إسلاميو الجزائر: ثورات الربيع العربي همشت قضية الصحراء الغربية وأبعدتها عن الأضواء
الجزائر(وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة) ـ نشرت جريدة الرائد الجزائرية تقرير عن مواقف الأحزاب و الشخصيات الإسلامية الجزائرية من قضية الصحراء الغربية تحت عنوان :ثورات الربيع العربي همشت القضية الصحراوية وأبعدتها عن الأضواء
إسلاميو الجزائر: توفر الديمقراطية يسهل تقرير مصير الشعب الصحراوي
ونقلت الصحيفة إجماع إسلاميو الجزائر، على ضرورة إجاد حل سريع لملف الصحراء الغربية، عبر استفتاء تقرير المصير، يكفل للصحراويين حق العيش الكريم في كنف دولتهم، خاصة وأن العالم العربي يعيش حراكا غير مسبوق، في سبيل بسط الديمقراطية والتحرر من الاستعباد وغطرسة الانظمة التي حكمته طيلة سنوات مثل مصر وتونس وليبيا، اضافة الى اليمن وسوريا.
وفي ظل ترقب ما يمكن أن يحدث في دول عربية أخرى من تغيرات وإمكانية أن تتحول المنطقة العربية إلى دول يحكمها إسلاميون في المستقبل، بقيت قضية الصحراء الغربية بعيدة عن الأضواء وتعاني التهميش لانشغال كثير من البلدان بمسألة الحفاظ على استقرارها ومصالحها داخليا وخارجيا، ويرى إسلاميو الجزائر أن القضية بحاجة إلى حل عاجل يضع حدا لمعاناة الشعب الصحراوي ويمنحه الحق في تقرير المصير استجابة لقاعدة "الحرية والديمقراطية" التي تطالب بها شعوب الدول العربية في حد ذاتها، وأجمعت أحزاب سياسية تنتمي إلى التيار الإسلامي أن القضية الصحراوية قضية هامة وأنه كلما اتجهت الشعوب العربية نحو الديمقراطية الحقيقية في أنظمتها، كلما انعكس ذلك إيجابا على القضية الصحراوية.
واستقرأت "الرائد" في السياق، آراء عدد من اطارات الاحزاب السياسية في الجزائر ذات التوجه الاسلامي.
وبدوره قال القيادي في جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف إن الشعب الصحراوي على غرار كل شعوب العالم من حقهم أن يؤسسوا دولتهم ويعيشوا بوطنهم، وأن جبهة العدالة والتنمية تدعو لحل عادل يرضي الأطراف الثلاثة المتمثلة في الجزائر والمغرب والبوليساريو، وأن حزبه يؤيد شعار الجامعة الصيفية للصحراويين في الجزائر لهذه السنة "دولة صحراوية مستقلة هي الحل" ويتمنى أن يتجسد الشعار على أرض الواقع عن طريق مساعدة دول الجوار التي لعبت دورا من القديم ولازالت تلعب دورا لحد الآن كي ينال الشعب الصحراوي حقوقه كاملة غير منقوصة، مضيفا أن الحل بالإضافة إلى كونه في يد أبناء الشعب الصحراوي فهو بحاجة أيضا لدعم دول الجوار المتمثلة في كل من تونس وموريطانيا، وبخصوص المغرب رأى ممثل جبهة العدالة والتنمية أنها تحاول ربح الوقت وتريد أن تعطل تحقيق المصير بكل الوسائل بعملها على تعثر المفاوضات المباشرة وغير المباشرة وتبحث عن حل يرضيها هي فقط بضرب عرض الحائط كل القوانين والأحكام الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان وتصر على محاربة الشعب الصحراوي وإبادته وتقتيله.
ومن جهته عبر البرلماني السابق والمكلف بالإعلام على مستوى حركة النهضة محمد حديبي عن تضامن حزبه مع الشعب الصحراوي وأن الحركة مع الموقف الذي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عن طريق الاستفتاء، واعتبر المتحدث في تصريحه لـ "يومية الرائد" أن الشعب الصحراوي ضحية مخطط دول غربية وعلى رأسها فرنسا التي لا تريد لهذا الملف أن يحل وينتهي من أجل ان لا تتوحد دول شمال إفريقيا كقوة سياسية واقتصادية بالمنطقة تصنع الفعل السياسي والجيوستراتيجي في المنطقة، والحل الوحيد لمعالجة القضية هو التوجه نحو تنظيم انتخابات حرة للفصل في قضية تقرير المصير.
