تنامي نشاطات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وإنعكساته على دول المنطقة (ملف)
بماكو (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) تفتح لاماب المستقلة ملف نشاطات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي خلال شهر مارس وتحلل استراتيجية التنظيم في تمويل نشاطاته من عائدات الفدية و تجنيد المقاتلين وتنفيذ هجمات تستهدف الدول الساحل والصحراء كما نستعرص اراء بعض المحللين الغربيين الذين يرصدون نشاط وتطور ''تنظيم القاعدة'' في الساحل والصحراء من خلال عمليات التجنيد وتشير التقارير الى ان 183 مليون أورو من الفدية استفاد منها التنظيم في إعادة ترتيب اوراقه ومكنته من القدرة على استهادف مصالح حيوية في دول الساحل والصحراء واختطاف رهائن .
ففي الجزائر اكتشفت مصالح الأمن الجزائري مخططات إرهابيا يستهدف امن بعض الولايات الشرقية للبلاد التي كان بلعور يكلف تاجر أسلحة بتجنيد انتحاريين في تلك الولايات ، وكشفت التححقيقات التي اجرتها الأجهزة الأمنية الجزائرية مؤخرا مع الإرهابيين الذين أوقعت بهم، إلى أن المدعو مبارك مباركي، صاحب 54 سنة، ينشط في المتاجرة بالأسلحة والذخيرة الحية ويقوم بتمويل الجماعات الإرهابية الناشطة على محاور جنوب وشرق ووسط البلاد، وهو على اتصال مباشر مع مختار بالمختار، المدعو الأعور، أحد قادة إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وكشفت مصادر صحيفة ''الخبر الجزائرية '' أن المدعو مباركي مبارك يقوم بتموين الجماعات الإرهابية بالأسلحة والذخيرة الحية، ويعمل على مستوى 9 ولايات هي ورقلة والأغواط وغرداية وتمنراست وبومرداس وباتنة وقسنطينة وعنابة والطارف.
وأفادت ذات المصادر بأنه نظرا للمخططات الأمنية التي عمدت إليها الأجهزة الأمنية، ووضع جميع المناطق التي يشتبه بها تحت الرقابة، كلف الإرهابي مختار بالمختار شخصا يدعى مباركي مبارك بتجنيد عناصر إرهابية للالتحاق بتنظيمه، وذلك للقيام بعمليات انتحارية. وأفادت مصادرنا بأن هذا الأخير قام بتكليف 6 أشخاص لتجنيد إرهابيين بالولايات المذكورة في صفوف القاعدة، حيث تم –حسب مصدرنا- إرسال اثنين إلى ولاية باتنة وشخصين إلى ولاية بومرداس والأخيرين إلى ولاية الطارف. وأضافت مصادرنا أن المدعو بلعور عقد اتفاقية مع تجار السلاح بتوفير الحماية لهم في الصحراء وربطهم بتجار السلاح في ليبيا التي زارها مؤخرا مقابل تكليفهم بتجنيد عناصر جديدة في تنظيمه الإرهابي.
كما كشفت مصادر أمنية جزائرية أن أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الجزائر عبد المالك دروكدال وجه تعليمات وأوامر لأتباعه بالصحراء لتنفيذ عمليات ذات صدى إعلامي بمنطقة الجنوب الكبير.
وأكدت مصادر لصحيفة "الشروق الجزائري" أن معلومات تفيد بأن أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الجزائر عبد المالك دروكدال وجه تعليمات وأوامر لأتباعه بالصحراء لتنفيذ عمليات ذات صدى إعلامي بمنطقة الجنوب الكبير ، والتي أدلى بها موقوفون وتائبون جاءت بمناسبة استعداد التنظيم الإرهابي لإحياء الذكرى الأولى لمقتل زعيم التنظيم الروحي لقاعدة الجهاد العالمي أسامة بن لادن الذي قضت عليه القوات الأمريكية في غارة جوية بباكستان قبل نحو عام.
وأردفت المصادر ذاتها أن التعليمات الموجهة من قيادة التنظيم الإرهابي، والتي نقلها إليهم أمير الصحراء نبيل مخلوفي لقيادات الكتائب تهدف أيضا لتخفيف الضغط عن الحصار الذي تواجهه القيادة الوطنية بالشمال من خلال تكثيف عمليات بمناطق الجنوب، لتشتيت تركيز تدخلات الجيش بمناطق التنظيم بتيزي وزو وبجاية وبومرداس أين تلقى اتباع دروكدال ضربات موجعة في الفترة الأخيرة أسفرت عن القضاء على عدد من القيادات والأمراء والأعوان.
كما جاءت الأوامر بعد عجز التنظيم الإرهابي عن تجنيد انتحاريين جزائريين ورفض الملتحقين الجدد تنفيذ عمليات انتحارية بمناطق الشمال. واستنادا إلى ذات المراجع الأمنية فإن دروكدال جعل من النشاط الارهابي معيارا في الترقيات بالتنظيم، وأمر باستهداف المنشآت الرسمية والمرافق الأمنية.
