-->

متهمة بمحاباتهم : حكومة "النهضة" تبدأ بمواجهة السلفيين بمساجد تونس لامتصاص الغضب الشعبي.


تونس/ تونس ( وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة ) صرح مصدر أمني تونسي بأن وزارة الداخلية أوقفت إمام مسجد بمحافظة جندوبة بمنطقة الشمال الغربي بتهمة التحريض على العنف ضد قوات الأمن، ويتزامن هذا مع إيقاف إمام جامع عن ألقاء الخطب بعد تصريحات تحرض على قتل فنانين اتهموا برسم صور مسيئة للمقدسات.

وقال الناطق باسم الوزراة خالد طروش في تصريح إذاعي إن إمام مسجد الرحمة بمحافظة جندوبة "200 كلم غرب العاصمة" في حالة إيقاف الآن بعد أن حرض في خطبة جمعة 15 حزيران-يونيو الجاري على ممارسة العنف ضد قوات الأمن.

ويأتي هذا الحادث بعد أيام قليلة من إيقاف إمام مسجد الزيتونة الشهير حسين العبيدي عن مهامه بعد انتشار تسجيل فيديو له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أهدر فيه دم أصحاب الرسوم المسيئة للمقدسات التي عرضت بقصر العبدلية وفجرت أحداث عنف خطيرة في عدد من المحافظات التونسية.

واعتبر علي اللافي المسؤول في وزارة الشؤون الدينية ان "التصريحات التي أدلى بها حسين العبيدي خلال صلاة الجمعة خطيرة وغير مسؤولة وغير ملزمة للوزارة ولن يتم السماح له مجددا بإمامة المصلين في جامع الزيتونة".

وفي أيار-مايو اثار العبيدي انتقادات واسعة بعد أن قال خلال حفل نظم بمناسبة إعادة التدريس في جامع الزيتونة وحضره راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم "أحيل الكلمة إلى.. الشيخ راشد الغنوشي رضي الله تعالى عنه".

وهذه أول مرة تتخذ فيها الوزارة، التي تتولى تسيير المساجد في تونس، قرارا بمنع خطيب من الإمامة.

وكانت وزارة الشؤون الدينية قد تعهدت بالتصدي إلى حالة الفلتان التي تجتاح أكثر من 400 مسجد في البلاد خارج سيطرتها. وقال طروش ستتم إحالة إمام مسجد الرحمة في جندوبة إلى العدالة.

وتعرضت جندوبة على امتداد الأسابيع الأخيرة إلى أحداث عنف متكررة على أيدي مجموعات سلفية أساسا وأخرى إجرامية.

وفي أيار-مايو هاجم سلفيون يطالبون بتطبيق أحكام الشريعة عددا من الحانات في المحافظة وحاولوا إحراق مراكز أمنية كما سعى عدد منهم إلى تطبيق أحكام الحد.

ويقول متابعون إن النهضة تريد أن تقول لخصومها إنها لا تحمي السلفيين والمتشددين الذين سطع نجمهم بمجرد سقوط نظام بن علي، كما أنها تحاول بهذه الاعتقالات المعزولة والمتفرقة امتصاص غضب شعبي بدا يتسع على صمتها المريب تجاه أحداث العنف وتهديد الحريات الخاصة والعامة التي ينفذها سلفيون.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *