-->

الأمين العام لوزارة الإعلام الصحراوية يتحدث عن اهداف الندوة التخصصية للاعلام الصحراوي

مخيمات اللاجئين الصحراويين (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) الإعلام سلاح فتاك أصبح الجميع يلاطفه تفاديا للصدام معه، و مطية ركبتها الكثير من الدول للدفاع عن مصالحها، كما يعتبر المدفعية الرئيسية للحرب الباردة في زمنا الحالي، و لما لهذه الوسيلة من تأثير بالغ في الإصلاح و التخريب على حد سواء سمي بالسلطة الرابعة.
من جهتها اهتمت الدولة الصحراوية منذ نشاتها بهذا الجانب فسارعت منذ البداية إلى تأسيس الإذاعة الوطنية و جريدة الصحراء الحرة و بعض النشريات الورقية لتحميل أفكارها و رد ادعاءات العدو و من اجل التحريض أيضا، لتتوالى المكاسب الإعلامية بعد ذلك باتحداث وكالة الأنباء الصحراوية و التلفزيون الوطني في مرحلة احتدم فيها وطيس الحرب الإعلامية بين جبهة البوليساريو و المملكة المغربية.
و من اجل الحفاظ على صيغ الخطاب الإعلامي الصحراوي و ترقيته دأبت وزارة الإعلام الصحراوية على عقد ندوات وطنية لوسائط الإعلام تقيم فيها برامج عملها و تقترح الخطط و السياسات الجديدة ، حتى تكون تلك الوسائط في مستوى التحديات التي تواجهها هذه المنظومة التي شهدت تطورا في الآونة الأخيرة بعد انضمام الكثير من الخبرات و الكفاءات المؤهلة لها.
الأمين العام لوزارة الإعلام بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، عبد الله، امبارك أسويلم هو ضيف الجريدة في هذا الأسبوع، حيث التقيناه ليحدثنا عن أهداف و آخر التحضيرات المتعلقة بهذه الندوة التخصصية لوسائل الإعلام الصحراوية و التي ستقام في الأيام المقبلة بإذن الله.
كلمة في البداية..
اشكر الأخوة العاملين بجريدة الصحراء الحرة على هذه الفرصة التي اتاحوني لتنوير الرأي العام الوطني حول أهداف و مرامي الندوة التخصصية للإعلام الوطني التي من المومع عقدها قبل نهية السنة الجارية.
ما هوالإطار الذي تندرج فيه هذه الندوة ؟
تندرج الندوة التخصصية للإعلام في سياق تنفيذ خطط و مشاريع وزارة الإعلام المتضمنة فبرنامج الحكومة الصحراوية لسنة 2012 المصادق عليه من طرف المجلس الوطني من جهة وللتهيئة من جهة اخرى لانطلاق موسم اعلامي جديد.
و أين وصلت التحضيرات المتعلقة بالندوة؟
انطلاقا من التعليمات و القرارات الصادرة عن مجلس تسيير وزارة الإعلام لشهر غشت تم تكوين لجنة تحضيرية برئاسة الأمين العام للوزارة بمعية لجان فرعية هي كالأتي:
ـ لجنة الخطاب الإعلامي و البرامج الخرائطية لوسائل الإعلام برئاسة الأخ حمدي ميارة
ـ لجنة الإدارة و التسيير برئاسة الأخ الخليل محمد لمين
ـ لجنة النظام الداخلي للمؤسسة .. الأنظمة الداخلية للمديريات، المهام، الصلاحيات و التخصصات .. برئاسة الأخ سيد احمد أحمد محمود.
ـ اللجنة التقنية برئاسة الأخ حمة الكنتي.
و كانت اللجنة التحضيرية قد اجتمعت يوم 27 سبتمبر من اجل تقييم برنامج عملها، أين قدمت اللجان الفرعية مشاريعها و اقتراحاتها ضمن وثائق و مسودات مشاريع قوانين و إجراءات أولية ستتحكم في مسارات العمل الإعلامي خلال الفترة القادمة بإذن الله.
ولو حاولنا أن نمر على محتوى تلك لوثائق بشكل موجز، فقد ركزت وثيقة لجنة الخطاب الإعلامي و البرامج على كيفية ترقية الخطاب الإعلامي من خطاب كلاسيكي إلى خطاب راق يشد انتباه المتلقي و يؤثر فيه من خلال استغلال كافة التقنيات الإعلامية المستخدمة في عالم اليوم، إضافة إلى اعتماد خرائط برامجية لكل الوسائط الإعلامية الرسمية ..الإذاعة، التلفزيون، الجريدة و الوكالة ..، كما اهتمت بطرق تناول الخبر في بساطاتها و عمقها.