ـ حمس : قضية الصحراء الغربية قضية عربية لم تحظ بالاهتمام
ومن جهته قال المكلف بالإعلام على مستوى حركة حمس كمال ميدة إن موقف الحركة من قضية الصحراء الغربية يتماشى مع تقرير مصير الصحراء الغربية وفق قرارات الأمم المتحدة، وأن الحل يكمن في تطبيق قرار الاستفتاء وترك الاختيار الحر للشعب الصحراوي، واعتبر ممثل حركة حمس أن القضية الصحراوية قضية عربية والدول العربية مسؤولة عنها إلا أنها لم تحظ بالاهتمام اللازم ولابد أن يحل هذا المشكل نهائيا بتطبيق اللوائح الأممية والوصول للاستقلال أو الوحدة.
ـ حزب الحرية والعدالة : الدول العربية لها حسابات تكتيكية تجعلها تتغاضى عن مشكلة الصحراء الغربية
اعتبر المكلف بالإعلام على مستوى حزب الحرية والعدالة مصطفى هميسي أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار قديم، وأن البلدان العربية لم تتعامل كما يجب من خلال الجامعة العربية التي اتخذت موقفا يتجاهل القضية الصحراوية نظرا لاختلاف المواقف بين كل من الجزائر والمغرب حول القضية واعتبار الاثنين ينتميان إلى الجامعة العربية، وأن المشكلة لا تحل حسبه إلا إذا احكتم الطرفان إلى قرار الأمم المتحدة الذي يلزم بعقد استفتاء في منطقة الصحراء الغربية، واعتبر ممثل جبهة الحرية والعدالة أن قيام المغرب بسحب الثقة من المبعوث الأممي كريستوفر روس أتى بدعم من دول أوروبية وأن هاته الدول وأطرافا دولية أخرى لو مارست ضغطا على المغرب لأقنعته بضرورة الالتزام بقرارات الأمم المتحدة.
ـ القيادي السلفي الهاشمي سحنوني :
قال القيادي والناشط في إطار التيار الإسلامي السلفي الشيخ الهاشمي سحنوني إن الشعب الصحراوي شعب واعٍّ وسيد يدرك اختياراته جيدا، مضيفا أنه حتى وإن كان التيار السلفي الإسلامي يفضل الوحدة وعدم التشتت في كافة الأحوال وينبذ التفرقة وأن الوحدة مفروضة في الإسلام، إلا أن خيار الاستقلال أو التبعية للمغرب يعود إلى الصحراويين أنفسهم، فلا يحق مصادرة حق الشعب الصحراوي في اختيار مصيره بنفسه، وانتقد الشيخ الهاشمي سحنوني الجامعة العربية بقوله إنها أثبتت أنها لا شيء ولم تستطع التحرك حتى في القضايا الأخرى التي طرحت عليها كالعراق وسوريا وماحدث سابقا في لبنان، وأنه في الوقت الحالي لا ينتظر حل من الجامعة العربية إزاء القضية، وأن الحل يكمن حاليا في منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن طريق دول الغرب الذين يملكون إمكانية فرض الحلول التي تناسبهم من خلال لجنة المينارسو، مضيفا أنه مادام هناك خلاف بين فرنسا وأمريكا حول القضية الصحراوية، لا يمكن للدول العربية التي وصفها بالضعيفة أن تجد حلولا لقضية الشعب الصحراوي ما دام ليس هناك اتفاق ما بين الدول الخمسة التي لها حق الفيتو.
وستكون الجامعة الصيفية لأطر الجمهورية الصحراوية بالجزائر، والتي تفتح اليوم فرصة لتسليط الضوء مجددا على القضية في زخم الثورات العربية وما يعيشه العالم العربي من تحولات، لإسماع الصحراويين لصوت ومعاناة الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة ودعوة أخرى للمجتمع الدولي للتحرك الفعال من أجل دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره أملا في أن يتحقق شعار الجامعة "دولة صحراوية مستقلة هي الحل".
من إعداد: نسيمة ورقلي/ جريدة الرائد الجزائرية.