصحراوي " السالك مولاي عبدة السلامي " البالغ من العمر 29 سنة بمسؤول برتبة قائد و مجموعة من عناصر شرطة قوة الاحتلال المغربي يمنعونه من السفر و يرغمونه على مغادرة المحطة الطرقية لمدينة العيون المحتلة.
وفي إفادة لهذا الطالب الجامعي ، أكد أنه كان داخل هذه المحطة الطرقية ينتظر الحافلة القادمة من مدينة الداخلة المحتلة و المتجهة إلى مدينة أكادير / المغرب ، قبل أن يفاجئ بمسؤولين إداريين و عناصر من شرطة الاحتلال المغربي يعتدون عليه ويرغمونه على مغادرة المحطة الطرقية ، ويمنعونه من السفر إلى مدينة أكادير و يعرضونه للتعنيف والاعتداءات الجسدية و اللفظية بعد احتجاجه على هذه الإجراءات القمعية اللاشرعية، و هو ما أدى إلى إصابته بآلام حادة على مستوى الصدر و الكتف و إلى إصابته بالإغماء ونقله بواسطة سيارة الإسعاف إلى المستشفى المحلي بالعيون المحتلة، حيث خضع لفحوصات طبية.
ج ـ منع وقفة احتجاجية سلمية لمناضلات صحراويات و محاصرة لمجموعة من منازل نشطاء سياسيين بالعيون المحتلة :
حاولت مجموعة من المناضلات الصحراويات بتاريخ 18 آيار / ماي 2024 تنظيم وقفة احتجاجية سلمية مخلدة لذكرى 20 ماي بإحدى الشوارع الرئيسية بالعيون المحتلة.
و بمجرد شروع مناضلات الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في رفع الأعلام الوطنية الصحراوية و ترديد الشعارات و توزيع المناشير في الشارع العام ، تعرضن لتدخل عنيف من طرف مجموعة من عناصر شرطة قوة الاحتلال المغربي بزي مدني قاموا بدفعهن و تعنيفهن و ضربهن و الإعتداء عليهن لفظيا، و هو ما تسبب في إصابة كل من " فاطمتو الحيرش " و " حدهم فريك " و " أم السعد بوريال " و " الكورية السعيدي " بجروح متفاوتة الخطورة.
https://youtu.be/b7TqGzJ5-7Y?si=bXnxg6CjhmqJ1IL3
وفي إفادة للمدافعة عن حقوق الإنسان و السجينة السياسية الصحراوية السابقة " محفوظة بمبا لفقير " أكدت أن باشا مدينة العيون المحتلة و مجموعة من عناصر شرطة قوة الاحتلال المغربي اعتدت عليها و على هؤلاء المناضلات و منعتهن من حقهن في الاحتفال بذكرى 20 ماي .
و أشارت " محفوظة بمبا لفقير " في شهادتها إلى أن قوة الاحتلال المغربي تحاصر منذ أيام العديد من منازل المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين الصحراويين بهدف منعهم من الخروج و التظاهر السلمي ، تزامنا مع الذكريات الوطنية للجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية ( RASD ) ، و هذا الحصار يشكل جريمة ضد الإنسانية كونه يمس من الحق في التعبير و التظاهر السلمي و الحق في التنقل ، باعتبارهم مدنيين صحراويين يناضلون من أجل الاستقلال و تقرير المصير ، و الذي على أساسه تتواجد بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ( MINURSO ).
وفي ذات السياق، عاينت لجنة حماية المدنيين الصحراويين لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA حصار مختلف الأجهزة البوليسية لقوة الاحتلال لمنازل المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان التالية :
+ "علي سالم التامك"/ رئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان CODESA
+ خدجتو الدويه/ نائب رئيس التجمع CODESA.
+ "محفوظة بمبا لفقير" / سجينة سياسية سابقة ومدافعة صحراوية عن حقوق الإنسان.
+ " الصالحة بوتنكيزة " / مدونة و إعلامية صحراوية.
