-->

فضيحة رشيدة داتي عضوة البرلمان الأوروبي السابقة ووزيرة الثقافة الفرنسية الحالية

 


المدفوعات المثيرة للجدل التي تلقتها رشيدة داتي من مكتب محاماة
وفقًا لما كشفته صحيفة «نوفيل أوبسيرفاتور» وبرنامج «كومبليمان دانكيت»، حصلت الوزيرة الحالية للثقافة الفرنسية عندما كانت نائبة بالبرلمان الأوروبي على مبلغً مالي بقيمة 299000 يورو، تم تحويله علي دفعتين من طرف  شركة  GDF Suez (التي أصبحت ENGIE) إلى مكتب محاماة تجاري تم تصفيته في سنة 2019. لقد قام مكتب المحاماة المذكور بتاريخ يوليو 2010 وفبراير2011 بصرف المبالغ نفسها لصالح رشيده داتي مع الإشارة إلى ”أتعاب داتي GDF Suez“، وفقًا للوثائق التي كشفت عنها وسائل الإعلام. تلك الوثائق السرية التي أظهرت وجود صلة مالية غير مباشرة بين النائبة في البرلمان الأوروبي  والعملاق الفرنسي في مجال الغاز حسب لويس ميلانو دو بون، الصحفي الفرنسي الذي اعد التحقيق.
تجدر الإشارة إلي إن السيدة داتي كانت قدمت بعشرات التعديلات على أربعة مشاريع قوانين بشأن اللوائح الأوروبية المتعلقة بالطاقة، كما تقدمت إلي المفوضية الأوروبية على الأقل أربع مرات بأسئلة خطية حول قطاع الغاز.  
في سنة 2013، نشرت النائبة في صحيفة " Les Échos" مقالاً تدعو فيه إلى وقف الدعم المقدم للطاقة المتجددة وتقديم دعم أكبر للغاز.
 وبالرغم  من تلك المواقف المؤيدة لقطاع الغاز، إلا انه  أثناء استجوابها عدة مرات من قبل القضاة حول علاقاتها مع شركة  " GDF Suez" فقد نفت دائمًا أي صلة بهذه الشركة.
لا يزال الألماني مارتين شولتز يتذكر أدق التفاصيل في 17 أبريل 2014، ذلك اليوم الذي جاءت فيه رشيدة داتي إلى مكتبه كرئيس للبرلمان الأوروبي، وهي تبكي دموعا. ففي اليوم السابق، كانت النائبة الأوروبية آنذاك قد رفضت التحدث الي الصحفية إليز لوسيه وفريق قناة فرانس 2، داخل ممرات البرلمان في ستراسبورغ وقد تم عرض تلك اللقطة مرارًا على التلفزيون: وكان السؤال الذي وجه إليها هو«السيدة داتي، هل لديك صلة مباشرة أو غير مباشرة مع شركة  GDF Suez؟»
بمجرد أن اختفت عن الأنظار، كتبت داتي إلى شولتز لتندد بـ "اعتداء" عليها وتطالبه بأن "يحميها [...] من ذلك التصعيد الذي يلحق بها ضررًا أخلاقيًا، نفسيًا، جسديًا ومهنيًا".
استقبل رئيس البرلمان الأوروبي السيدة داتي في اليوم التالي. لقد سمع بالفعل الشائعات المستمرة التي تربط النائبة الفرنسية بعلاقات تجارية مع شركة GDF Suez، بالتوازي مع ولايتها كمنتخبة. بالإضافة إلي انه تلقى سابقا بريدًا إلكترونيًا طويلاً من مكتب أخلاقيات البرلمان الأوروبي قبل بضعة أسابيع، في 7 مارس، يذكر "عددًا من التعديلات حول قضايا الغاز والطاقة والتي كانت وراءها النائبة الفرنسية ذات الأصول المغربية.
التحقيق الإضافي الذي رسم صورة قاتمة لوزيرة الثقافة الفرنسية
لقد بدأ موضوع وزيرة العدل السابقة في عهد الرئيس ساركوزي يطرح عديد الأسئلة في الأوساط السياسية حول انعدام العقاب السياسي والإفلات من القانون ، خصوصا أن هذه ليست هي القضية الوحيدة ضدها. طوال فترة تواجدها في الحكومات المتتالية ومفاصل الدولة الفرنسية كانت في كل مرحلة من مراحل حياتها السياسية رمزًا للفساد وتضارب المصالح والكسب غير المشروع والرشوة وإساءة استخدام السلطة.
وزيرة العدل متهمة "بالفساد" و "استغلال النفوذ"  فالنيابة الوطنية المالية (PNF) والقضاة المعنيون يشتبهون في أنها تلقت 900,000 يورو، مقابل عقود مبرمة مع إحدى الشركات التابعة لرينو- نيسان من اجل الدفاع عن مصالح شركة السيارات في البرلمان الأوروبي، بين عامي 2010 و2012عندما كان كارلوس غصن هو الرئيس التنفيذي للشركة. من اجل إسكات رئيس شركة رينو- نيسان قامت وزيرة الثقافة بمقاضاته بتهمة "تعطيل سير العدالة" و"الإغفال عن الشهادة لصالح البراءة". قبل أن تتراجع في اللحظة الأخيرة.
