بيان هام لتيار النخبة الوطني المستقل في موريتانيا
بيان باسم تيار النخبة الوطني المستقل في موريتانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا النبي وآله وصحبه أجمعين.
لقد تابعنا بدقة الأداء السياسي الخارجي لفخامة الرئيس محمد والشيخ الغزواني منذ تولى سدة الحكم عام 2019
ولقد سجلنا بارتياح بالغ إدارته لعلاقات بلدنا الخارجية بحكمة وبعد نظر حين ارتكز على حماية الثوابت الوطنية في السياسة الخارجية وبناء الثقة مع جميع دول العالم على أساس المصالح المشتركة والاحترام وعدم التدخل في شؤون الدول.
وقد ابتعد ببلدنا عن سياسة المحاور الدولية في ظرف عالمي يشهد اصطفافات حساسة عالمية وقارية ودولية.
فعلى المستوى العالمي نجح في صناعة علاقات مثمرة مع الغرب والشرق تحترم خيار موريتانيا المستقل؛ وحصد لبلدنا مكاسب دولية مهمة جدا.
فامريكا ألغت التصنيف السلبي لموريتانيا ورفعت وتيرة التعاون الاستراتيجي والاقتصاد معها وكذلك الاتحاد الأوروبي ؛ في نفس الوقت الذي حافظت فيه موريتانيا على علاقات ودية مثمرة مع روسيا والصين وايران ودول لبريكس ودول آمريكا اللاتينية.
كما تم ذلك على المستوى العربي ؛ فلم تنخرط بلادنا في حلف عربي ضد آخر وربحت علاقات بناءة مع كل دول الخليج ومصر والأردن وسوريا والجزائر رغم حدة الاصطفاف العربي ؛ خاصة في ظل وضع متفجر في غزة وسوريا واليمن ولبنان.
ولقد كان موقف بلادنا العلني في التضامن مع أهلنا في غزة موقفا بارزا قدمته موريتانيا عبر الخطابات الرئاسية في المحافل الدولية والقارية والإقليمية.
وعلى مستوى القارة الإفريقية كان حضور موريتانيا بارزا ووميزا ومتماشيا مع ثوابتها وقيمها؛ ففي السودان نحن في خندق الدولة السودانية وشعبها لا في صف مليشيات القتل وتدمير الدولة.
وعلى مستوى دول جنوب الصحراء والثورة ضد فرنسا برز الأداء الموريتاني الرئاسي بكامل ثوابته ؛ فتم رفض الطلبات الفرنسية باتخاذ بلدنا كحيز عملياتي في صراعات وحروب تناقض رؤيتنا الرسمية لإقليمنا وأهمية السلم والتنمية لشعوبه ؛ لا الحرب والعسكرة الأجنبية .
ولقد اتم احتواء التحول السياسي العميق في السنغال لتعود الثقة بسرعة فائقة مع حكام السنغال الجدد.
وجاء التعاون والتكامل الاستراتيجي مع الجزائر على قدر ما نصبو إليه كتيار نخبة وطني مستقل يدرك تماما أهمية بناء مصالح استراتيجية مستدامة مع أهم قوة اقتصادية وعسكرية في افريقيا هي لنا جار أمين.
ولقد كان إعلان الرئيس ولد الغزواني عن ثوابت بلادنا اتجاه القضية الصحراوية _في حملته الرئاسية 2019_ مصدر اعتزاز وطني بوضوح رؤيته في القضية ؛ فنحن نعترف بالجمهورية العربية الصحراوية لكننا على حياد إيجابي بينها وبين المغرب وندعم الحل الأممي السلمي للنزاع.
لكن بعد اكتمال هذا السجل الذهبي في السياسة الخارجية ؛
يؤسفنا تجاهل حكومتنا الموقرة للسياسات العدائية المغربية ضد بلدنا والتي تجسدت في:
1/ الاعتداءات المتكررة على المدنيين الموريتانيين بالطيران المسير على طول حدودنا مع الصحراء الغربية المحتلة
2 /انتشار الجيش الملكي المغربي بصورة استفزازية عدائية على طول حدودنا مع الصحراء الغربية المحتلة ملغيا بذلك منطقة محايدة منصوص عليها في ملحق اتفاقية وقف إطلاق النار مع جبهة البوليساريو ليعود النزاع لدور حرب مستمرة
3 /تواصل الحملات الإعلامية المعادية لبلدنا على كل الميديا الشعبي المغربي وعلى القنوات العالمية بأساليب وقحة مستفزة تستهدف شخص الرئيس ولد الغزواني وجيشنا الوطني وحكومتنا وشعبنا
4 /الاعتراض على قراراتنا السيادية في علاقاتنا الدولية
5 /تحول المغرب إلى حاضن لكل النشاطات المعادية لبلدنا ومحاولة التدخل في شأننا الداخلي واحتضان المال الموريتاني المشبوه وتوفير وسائل غسيل له
6/ التهريب المنظم بمعرفة المغرب الرسمي للمواد الضارة والسلاح وأدوات التزوير والجريمة المنظمة نحو بلادنا
7/ العمل على تشويه سمعة موريتانيا في المحافل الدولية وانتهاج سياسة إعلامية مستدامة ضد بلدنا
8تكرار التصريحات الطاعنة في سيادة بلدنا من شخصيات ذات رمزية حزبية وحكومية ودينية في المغرب.
9سوء معاملة المواطنين الموريتانين في المغرب
10 اختيار المغرب للتحالف العلني مع العدو الصهيوني ضد دول الإقليم بما فيها موريتانيا
11 تضاد المشاريع الوطنية للنهوض ببلدنا في مجالات حيوية كالطاقة والزراعة مع سياسة المغرب المستهدفة لاقتصاد بلادنا .
لذلك نعتبر أي تسهيلات للشركات والبنوك المغربية وأي تعاون مع المغرب في أي مجال طاقوي هو تعاون غير مناسب لمصالح الدولة الموريتانية ؛ خاصة إذا كان تعاونا يمس من حياد موريتانيا الإيجابي ويتعارض مع موفقنا الاستراتيجي الثابت في الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
إنما يتم الحديث عنه من ربط كهربائي مع المغرب ينافي القوانين الوطنية الموريتانية والقوانين العالمية والقرارات الصادرة من الأمم المتحدة بخصوص النزاع في الصحراء الغربية ويتعارض مع برنامج الرئيس الوطني الشامل لإحداث تحول آمن ونقلة نوعية للدولة الوطنية الموريتانية.
كما يتنافى مع منطق السيادة والمصالح الوطنية ؛ فلا يعقل أن يكون ردنا على الاستفزازات المغربية وخطاب الرباط التوسعي هو منح المغرب مزيدا من الفرص الاقتصادية لاستغلال بلدنا وموقعه الاستراتيجي كمنفذ مجاني إلى غرب ووسط افريقيا ؛ ولا جسرا يلتف عبره عن قرارنا السيادي بخصوص الصحراء الغربية .
إن قضية الصحراء الغربية هي قضية أمن استراتيجي وقومي لبلدنا وليس لدى موريتانيا خيار غير التمسك باعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية والحل السلمي الأممي للقضية .
وسيكون أي تنسيق حدودي بري أو بحري أو جوي مع المغرب منطلقا من الحيز الصحراوي المحتل شراكة مع قوة احتلال في جريمتها ضد الشعب الصحراوي الأبي وذلك ما نرفضه جملة وتفصيلا.
إن على المغرب أن يعتذر للشعب الموريتاني عن حملاته المعادية وأن يقلع نهائيا عن نهجه السياسي اتجاه بلادنا ليتسنى التعاون الثنائي معه داخل المغرب لا خارج حدود المغرب التي نعترف بها ؛ فلا وصاية ولا ولاية للمغرب على الأراضي الصحراوية ؛ ولسنا وحدنا من يجب أن يعلن ذلك ؛ فقد تكرر إعلان ذلك من الاتحاد الأوروبي والمحكمة الأوروبية وبريطانيا وروسيا وغيرهم.
إننا نرى بوضوح في مركز دعم صناعة القرار الوطني وتيار النخبة الوطني المستقل أنه لا مستقبل للنظام المغربي في المغرب ولا في الإقليم ؛ فهو برؤيته التوسعية وخطابه السياسي ووضعه الراهن الهش يتجه لخط النهاية .
والمستقبل كله للشعب المغربي والشعب الصحراوي وشعوب الإقليم ؛ مستقبل بلاعداوات ولا كراهية ولاحقول ألغام تمزق شعوب المنطقة وأحلامها في السلم والتنمية والحياة الكريمة
عاشت موريتانيا حرة أبية
عاشت الجمهورية العربية الصحراوية الدمقراطية
والله خير الناصرين
الرئيس : عبد الله ولدبونا
انواكشوط
25يناير 2025