وأمام هذه الوضعية وضعت قوات الجيش الوطني والقوات المشتركة مخططا أمنيا استعجاليا بهدف إجهاض مخططات التنظيم وإحباط العمليات، وتتجلى خطوطه العريضة في تكثيف الانتشار الأمني بالشريط الحدودي لمنع التسلل والدوريات بالمروحيات وزيادة عدد السدود الأمنية، وإعادة تلك التي تم إزالتها بعد رفع حالة الطوارئ، وتكثيف عمليات المداهمة والمراقبة الفجائية للأشخاص.
وتحدثت مصادرنا أن التنظيم الإرهابي يسعى للتأثير على سير الحملة الانتخابية من خلال مخططاته الإجرامية، حيث تستعد البلاد لتنظيم تشريعيات في الـ10ماي المقبل، أكدت السلطات أنها ستكون نزيهة وبوابة للتغيير الديمقراطي بالبلاد التي مازالت في منأى مما يعرف بالربيع العربي والتغيير عن طريق القوة. للإشارة التنظيم الإرهابي المسمى القاعدة بالمغرب الاسلامي يتواجد بالصحراء بكتيبتين هما الملثمين بزعامة مختار بلمختار وكتيبة طارق بن زياد بزعامة عبد الحميد أبوزيد.
كما احبط الامن الجزائري خلال شهر مارس محاولات لاستهداف مقرات حكومية بسيارات مفخخة واشارت مصادر امنية الى ان الإرهابيون قدموا موعد الاعتداء على مقرات حكومية بولاية تمنراست بـ48 ساعة بعد إيقاف إرهابي على الحدود الجزائرية-المالية، تواصل مصالح الأمن الجزائري التحقيق حول خلية تمنراست التي سهلت تنفيذ العملية الإرهابية الأولى بالمدينة في أقصى الجنوب الجزائري، وتوصلت إلى تفكيك سيارة ثانية شرع الإرهابيون في تفخيخها.
تشتبه مصالح الأمن بتمنراست في وجود خلية إرهابية نائمة بالمدينة لا يقل عدد أفرادها عن الخمسة، سهلت عملية تنقل الإرهابيين، وقامت أيضا برصد عدد من المواقع الأمنية في المدينة. وتشير مصادرنا إلى أن مصالح الأمن أوقفت شخصين على الأقل من هذه الخلية، وأن الأبحاث لا تزال جارية لإيقاف باقي عناصر المجموعة. من جانب آخر أحبطت مصالح الأمن مخطط اعتداء إرهابي كبير ضد منشآت أمنية في تمنراست، وكشفت مصادرنا أن العملية الانتحارية ضد مقر درك تمنراست يوم السبت الماضي، نفذت على عجل وقد اضطر منفذوها لتقديم موعدها بـ48 ساعة على الأقل بعد إيقاف شخص يشتبه بأنه إرهابي على الحدود الجزائرية-المالية يوم الجمعة الفارط.
وأفاد مصدر مقرب من التحقيق حول الاعتداء الإرهابي ضد مقر الدرك الوطني في تمنراست، بأن مصالح الأمن تمكنت من استرجاع سيارة ثانية كان الإرهابيون يعدون لتجهيزها بأكثـر من 200 كلغ من المتفجرات بغرض استهداف مقر أمني آخر في نفس اليوم. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن السيارة الثانية تم ضبطها فجر يوم الأحد الماضي، وهي من نوع ''تويوتا أف جي ''55، وقد ضبطت مصالح الأمن في مخبأ غرب تمنراست أنبوبا فولاذيا بعرض 80 سنتيمترا مملوءا بمواد شديدة الانفجار، وزنه 80 كلغ، كان الإرهابيون سيحملونه على متن السيارة الثانية. وحسب مصادرنا فإن إيقاف شخص بشبهة الانتماء إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب بالصدفة في المعبر الحدودي بتينزاوتن الجزائرية بعد الاشتباه في هويته، دفعت الإرهابيين إلى تقديم موعد عمليتهم التي كانت مقررة ليوم الثلاثاء ونفذت يوم السبت. وتواصل مصالح الأمن التحقيق حول خلية تمنراست.
محللون غربيون يتابعون تطور نشاطات القاعدة القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ويكشفون ''إمارة الصحراء'' جنت 183 مليون أورو من الفدية
قدرت دراسات أكاديمية فرنسية مجموع الفديات التي حصّلها فرع تنظيم''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' في الصحراء الجزائرية، بنحو 381 مليون أورو، عن أكثر من 08 رهينة غربية تم اختطافها منذ خمس سنوات. ولفت باحث فرنسي إلى أرقام تشير لفقدان التنظيم لنحو 600 مقاتل سنويا ''لكن ذلك لم يحد من قدرات التنظيم الإرهابي في التجنيد''.