و خلال الندوة سنحاول تحسيس الحضور بصعوبة إنتاج البرامج الإذاعية و التلفزيونية و عظمة المجهودات التي بذلت في سبيل إنجاحها حتى نضمن مشاركة و تعاون جهات وطنية من اجل النهوض بالمؤسسة الإعلامية.
أما لجنة الإدارة و التسيير فقد طرحت أمامها جملة من الأهداف التي يجب تحقيقها خلال المرحلة القادمة كضرورة التسيير العقلاني للموارد البشرية و المادية و تنفيذ البرامج الكاملة الموكلة لكل وسيط إعلامي على حدة، و خلال تقييمها لنسبة تحقيق هذه المرامي في إدارة المؤسسة الإعلامية، توقفت اللجنة على أننا ما زلنا لم نرق بعد إلى المستوى المطلوب، لهذا اقترحت مجموعة من الأساليب، الاستنتاجات و الرؤى كنموذج مقدم للندوة من اجل تطوير تقنيات الإدارة في وزارة الإعلام.
لجنة النظم الداخلية من جهتها قدمت وثيقة قانونية تحدد المهام و الصلاحيات المرتبطة بالاداة و والهياكل والهيئات، كما ركزت على الآليات التي تربط بين كل الحلقات الإدارية و التسييرية داخل الوزارة ، صيغ العمل، و رسم حدود الوظائف التخصصية في محاولة أولية لقوننة و تشريع العمل الإعلامي داخل وزارة الإعلام.
نقطة أخرى تتعلق بحقوق العمال و واجباتهم: الترخيص، موضوع الكفالة في وزارة الإعلام أو الإعفاء بالمفهوم العام، مدة الاستيداع، الانتداب و التنقل أو حركية الموظفين داخل الوزارة ، إضافة إلى مجموعة أخرى من القضايا المرتبطة بالعمال ستحاول اللجنة النظر فيها و ترقيتها بالكيفيات الملائمة مع ظروف العمل داخل المؤسسة الإعلامية.
أما بالنسبة للجنة التقنية فإنها مكلفة بإعداد اللوائح الكاملة للمشاركين و المدعوين، الشعار و كافة الجوانب التقنية مثل تالهيئة المادية للندوة، الاستقبال، مكان انعقادها، جدول أعمالها و ترتيب فقراتها وكذا كل الجوانب اللوجستية بشكل عام.
إن كل التحضيرات تسير على قدم و ساق، الوثائق تم الانتهاء من الكثير منها و لم يبق سوى بعض الروتوشات التي ستعمل اللجان على استكمالها في اجالها المحددة حتى تتمكن من تقديم وثائقها في شكلها النهائي بعد تمحيصها و تنقيحها.
و ما الهدف من عقد مثل هذه الندوات؟ 
تهدف الندوة التخصصية بالدرجة الأولى إلى ترقية أساليب الخطاب الإعلامي و تقنينه داخل المؤسسة الإعلامية، كما نرمي من وراء إقامتنا لهذا الحدث إلى إيصال رسالة عاجلة إلى كل المؤسسات و الجهات الوطنية و الأطر الفاعلة مفادها أن المنظومة الإعلامية الصحراوية ما تزال المساعد الأول على انجاز برنامج العمل الوطني الصادر عن المؤتمر الثالث عشر للجبهة و بالتالي فهي في أمس الحاجة إلى الشراكة المستدامة مع كل القطاعات التي أولاها المؤتمر أولوية و اهتماما خاص كالجيش، الانتفاضة، الثقافة، التعليم و الصحة.
و بالتالي فان بالتعاون مع المؤسسات المشرفة على المحاور الكبرى لبرنامج الحكومة الصحراوية سيأتي بثمار كبيرة من خلال إبرازها و التحسيس بها عبر وسائل الإعلام في برامج إذاعية و تلفزيونية تهتم مثلا بترقية الجيش، الحفاظ على تاريخه و أمجاده، و أخرى تروم صيانة الهوية الصحراوية و برامج ثانية تهتم بالتحسيس بأهمية الحياة الصحية داخل المخيم.