نشرت صحيفة "ليبيراسيون" تحقيقًا في 9 أبريل، يكشف أن 420,000 يورو من المجوهرات والمقتنيات الفاخرة( كالساعات و الأساور...) مفقودة من تصريح الممتلكات و الأصول العقارية في فرنسا والمغرب لوزيرة الثقافة. مع العلم انه يُطلب من المسؤولين السياسيين الإبلاغ عنها عندما تتجاوز قيمتها الفردية 10,000 يورو. وقد قامت رشيدة داتي بتقديم شكوى بتهمة  القذف" ضد، لوران ليجي الصحفي كاتب المقال.
القصة السرية للتحقيق المدفون في البرلمان الأوروبي
ابتداءً من عام 2014، كانت أنشطة المحامية رشيدة داتي، التي كانت عضوًا في البرلمان الأوروبي، موضع تساؤل. فقد تحدث تقرير أولي من البرلمان الأوروبي عن احتمالات وجود تضارب في المصالح، ثم تمت دعوة إلي تحقيق رسمي من قبل بريطاني مقرب من أذربيجان. لكن قبل شهرين من انتخابات 2014 الأوروبية، فضل البرلمان الأوروبي ترك التحقيق الذي بدأه مارتن شولز حتى مرور الانتخابات، قبل أن يتم التخلي عنه لاحقا.
مارتن شولتز كان يترأس البرلمان الأوروبي عندما كانت رشيدة داتي عضوًا فيه (2009-2019)، حيث كانت تجمع بين منصبها كمنتخبة في ستراسبورغ ونشاطاتها الخاصة كمحامية لبعض الشركات. بموجب ذلك كانت تتقاضى  300,000يورو سنويًا من رينو- نيسان، بين 2010 و2012، في إطار مهمة تم الكشف عنها بعد سقوط الرئيس التنفيذي للشركة كارلوس غصن، والتي تدفع ثمنها اليوم.
كسياسي قديم، منذ أربعة عقود شهد العديد من المفاجآت غير المتوقعة كمعجزات تأتي من العدم. في ألمانيا، حيث قاد الحزب الاجتماعي الديمقراطي SPD، أو في البرلمان الأوروبي، الذي ترأسه بين 2012 و2017. ولكن عندما يتحدث عن حالة رشيدة داتي، التي أصبحت وزيرة الثقافة في حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون في يناير، يتحدث مارتن شولتز عنها كمعجزة: حيث يقول "بالنسبة لي، إنها معجزة أن تصبح رشيدة داتي وزيرة مرة أخرى وأن تتمكن من البقاء رغم كل هذه الاتهامات..." ويقول ممازحًا: "ارفع لها القبعة!"
أصبحت رشيدة داتي أول وزيرة فرنسية تزور الصحراء الغربية في 17 فبراير 2025 وخلال زيارتها، افتتحت مركزًا ثقافيًا فرنسيًا في مدينة العيون المحتلة. ولتأكيد ولائها الشخصي للمملكة المغربية ومشاريعها التوسعية والاستعمارية، استخدمت مصطلح ”الأقاليم الجنوبية“ الذي تستخدمه الرباط عادة، وليس مصطلح ”الصحراء الغربية“ الذي تستخدمه الأمم المتحدة للإشارة إلى هذا الإقليم غير المستقل ذاتيا والذي تحتله المغرب بالقوة.
تعتبر رشيدة داتي احدي ركائز اللوبي المغربي بفرنسا وداخل البرلمان الأوربي طوال عهدتها إلي جانب الفرنسي جيل بارنيه، رئيس مجموعة الصداقة الأوروبية المغربية، والنائبة الأوروبية الفرنسية باتريسيا لالوند،  المقررة السابقة  للجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي التي سيق لها أن قدمت تقريرا متحيزا للمغرب ومناقض لأحكام محكمة العدل الأوروبية (CJUE) حول الصحراء الغربية. 
هذا ومن المعلوم أن اللوبي المغربي يعمل علي من اجل محاصرة القضية الصحراوية ، لا سيما من خلال منع اعتماد قرارات برلمانية لا تتوافق مع مصالح المغرب في الصحراء الغربية. وهو ما شاهدناه في فضيحة  الفساد والرشاوي الشهيرة " Marocgate" التي هزت مؤسسة  البرلمان الأوروبي وكان ورائها مجموعة من النواب الأوروبيين بزعامة  صديق المغرب النائب الأوروبي السابق الايطالي أنطونيو بانزيري,والنائبة اليونانية ايفا كايلي، الذين سعوا إلي استسلام الاتحاد الأوروبي ومؤسساته لأجندة المغرب.
السلامي احمد
- فرنسا -
بعض المصادر:
- https://www.lopinion.fr/politique/rachida-dati-aurait-percu-299-000-euros-dhonoraires-de-gdf-suez-en-2010-2011-selon-une-enquete
-« Dati honoraires GDF Suez » : ce que contiennent ces documents révélés par France 2 et le « Nouvel Obs »
-Rachida Dati aurait perçu 299 000 euros d'honoraires de GDF Suez en 2010-2011, selon une enquête - l'Opinion
-https://www.nouvelobs.com/politique/20240619.OBS89992/affaire-rachida-dati-l-histoire-secrete-de-l-enquete-enterree-du-parlement-europeen.html
-Corruption au Parlement européen : un mystérieux espion marocain au cœur de l’enquête

Contact Form

Name

Email *

Message *