+ " فاطمتو الحيرش "/ مختطفة صحراوية سابقة وناشطة سياسية.
+ " الدكجة لشكر "/ مختطفة صحراوية سابقة وناشطة سياسية.
+ " الكورية السعيدي " / ناشطة سياسية وحقوقية.
+ " أم السعد بوريال " / ناشطة سياسية و حقوقية.
و في تصريح مرتبط بهذه الوقفة الاحتجاجية السلمية أكدت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان " خدجتو الدويه " النائب الثاني لرئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA، أنها وزميلتها " السالكة أعمر " العضو في المكتب التنفيذي للمنظمة كانتا ضمن المشاركات في هذه الوقفة و أنهما تعرضتا للمراقبة و الملاحقة البوليسية بواسطة سيارات مدنية و درجات نارية مع ما صاحب ذلك من تصوير لجميع تحركاتهما.
د ـ مصادرة قوة الاحتلال المغربي لتقارير حقوقية بالمطار الدولي بالدار البيضاء / المغرب:
صادرت قوة الاحتلال المغربي بتاريخ 25 آيار / ماي 2024 تقريرين حول وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية المحتلة بالمطار الدولي بالدار البيضاء / المغرب .
و جاء هذا الانتهاك مرتبطا بعودة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان " علي سالم التامك " من مخيمات اللاجئين الصحراويين بعد مشاركته رفقة وفد حقوقي و إعلامي في مهرجان " في صحراء" FISAHARA بتاريخ 30 نيسان / أبريل 2024 و الندوة الإعلامية الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي المنظمة بتاريخ يومي 02 و03 آيار / ماي 2024 ، تزامنا مع اليوم العالمي للصحافة.
و قد أكد " علي سالم التامك " أنه قدم من تونس على متن رحلة رقم AT 571 إلى المطار الدولي بالدار البيضاء / المغرب ، حيث تعرض لتفتيش دقيق انتهى بمصادرة تقريرين حقوقيين يرصدان وضعية حقوق الإنسان بالجزء المحتل من الصحراء الغربية صادران عن تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA ، التقرير الأول يرصد بالأرقام استهداف المدنيين الصحراويين و الجزائريين و الموريتانيين بواسطة الطائرات المسيرة و التقرير الثاني شهادة حية موثقة للمدافع عن حقوق الإنسان و السجين السياسي الصحراوي السابق " علي سالم التامك " حول ما تعرض له من جرائم ضد الإنسانية منذ تسعيينات القرن 20 من قبل قوة الاحتلال المغربي .
و كانت قوة الاحتلال المغربي بمطار العيون قد أقدمت بتاريخ 13 آيار / ماي 2024 على إجراء تفتيش دقيق لمجموعة متكونة من 10 مدافعين عن حقوق الإنسان و إعلاميين صحراويين بعد عودتهم من مخيمات اللاجئين الصحراويين و مشاركتهم في نفس المهرجان والندوة الإعلامية الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
ر ـ استهداف المدنيين الصحراويين بالتجويع و التفقير و التهجير القسري:
تقوم قوة الاحتلال المغربي بنهج سياسة خطيرة في انتهاك للقانون الدولي الإنساني إزاء المدنيين الصحراويين المدافعين عن استقلال و تقرير مصير الشعب الصحراوي بالصحراء الغربية، المصنفة في الجمعية العامة للأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار منذ سنة 1963 .
و في هذا الإطار ، تدخلت بتاريخ 28 آيار / ماي 2024 تشكيلات من الأجهزة البوليسية لقوة الاحتلال المغربي لمصادرة و منع الشاب الصحراوي " عمر بمبا لفقير " من حقه في الاحتجاج السلمي أمام مقر ولاية العيون المحتلة بسبب استهدافه منذ حوالي سنة بمصادرة و قطع راتب مالي شهري كان يتقاضاه كمستخدم ، حيث قامت بتعنيفه و سحله قبل إبعاده نهائيا عن مكان هذه الوقفة.
وفي تصريح لأخته " محفوظة بمبا لفقير" أكدت أنها مباشرة بعد علمها بالاعتداء الجسدي و اللفظي على أخيها قامت بالاحتجاج السلمي أمام منزلها قبل أن تتم محاصرتها و منعها هي الأخرى من الاحتجاج و أشارت إلى أن مصادرة قوة الاحتلال المغربي لمورد عيش اخيها جاء انتقاما منها و من عائلتها على خلفية نضالها السلمي عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير .
https://www.youtube.com/watch?time_continue=8&v=NnbYD6EVTOs&embeds_referring_euri=https%3A%2F%2Fwww.google.com%2F&source_ve_path=Mjg2NjY&feature=emb_logo
وفي صلة بما يعانيه المدنيون الصحراويون، أقدمت بتاريخ 20 آيار / ماي 2024 مجموعة من عناصر الدرك لقوة الاحتلال المغربي على منع المدني الصحراوي " سيدي إبراهيم الحسيني " من مزاولة مهنة الصيد التقليدي بشاطئ مدينة بوجدور المحتلة و بمصادرة مجموعة من أدواته واحتجازه لمدة 06 ساعات بمقر الدرك، قبل أن يخلى سبيله و يخضع منزل عائلته للمراقبة بسبب خوضه لإحتجاجات سلمية .
و قد سبق لقوة الاحتلال المغربي في سنوات سابقة أن عرضت هذا المدني الصحراوي للتعذيب و الاحتجاز على خلفية محاولته باستمرار الاحتجاج و التضامن مع الضحايا المدنيين الصحراويين.
كما أقدمت بتاريخ 26 أيار / ماي 2024 قوة الاحتلال المغربي بمنطقة " تكبة " Tigba ونواحيها ( تبعد بحوالي 135 كلم جنوب شرق مدينة الداخلة المحتلة ) ، على التدخل بعنف ضد مجموعة من المدنيين الصحراويين الباحثين عن مورد للعيش باستغلال مواد أولية خام لمعدن الذهب على سطح الأرض " بكميات جد محدودة "، ما نتج عنه اتلاف ممتلكاتهم الخاصة و إبعادهم قسرا عن المنطقة المذكورة ، بعد احتجاز كميات من المواد الأولية الخام لمعدن الذهب ومصادرة الخيام والسيارات ومعدات و أدوات كانت في حوزتهم، مع اعتقال وتعنيف 04 منهم بسبب احتجاجهم السلمي و مطالبتهم بحقوقهم كمواطنين صحراويين في العيش الكريم والسيادة على ثروات أرضهم المكفولة بقوة القانون الدولي الإنساني، و يتعلق الأمر بكل من : "ابيه بكار" و "محمد بكار" و "لفكيك حنان" و " عبدالله بارك الله".
https://www.youtube.com/shorts/UYbcqhTPTJ8
و بالتزامن مع ذلك، نظمت عائلات المعتقلين مدعومة من عائلات المتضررين الصحراويين ضحايا القمع وقفات احتجاجية سلمية أمام مقر ولاية الداخلة المحتلة تنديدا باعتقال وتعنيف ابنائهم وللمطالبة باطلاق سراحهم.
https://www.youtube.com/watch?v=ns6niZK5-0M
ونتيجة استمرار سياسة التفقير والتجويع والحرمان من استغلال وحق الاستفادة من الثروات الطبيعية بالصحراء الغربية والاقصاء والمنع والتمييز العنصري والعقاب الجماعي التي تنتهجها قوة الاحتلال المغربي وفرض سياسة الولاء على المدنيين الصحراويين عبر مقايضة توفير الحقوق مقابل دعم الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، وانتشار وارتفاع نسبة البطالة، دفع المدنيين الصحراويين للبحث عن فرص العيش الكريم بكل الوسائل وللهجرة قسرا ، وهو ما يخدم مخطط الاحتلال المغربي الرامي للإفراغ والاخلاء القسري لمدن الصحراء الغربية المحتلة، في مقابل فتح المجال وتشجيع وتوسيع دائرة الاستيطان قصد تغيير المعالم الديمغرافية للصحراء الغربية.