لهذا فان المؤسسة الإعلامية تفتح ذراعيها أمام كافة المؤسسات الوطنية من اجل تسويق سياساتها عبر الخطاب الإعلامي بإدراج برامج تلفزيونية و إذاعية تقدم مواضيع ذات صلة بمجال اختصاص تلك المؤسسات وأهدافها، باعتبار أن القنوات الإعلامية الصحراوية أصبحت اليوم أنجع أسلوب لبث الإشهار، ما دامت التلفزيون مثلا لا تعترف بالحدود و تدخل كل البيوت سواء في مخيمات العزة و الكرامة أو على مستوى الأرض المحتلة.
و قد قطعنا خطوة لا باس بها في هذا المجال من خلال توقيعنا على بروتوكول اتفاق مع وزارة الأرض المحتلة و الجاليات و الريف الوطني عقب نقاش موسع حصل على مستوى أطقم الوزارتين، كما اننا بصدد توقيع بروتوكول اتفاق آخر في آونة الندوة بإذن الله مع وزارة الثقافة، و في نفس الاتجاه نسعى إلى تحقيق شراكة أخرى مع وزارة التعليم، الصحة و الشباب و الرياضة.
وما المغزى من تحديد المشاركين في هذه الندوة ..هيئات التحرير و الأقسام التخصصية..؟
إن نوعية المشاركين و عددهم يتم تحديده من لدن اللجنة التقنية و يصادق على اللائحة النهائية مجلس التسيير، لكن لا اعتقد أن جميع موظفي الوزارة سيتمكنون من المشاركة، وفي المقابل سنحرص أن يمر عمل اللجان التحضيرية بكل المديريات من اجل الإثراء و النقاش، حتى نتوصل بمساهمات و اقتراحات كل الصحفيين في شتى المواضيع المطروقة، كما سنحاول قدر ما أمكن أن يشارك اكبر عدد ممكن من اطر الوزارة بإذن الله .
هل ترى أن الندوة السابقة أتت أكلها، أم أن نتائجها كانت مثل ما يعتقد البعض مجرد حبر على ورق؟
بالنسبة للندوات التي أقيمت في السنوات الفارطة كانت مواضيعها في الكثير من الميادين التي تعدت مجال الإعلام، وقد أفضت الى نتائج ايجابية و ملموسة، أما عن الندوات التخصصية في ميدان الإعلام فلم نعقد سوى واحدة سنة 2004 ، تركت انطباعا ايجابيا و نتائج مرضية وخلقت دفعا نوعيا في مجال التسيير داخل المنظومة الإعلامية.
و لكن في الآونة الأخيرة و للأسف الشديد لم نتوفق في إقامة أية ندوة تخصصية من هذا النوع و يبقى أملنا كبيرا في أن تحقق ندوة 2012 قفزة نوعية لا من حيث ترقية الخطاب الإعلامي أو في جانب تطوير الإدارة و أساليب التسيير و إنما أيضا من خلال توطيد العلاقة بين الصحفي و إدارته من جهة و بين وزارة الإعلام و شركائها من الجهات و المؤسسات الوطنية من جهة أخرى.
كيف تتم كافة العمليات التسييرية و الإدارية داخل وزارة الإعلام الصحراوية؟ 
إن من ابرز الرسائل التي نريد إيصالها عبر الندوة التخصصية لوسائل الإعلام الصحراوية للرأي العام الوطني أن طبيعة عملنا داخل المنظومة الإعلامية جماعي و أن الخطاب الإعلامي يعالج من طرف المجلس الوظيفي الذي يتكون من الوزير، الأمين العام، المدراء المركزيون أو الوظيفيون.. التلفزيون، الإذاعة، الجريدة، الوكالة، الارشيف الإعلامي، التوجيه، الإعلام الجواري .. بحيث يعكف هذا المجلس كل يوم سبت من كل أسبوع على مناقشة الرسالة الإعلامية بتحديد معالمها الكبرى، نقاط المتابعة و طريقة معالجة كل حدث حسب الأهمية و الأولوية، كما يتلقى المجلس تقريرا أسبوعيا خاصا بشان اداء تلك الوسائط، صادر عن مديرية التوجيه الإعلامي يتضمن تقييم عمل الأسبوع المنصرم انطلاقا من نقاط متابعة الأسبوع المنصرم، ما الذي أنجز و ما الذي لم ينجز على مستوى كل وسيط إعلامي.
أما عن الجانب التسييري، فلنا هيئة أخرى تجتمع كل احد من كل أسبوع .. الأمانة العامة... ، يرأسها الأمين العام للوزارة بمعية المدراء الفرعيين و يتضمن جدول أعمالها ملخصا عن اجتماع المجلس الوظيفي و تناقش الأمور التسييرية الخاصة بالعمل داخل المنظومة الإعلامية من وسائل عمل، مهام، تغطيات، خدمات و كل الجوانب اللوجستية التي تضمن سلاسة العمل الإعلامي داخل المؤسسة، بما يضمن الراحة و الطمأنينة للصحفي .. السكن، التغذية، وسائل العمل التقنية و المادية و الانترنت .. حتى يتمكن العامل من أداء عمله على أكمل وجه و في ظروف جيدة و ممتازة.
فالعلاقة التي تربط بين العمال و الإدارة متينة و مبنية على مجموعة من الإجراءات الصادرة إما عن قانون الأفراد أو نظام داخلي سابق أو من خلال إجراءات و قوانين صادرة من مجلس التسيير، مما يعني أن العشوائية ناذرة في اتخاذ قراراتنا، لأننا نعتمد جدا مجموعة من الإجراءات و القوانين في تسييرنا و في تنظيم علاقاتنا الداخلية مع الموظفين و حتى مع الشركاء.
ما هي ابرز المحاور التي ستركز عليها وزارة الإعلام في بناء خطتها الإعلامية لهذه السنة؟
بطبيعة الحال الهدف الأسمى و الأكبر الذي نهدف دوما إلى تحقيقه يتمثل في فك الحصار الإعلامي على أهالينا في الأراضي المحتلة، بنقل معاناة جماهيرها وما يتعرضون له من قمع، تنكيل و تعذيب تحت وطأة الاحتلال و فضح مخططات العدو الخسيسة التي تروم ابتلاع الوطن و مغربة الصحراويين الأحرار، إضافة إلى نقل كل الأحداث و الأخبار الوطنية في مخيمات العزة و الكرامة و على مستوى العالم الخارجي.
و لكن في هذه السنة ستركز وزارة الإعلام كثيرا على تحقيق بعض الأهداف كمحاور لها أولويتها في البرنامج السنوي كبناء الإدارة و تقويتها من اجل ضبط و تسيير الموارد البشرية و المادية و لضمان انجاز كافة البرنامج بشكل واضع و ملموس، كما أننا سنسعى إلى تأهيل إعلام جواري قوي يعزز دور و مكانة الإعلام في الداخل، بحيث يواكب بناء المؤسسات الصحراوية و يكون الناقل المباشر لانشغالات و هموم المواطنين الصحراويين في مختلف الميادين المرتبطة بحياتهم اليومية. إضافة إلى محاولة إشراك بعض الجهات التي لها سياساتها تجاه المواطنين و تريد تسويقها و تمريرها عبر وسائل الإعلام الصحراوية بصيغة حديثة كبروتوكول تعاون يوقع بين الوزارتين المعنيتين حتى تصبح المحاسبة و التقييم تتم من خلال هذا البروتوكول، كما سنحاول صقل مواهب الصحفيين من خلال التكوين و إعادة التكوين و استقطاب اكبر عدد ممكن من الكفاءات و الخريجين في ميدان الإعلام.
هل بنيت هذه الأهداف و الخطط على دراسة معمقة لطبيعة وسائل الإعلام المضاد، أم أنها تصب في برنامج قار يستند لاعتبارات أخرى؟
بالنسبة للإعلام المخزني الذي يوجه و يبنى من طرف إدارة الاستخبارات المغربية و لا يعتمد بتاتا على جهته الوصية أي وزارة الإعلام المغربية، فإننا نعرفه كما يعرفه المواطن العربي بشكل عام، كما نعرف جيدا انه لا وجود لحرية التعبير في الملكة المغربية، و هذا ما ظهر جليا من خلال القرار الذي اتخذ في حق علي لمرابط و صحفي جريدة المساء و الكثير من الصحفيين الذين تم تكميم أفواههم لأنهم طالبوا جهارا بنشر الحقيقة داخل المجتمع المغربي.
و ما يعاب كذلك على الصحافة المغربية المستقلة أنها ما زالت تتناول الموضوع الصحراوي بالمنظور الرسمي للنظام الغازي و ليس من باب الصحافة الحرة التي من المفروض أن تحمل رسالة الإصلاح و التنوير شانها في ذلك شان صحافة العالم انطلاقا من أن موضوع الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار مسجلة لدى الأمم المتحدة.
