وفد من حركة انصار الدين في الجزائر لبحث الاوضاع في شمال مالي
الجزائر - صحف ( وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة ) ـ أفادت صحيفة الخبر الجزائرية أن السيد لعباسة أغ أنتا الله، قيادي في حركة ''أنصار الدين''، أعلن أن وفدا عن حركته ''يوجد في الجزائر لإجراء محادثات مع الحكومة الجزائرية''، وذلك كما أشار، بالموازاة مع المفاوضات التي يقوم بها وفد آخر في بوركينافاسو مع وسيط مجموعة الإكواس الرئيس بليز كومباوري.
و قال السيد أغ أنتا الله، في تصريح لوكالة ''فرانس بريس''، إنه ''من أجل تحقيق السلم يجب الذهاب إلى كل مكان، إننا نفكر للذهاب إلى موريتانيا وحتى إلى قطر إن تطلب الأمر''.
تعد هذه الزيارة السرية لتنظيم ''أنصار الدين'' التي لم تكشف عنها السلطات الجزائرية، الأولى من نوعها إلى الجزائر منذ نشوب الأزمة في شمال مالي عقب انقلاب 22 مارس الفارط، وتأتي عقب استقبال الجزائر، الأسبوع الماضي، الوزير الأول المالي الشيخ موديبو ديارا، الذي بحث مع نظيره الوزير الأول، أحمد أويحيى، الوضع في مالي. ويسعى وفد حركة ''أنصار الدين'' التي يرأسها إياد أغ غالي، من خلال هذه الزيارة للجزائر، إلى توضيح وجهة نظرها في أزمة مالي وحقيقة علاقاتها مع كل من حركة تحرير أزواد التي تطالب بالاستقلال عن مالي وكذا صلتها بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. كما لا يستبعد أن تطرح قضية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في غاو، وهي العملية التي تبنتها حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، حيث تطالب بفدية قدرها 15 مليون أورو نظير تحريرهم.
وذكر الوفد المفاوض في بوركينافاسو أن حركة ''أنصار الدين'' لها شرط واحد هو تطبيق الشريعة الإسلامية في مالي، ولا تدعو للاستقلال كما تسعى إليه حركة الأزواد، بحيث أكد الناطق باسم الحركة، لعباسة أغ أنتا الله، في رسالة من إياد أغ غالي سلمها إلى الرئيس البوركينابي بليز كومباوري، بأن ''الحركة لها شرط وحيد هو تطبيق الشريعة وأننا ضد مطلب الاستقلال''. وأوضح المتحدث أن ''أنصار الدين'' ليس لهم أي مشكل مع حركة الأزواد إن أرادوا الحضور معنا إلى بوركينافاسو، المهم بالنسبة إلينينا هو تطبيق الشريعة الإسلامية''. كما أفاد أن المفاوضات بين حركة ''أنصار الدين'' والأزواد ''متواصلة'' في مدينة غاو للوصول إلى اتفاق بين الجانبين، بعدما فشلت محاولات التقارب بينهما في اللقاءات السابقة.
في سياق متصل، ذكرت مصادر إعلامية موريتانية أن وفدا من حركة ''أنصار الدين'' المسيطرة على مناطق واسعة من إقليم أزواد، سيزور نواكشوط قريبا، وقال المصدر إن وفد الحركة سيصل نواكشوط قادما من بوركينافاسو، وهذه الزيارة الأولى لعناصر من حركة ''أنصار الدين'' لموريتانيا، حيث يتوقع أن يلتقي وفد الحركة ببعض المسؤولين الموريتانيين.
وما يلاحظ أن حركة ''أنصار الدين'' التي احتوت عسكريا حركة الأزواد، تسعى من وراء زيارات وفودها المكوكية إلى دول الميدان، الجزائر، موريتانيا والنيجر، إلى طرح نفسها مفاوضا رئيسيا في أي ترتيبات لحل الأزمة في مالي، من خلال تقديمها لمطلب الشريعة بدلا من مطلب الاستقلال الذي تطالب به حركة الأزواد والذي رفضه المجتمع الدولي جملة وتفصيلا.