يصف تشارلز غريمون، الباحث في مركز دراسات العوالم الإفريقية، المال بـ''عصب الحرب التي تقودها القاعدة في الساحل الصحراوي''، ونقلت صحيفة ''لوموند'' الفرنسية، عن الباحث تصوراته للوضع المستجد في شمال مالي ببروز تمرد عسكري تقوده حركة تحرير الأزواد في ''المنطقة تعرف معارك بقيادة الحركة المتمردة تقليديا، في نفس الوقت جعلت القاعدة من المنطقة ملجأ لعناصرها''.
ويلاحظ الباحث الفرنسي، محاولة التنظيم الإرهابي ''تفادي أي مواجهة مسلحة مع القوات المالية''، بمقابل ''سعيه لتجارة مرئية من كل عواصم العالم، اختطاف الرهائن الغربيين بحثا عن فديات تمول جزئيا أنشطتها وتغذي خطابها''. ويقدر تقرير عدد الرهائن الغربيين الذين وقعوا بين أيدي التنظيم في الفترة منذ 2007 بنحو 80 رهينة غربية ''حصلت القاعدة على فديات لقاء الإفراج عنهم تقارب 183 مليون أورو''.
ولا يستغرب الباحث الفرنسي توجه ''حركة الجهاد والتوحيد'' التي تنشط في غرب إفريقيا، منذ نوفمبر الماضي فقط، إلى البحث عن فديات، بحيث ''انشقت عن القاعدة، وتتألف أساسا من موريتانيين وماليين وهي تطالب بـ30 مليون أورو''، ويلاحظ أيضا أن ''التنظيمات المسلحة تفرض إتاوات على شبكات تهريب المخدرات، سيما الكوكايين، وهي بذلك تبحث عن المال الذي هو عصب تواجدها''.
وحسب تحليل الجريدة الفرنسية، فإن ''القاعدة حولت نشاطها للساحل بسبب الضربات العسكرية المستمرة ضدها في شمال الجزائر. ووفق تقديرات الرئيس الموريتاني، فإن عدد مقاتليها في الصحراء يقدر بنحو 300 مسلح، لكن أكثر من باحث يرون أن العدد لا يقل عن .''500
ومن هؤلاء الباحثين، ماثيو غيدار، أستاذ الفكر الإسلامي والعربي بجامعة تولوز الفرنسية الذي يقول ''إن عدد المقاتلين في التنظيم لا يقل عن الألف''، ويحتفظ غيدار بفرضية أن ''القاعدة تملك قدرة كبيرة على التجنيد''، حيث يلحظ أنها تفقد ما لا يقل ''عن 50 بالمائة من مقاتليها سنويا، ما يعني بين 500 و600 إرهابي، إما قتلوا أو اعتقلوا أو سلموا أسلحتهم''، وينعت ماثيو غيدار المنطقة بـ''إقليم الرهانات الدولية الكبرى''.
وتنسب الصحيفة الفرنسية، لمصادر خاصة بها، تهمة ''التواطؤ'' من الحكومة المالية وبعض الدوائر الرسمية المحلية، وقالت ''الغريب أن ضباطا كبارا في الجيش المالي يتبادلون مكالمات هاتفية مع عناصر القاعدة لتجنب المواجهة مثلا، أو ترتيب صفقات مرور سلع مهربة عبر مسالك سرية تتجه للشمال حيث الجزائر، ويرفض الجيش التواجد في تلك المناطق''.
وتنقل ''لوموند'' من جهة أخرى عن أحمدو ولد عبد الله، وهو مسؤول سابق للأمم المتحدة في الصومال والمدير الحالي لمركز الإستراتيجيات الأمنية في الساحل بالصحراء، تأكيده أن ''القاعدة كانت ستزول من الساحل لولا تواطؤها مع شبكات تهريب وأجهزة استخباراتية''، ويضع المتحدث الجمارك ضمن الأجهزة المتواطئة ''التواطؤ منتشر في كل المنطقة وحتى داخل الجزائر وفي مالي وغاو في شمالها والتي أصبحت تسمى مدينة الكوكايين''.
وتواجه دول الساحل والصحراء تحديات كبيرة في ضبط والسيطرة على منافذ التمويل التي تحصل عليها التنظيمات المسلحة وتواطؤ بعض الدول كالمغرب في تغذية هذه التنظيمات واختراقها لصالح اجندة سياسية كما هو الحال مع الفصيل الجديد التوحيد والجهاد المنشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي .
وتواجه دول الساحل والصحراء تحديات كبيرة في ضبط والسيطرة على منافذ التمويل التي تحصل عليها التنظيمات المسلحة وتواطؤ بعض الدول كالمغرب في تغذية هذه التنظيمات واختراقها لصالح اجندة سياسية كما هو الحال مع الفصيل الجديد التوحيد والجهاد المنشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي .