محاصيل المزارعين الفلسطينيين بالضفة الغربية تلتهمها نيران المغتصبين الصهاينة
لضفة الغربية-محمد سعيد(وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة) لم تكن حادثة إحراق المغتصبين الصهاينة لحقول القمح والزيتون التابعة لقرية "مادما" جنوب نابلس بالحادثة الأولى، فأسلوب حرق الأراضي المزروعة في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة بات أمرا مكررا خاصة في موسم حصاد حقول الحبوب المختلفة ومنها القمح.
حرق محاصيل الفلسطينيين أحد الأساليب الإجرامية للمغتصبين الصهاينة، التي شملت إحراق المساجد، وإطلاق النار على المزارعين، وإغلاق الطرق، وسرقة الأراضي، وممارسات إجرامية أخرى كثيرة.
وتعتبر مستوطنة "يتسهار" بؤرة ومركز تنطلق منه الاعتداءات على الفلسطينيين، حيث يؤكد إيهاب القط رئيس مجلس قروي مادما بأن "نحو عشرة مستوطنين أضرموا النار في الجهة الجنوبية من القرية، بشكل متعمد في أراضٍ مزروعة بالقمح وأشجار الزيتون، وأن المستوطنين عادة ما ينطلقوا من مستوطنة يتسهار ويعودون إليها".
ولفت رئيس مجلس قروي مادما إلى أن النيران أتت على أكثر من أربعة دونمات مزروعة بالقمح، كما أحرقت نحو خمسة عشر شجرة زيتون بالكامل.
وبحسب المؤسسات الحقوقية فإنه ما من اعتداء على الفلسطينيين وحقولهم جنوب نابلس إلا وتكون أيادي المستوطنين المتطرفين من مستوطنة "يتسهار" ملطخة فيه.
ويرصد مركز أبحاث الأراضي أن إنشاء مستوطنة "يتسهار" كان عام 1983 على حساب أراضي المزارعين الفلسطينيين التي صودرت من أجل إقامة المستوطنة الصهيونية، ومن ثم أخذت المستوطنة بالتوسع لتصادر عشرات الدونمات الزراعية من قرى بورين، وعصيرة القبلية، وعوريف، ومادما، وحوارة.
ولا تتوقف اعتداءات المستوطنين وإحراقهم للمحاصيل على منطقة جنوب نابلس؛ بل لجميع المناطق كما جرى في منطقة الخليل قبل أيام، متبعين في ذلك سياسة الأرض المحروقة، حسب وصف المزارعين الفلسطينيين.
وحسب غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، فإن اعتداءات المستوطنين لا تتوقف وتزداد جنوب نابلس، فيما يؤكد المزارع صلاح قادوس من بلدة بورين القريبة من مغتصبة "يتسهار" بأن المستوطنين يستغلوا موسم الحصاد لسرعة اشتعال النيران في القش، ومن ثم الانسحاب السريع إلى المستوطنة.
وأضاف قادوس:" لا يوجد ما يردع المستوطنين عن إعمالهم وإجرامهم فالجيش يحميهم والسلطة ملتزمة بحماية المستوطنين بحسب الاتفاقيات والتنسيق الأمني والضحية هم المزارعين".
من جانبها، تؤكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني منى منصور أن اعتداءات المستوطنين تتم بتشجيع من فتاوى حاخامات المستوطنين الحاقدة والعنصرية، وتواطؤ من الجيش الذي لا يتدخل إلا في حالة وجود خطر على المستوطنين.
وعن تمادي المستوطنين في اعتداءاتهم وتصاعدها، يقول المزارع حسن جميل من بلدة حواره: "المستوطنون لا رادع يمنعهم من مواصلة إجرامهم وعبثهم، ولو كانت المقاومة فعالة لما تجرؤا على الاعتداء على أي مزارع فلسطيني".