وفي سياق استهداف المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان تعرض المدافع عن حقوق الإنسان والمدون الصحراوي " حسان الزروالي" عضو اللجنة الإدارية لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA من قبل أجهزة قوة الاحتلال المغربي بالداخلة المحتلة بسبب توثيقه وفضحه لجرائم الاحتلال المغربي وبعد مشاركته في أنشطة إعلامية وحقوقية خلال شهر ماي 2024 بمخيمات اللاجئين الصحراويين ، للضغط عليه والتضييق على عائلته ومحاولة إجباره على الانخراط في جيش الاحتلال المغربي عبر استدعائه لـ" التجنيد الاجباري " وتهديده في حالة رفضه بالسجن والغرامة.
وببلدة "الجيطير" شمال السمارة المحتلة وفي إطار مصادرة والاستيلاء على أراضي المدنيين الصحراويين، قامت قوة الاحتلال المغربي بتاريخ 18 نيسان / أبريل 2024 بتجريف وإتلاف مساكن وممتلكات خاصة للمدنيين الصحراويين وإخلائهم بشكل قسري، ويتعلق الأمر بمساكن الضحايا الصحراويين : " المني زركو " و " محمود البشير بلموذن " و " بشري السالك " و " العبادلة داحة " و " بشري لحبيب " و " الشتوكي البشير " و " محمد شيبة " و " أحمد الداودي " و " سعيد ولد بشري "
و ـ سكب مادة سائلة كريهة و مجهولة على ناشطة حقوقية و سياسية بمدينة بوجدور المحتلة:
أفادت الناشطة الحقوقية و السياسية الصحراوية " فاطمة محمد الحافظي " أنها تعرضت بتاريخ 20 آيار / ماي 2024 للاعتداء من قبل عنصرين من قوة الاحتلال المغربي كانا على متن دراجتين ناريتين ، اللذين أقدما على سكب ماء سائل على جسدها بالشارع العام بمدينة بوجدور المحتلة، و هو ما أدى إلى إصابتها بحساسية مفرطة نتيجة للروائح الكريهة المنبعثة من هذا السائل.
و في تصريح لأختها " ملوحة محمد الحافظ " أكدت أن قوة الاحتلال المغربي حاصرت مجموعة من منازل المناضلات و المناضلين الصحراويين بمدينة بوجدور المحتلة، حيث تعرضت أختها للاعتداء رفقة ابنها الأصغر بسبب توزيعها لمناشير مطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
https://www.youtube.com/watch?v=2_tp1zXMrsw
ي ـ استهداف السجناء السياسيين الصحراويين بمختلف الممارسات مع دفعهم الدخول في إضرابات عن الطعام :
تواصل قوة الاحتلال المغربي ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حق السجناء السياسيين الصحراويين، الذين يتعرضون لاعتقالات سياسية ممنهجة و لمحاكمات سياسية غير شرعية بسبب دفاعهم عن رأيهم الداعي إلى استقلال الصحراء الغربية .
و في ارتباط بما يتعرض له هؤلاء السجناء السياسيين من إجراءات عقابية انتقامية من قبل قوة الاحتلال المغربي ، توصلت لجنة حماية المدنيين الصحراويين بمجموعة من الشكاوى و الإفادات لعائلات بعض السجناء المتواجدين بسجون مغربية بعيدة بمئات الكلومترات عن مدن الصحراء الغربية، أين تتواجد عائلاتهم، التي تعاني من الحرمان من لقاء أبنائها و أزواجها.
و إلى ذلك صرحت الناشطة الحقوقية و السياسية " اتفرح هدي " أن أخيها السجين السياسي الصحراوي " محمد لمين هدي " المحكوم ب 25 سنة سجنا نافذا على خلفية قضية اكديم إزيك لم ينقل إلى المستشفى خارج السجون المغربية ، التي مر منها لمدة أكثر من 06 سنوات ، و لما طالب إدارة السجن المحلي تيفلت / المغرب بنقله إلى المستشفى نتيجة لما يعانيه من أمراض ناتجة عن التعذيب الجسدي و النفسي و عن السنوات التي قضاها إلى حدود الآن رهن الاعتقال السياسي ب 03 سجون مغربية ، رفضت هذه الإدارة نقله حيث اشترطت عليه عدم الإشارة في مراسلاته لصفته كسجين سياسي صحراوي مع إجبارية ارتداء بذلة السجن أثناء نقله للمستشفى، و هو ما رفضه ، باعتباره إجراءا تعسفيا، متشبثا بكونه سجينا سياسيا و مدافعا عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وتعرض بتاريخ 17 آيار / ماي 2024 كل من السجناء السياسيين الصحراويين " أيمن اليثربي " و " الحسين بوركبة " و " عمر علاب " للاعتداء الجسدي و اللفظي من قبل مجموعة من موظفي السجن المحلي 02 بأيت ملول / المغرب قبل أن تتعرض زنازنهم للمداهمة و التفتيش.
و نفس المعاناة و المضايقات و الاستفزازات يمر منها مجموعة من السجناء السياسيين الصحراويين بسجون مغربية مختلفة، كحالات:
ـ المدافع عن حقوق الإنسان و السجين السياسي الصحراوي " إبراهيم إسماعيلي " المحكوم ب " المؤبد " على خلفية قضية إكديم إزيك.
ـ السجين السياسي الصحراوي " عبد الله ابهاه " المحكوم ب " المؤبد " على خلفية قضية إكديم إزيك .
ـ السجين السياسي الصحراوي " عبد الله لخفاوني " المحكوم ب " المؤبد " على خلفية قضية إكديم إزيك .
ـ السجين السياسي الصحراوي " أحمد السباعي " المحكوم ب " المؤبد " على خلفية قضية إكديم إزيك .
ـ السجين السياسي الصحراوي " حسن الداه " المحكوم ب 30 سنة سجنا نافذا على خلفية قضية إكديم إزيك .
ـ السجين السياسي الصحراوي " البشير خدا " المحكوم ب 25 سنة سجنا نافذا على خلفية قضية إكديم إزيك .
ـ السجين السياسي الصحراوي " الحسين الزاوي " المحكوم ب 25 سنة سجنا نافذا على خلفية قضية إكديم إزيك .
ـ السجين السياسي الصحراوي " حمتو الكوري " المحكوم ب 20 سنة سجنا نافذا على خلفية مشاركته في المظاهرات السلمية المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
ـ الطالب و السجين السياسي الصحراوي " عبد المولي الحافيظي " المحكوم ب 10 سنوات سجنا نافذا على خلفية نضاله السلمي و دفاعه عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير .
جدير بالذكر إلى أن هذه الممارسات المهينة و سوء المعاملة ، دفعت مجموعة من هؤلاء السجناء السياسيين الصحراويين إلى الدخول في إضرابات عن الطعام :
+ الطالب و السجين السياسي الصحراوي " عبد المولي الحافيظي " منذ 01 أبريل / نيسان إلى 09 نيسان / أبريل 2024 .
+ السجين السياسي الصحراوي " حمتو الكوري " منذ تاريخ 21 آيار / ماي 2024 .
+ الطالبان و السجينان السياسيان الصحراويان " أيمن اليثربي " و " الحسين بوركبة " منذ 20 آيار / ماي 2024 ، حيث مثلا أمام قاضي التحقيق و هما في اليوم التاسع من إضرابهما المفتوح عن الطعام.
+ الطالبان والسجينان السياسيان الصحراويان "عزيز الواحيدي " و"البر الكنتاوي" خاضا إضرابا انذاريا يومي 23 و 24 نيسان / أبريل 2024 ، احتجاجا على حرمانهما من الحقوق الأساسية كسجناء سياسيين.
وـ انفجار لغم أرضي بسيارة ذات الدفع الرباعي :
انفجر بتاريخ 19 آيار / ماي 2024 لغم أرضي بسيارة ذات الدفع الرباعي كان على متنها شابين صحراويين بمنطقة بوتميدي بالقرب من البيرات ، يتعلق الأمر بكل من :
+ حمادة ماء العينين سالم البكاي ، الذي أصيب بجروح خطيرة تسببت له في بتر إحدى قدميه مع إصابته بجروح متعددة على مستوى الجسد.
+ حمادي أحمد سالم الكبش ، الذي أصيب بجروح متفاوتة الخطورة في أنحاء متفرقة من جسده.
استنتاجات عامة :
من خلال هذا التقرير الموجز ، توصلت لجنة حماية المدنيين الصحراويين لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA إلى الاستنتاجات التالية :
1 / استمرار الاحتلال العسكري المغربي للصحراء الغربية يعتبر جريمة قانونية دولية وما ترتب عنه من جرائم تطال الإنسان والحيوان والأرض بغاية الهيمنة والسيطرة و القضاء على الشعب الصحراوي.
2 / معاناة المدنيين الصحراويين وتفاقم وضعية حقوق الإنسان بالجزء المحتل من الصحراء الغربية نتيجة مباشرة لتخلي الاستعمار الاسباني عن دوره في ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير سنة 1974 و لإستمرار الاحتلال العسكري المغربي للصحراء الغربية الرافض إقامة استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية منذ سنة تسعينيات القرن 20 .
3 / استهداف قوة الاحتلال المغربي المدنيين الصحراويين وغيرهم من المدنيين الموريتانيين والجزائريين بطائرات مسيرة وأسلحة ومتفجرات تحتوي على مواد كيماوية محظورة ، تخلف أثارا خطيرة على الإنسان والبيئة وتساهم في انتشار وتفاقم الأمراض المزمنة ونفوق الحيوانات، وهو ما يتنافى والقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين واستخدام اسلحة ومتفجرات تحتوي على مواد كيماوية ضارة وفتاكة بالإنسان و الحيوان و البيئة .
4 / مواصلة الاحتلال المغربي نهب ثروات الصحراء الغربية ومصادرة والاستيلاء على ممتلكات وأراضي المدنيين الصحراويين بالسواحل و المدن والأرياف الصحراوية بما فيها المناطق الفلاحية " لكراير " قصد تفويتها للمستوطنين وشركات أجنبية ضمن سياسة استيطانية يجرمها القانون الدولي.
5 / الوضع العام على أرض الواقع في الصحراء الغربية المحتلة يشكل جوابا حقيقيا على إدعاءات بعض الأطراف ذات أطماع اقتصادية و تجارية بالإقليم بما فيها الإتحاد الأوروبي والشركات المتعددة الجنسيات بشأن سيادة المدنيين الصحراويين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية على ثرواتهم الطبيعية.
6 / في ظل تجاهل المنتظم الدولي للوضع بالصحراء الغربية وغياب آلية أممية لحماية المدنيين الصحراويين وتغييب دور بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ( MINURSO ) وتقييد عملها بعدم إدراج مراقبة وضعية حقوق الإنسان ضمن مهامها، أفضى للوضع الكارثي بالجزء المحتل من الصحراء الغربية.
7 / تغاضي المنتظم الدولي عن ما يقع بالصحراء الغربية و إفلات قوة الإحتلال المغربي من العقاب على جرائمها ضد الإنسانية وجرائم الحرب، يشكل تشجيعا على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين الصحراويين.
8 / في غياب تطبيق وتفعيل مقتضيات القانون الدولي الإنساني على الصحراء الغربية المحتلة، وعدم مساءلة ومعاقبة قوة الإحتلال المغربي على الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الصحراويين أمام الآليات القانونية والقضائية الدولية ، سيظل المدنيون الصحراويون بالجزء المحتل من الصحراء الغربية دون حماية، وهو ما يستوجب تدخلا عاجلا من المنتظم الدولي لحمايتهم ودعمهم.
العيون المحتلة : 06 حزيران / يونيو 2024
لجنة حماية المدنيين الصحراويين
لتجمع المدافعين الصحراويين
عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية
CODESA