النظام الموريتاني يقمع تظاهرة لناشطين في نواكشوط
نواقشوط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) قمعت السلطات الموريتانية تظاهرة لناشطين من حركة 25 فبراير في العاصمة نواكشوط واعتقلت عددًا منهم.
وقامت الشرطة الموريتانية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على ناشطين الحركة الشبابية من أجل تفريقهم؛ حيث كانوا يتجمعون بالقرب من المستشفى الوطني من أجل تنظيم مسيرة على طول شارع جمال عبد الناصر وسط العاصمة نواكشوط.
وأكد أحد الناشطين في الحركة في أن الشرطة اعتقلت كلاًّ من "التار ولد أحمدا، محمد امبارك ولد الداه، الهاشمي ناصر، محمد عبدو وسيد الطيب ولد المجتبى"، مضيفًا بأن "الشباب يقومون بتجمع صفوفهم من أجل العودة بعد أن قامت الشرطة بتفريقهم، مؤكدة على أن مسيرتهم ستظل سلمية".
وكانت الشرطة قد عمدت في البداية إلى التدخل من أجل تفريق مجموعات النشطاء بالدفع والضرب، ليعودوا ويتجمعوا في مكان آخر، فيما أكد نشطاء أن الشرطة صادرت هواتف بعضهم، إضافة إلى شعارات كانوا يحملونها.
وكان بعض الناشطين في حركة 25 فبراير يتجمعون بالقرب من مسجد شجرة الأنبياء في الحي "ك"، حيث أكدوا أن تحركاتهم "سلمية" وأنهم يرفضون أي "استفزاز" يستهدف تحويل احتجاجهم إلى احتجاج "غير سلمي".
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين الشرطة الموريتانية في نواكشوط وطلاب رافضين لإغلاق المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، الذي يعد المؤسسة الجامعية الأقدم في البلاد والمعهد الإسلامي الوحيد في موريتانيا.
وبدأت الاشتباكات إثر انطلاق مسيرة طلابية من المعهد العالي إلى مبنى وزارة الشؤون الإسلامية للتنديد بإغلاق المعهد وعدم فتح باب التسجيل فيه للعام الجاري ضمن ما سمي بيوم الغضب الطلابي، وهي المسيرة التي تصدت لها الشرطة وقوات مكافحة الشغب وقمعتها وفرقتها في محيط المعهد.
وأدت تلك الاشتباكات - التي استمرت لساعات عديدة وامتدت نحو الشوارع والأزقة القريبة من المعهد - إلى جرح واعتقال أعداد ليست معروفة حتى الآن من الطلبة المتظاهرين الذين واجهوا قمع الشرطة بقذفها بالحجارة والعصي، وإحراق عجلات السيارات وإغلاق عدد من الشوارع القريبة من محيط المعهد.
ويقف الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا وراء هذه التظاهرات، ويعتصم عدد من طلابه ومنتسبيه منذ نحو شهرين بمبنى المعهد العالي، ويقول: إن اعتصامهم داخل مبنى المعهد مستمر حتى عودته لسابق عهده.
ويقول الأمين العام للاتحاد الوطني محمد سالم ولد عابدين لـ"الجزيرة. نت": إن على السلطات أن تكف عن اللجوء إلى الأساليب الأمنية والبوليسية في حل الأزمات، بعد أن فشلت خلال الأشهر الماضية في ثني الاتحاد وطلبته عن ممارسة حقهم في التظاهر وعن المطالبة بإعادة افتتاح المعهد من جديد.