أما بالنسبة لوزارة الإعلام الصحراوية فلها مديرية مركزية تختص بمتابعة كل الوسائل الإعلامية الدولية التي تتناول القضية الصحراوية .. مسموع، مرئي و مكتوب .. بما في ذلك الإعلام المغربي الذي نركز عليه كثيرا خاصة في تناوله للمواضيع المتعلقة بالصحراء الغربية و طرق كيفيات و زوايا معالجاته، فأحيانا نسارع إلى الرد عليها بأساليبنا الخاصة و في بعض الأحيان تطالعنا الصحافة المغربية بتناول أمور لا تستحق الرد عليها.
كيف تقيم واقع المنظومة الإعلامية الصحراوية في وقتنا الراهن؟
خلال السنوات الماضية حاولنا ما أمكن أن نكون إعلاما متكاملا .. سمعي بصري، سمعي و مكتوب، مع تكاملية ملموسة على مستوى التسيير من خلال الارشيف الإعلامي التخصصي الذي يحوي المادة الصوتية و المرئية و المكتوبة كجريدة الصحراء الحرة التي نتوفر على كل أعدادهـا، فأي باحث أو صحفي يريد إعداد برنامج يمكنه الاعتماد على مديرية الارشيف و ما لديها من مادة إعلامية متنوعة من خطابات، برامج، أحداث و حتى كتب عن القضية الوطنية.
لا بد من التكامل بين هذه الوسائط إذ لا بد لوكالة الأنباء أن تلعب دورا بارزا حتى تصبح المصدر الأول للخبر بالنسبة لوسائل إعلامنا، ولا بد من أن تلعب التلفزيون دورها الريادي في سرعة بث الصورة في وقتها حتى تكون مكملة لصوت الإذاعة التي تبث في الفترة المسائية على ترددات التلفزيون، كما نعمل جاهدين على أن تتمكن وكالة الأنباء من تمرير شريط أخبارها الموجز في أسفل شاشة التلفزيون.
أما مديرية التوجيه الإعلامي فهي نمط آخر من التكامل الوظيفي بين وسائطنا الإعلامية بحيث ترصد كل ما تناولته الصحافة الدولية و صحافة العدو خاصة عن القضية الوطنية، أما قسم الرقابة فيها فيهتم بمراقبة الأداء المهني، و كيفيات معالجات الخطاب الإعلامي شكلا و مضمونا، كما نتدارس إمكانية إعداد دراسة مستقبلية حول نسبة تأثير برامجنا الإعلامية في أوساط الفئات المستهدفة، مشروع تشرف عليه مديرية التوجيه الإعلامي بالتعاون مع بعض الجهات الأخرى كالمناضلين في الأرض المحتلة مثلا.
إن من اكبر المكاسب التي حققناها في السنوات الأخيرة أن أصبح لنا تلفزيون وطني يبث على المستوى الأرضي و الفضائي، يدخل مساءا وصباحا كل البيوت الصحراوية سواء في مخيمات اللجوء و في الأرض المحتلة.
لقد أقحمتنا التكنولوجيا في عالم تزدحم فيه آلاف القنوات الفضائية و الإذاعية و المواقع الالكترونية على شبكة المعلومات الدولية، أين أصبحت للصورة مكانة كبيرة في الإقناع وباتت السرعة و السيولة عاملا آخر للفت الانتباه و شده، و تصارع الجميع من اجل السبق الصحفي بافتناء احدث التجهيزات الالكترونية و التقنيات الحديثة المساعدة على ذلك، و من هذا المنطلق أصبح من الضروري جدا على المنظومة الإعلامية الصحراوية أن تواكب هذا التطور من خلال جلب الكفاءات و القدرات العلمية المختصة في كافة الجوانب التقنية خاصة.
لهذا هناك الكثير من التحديات التي تواجهنا و التي سنحاول بإذن الله مواكبتها في حينها مع العلم أن إمكانياتنا المادية جد متواضعة، نعمل على ارض اللجوء، في ظل دولة في طور البناء المؤسساتي، و نعتمد كثيرا على ما نتلقاه من مساعدات إنسانية من لدن متعاونين و منظمات صديقة خاصة في التكوين و توفير الإمكانيات المادية اللازمة، بالرغم من أننا نملك ما لا يملكه غيرنا .. التصميم و الإرادة .. و هما ابرز الشيم التي يتمتع بها الصحفي و المهندس الصحراوي في وزارة الإعلام.
هل من تاكيدات عن خبر الحركية التي ستقام على مستوى المدراء المركزيين بوزارة الإعلام؟
إن موضوع الحركية الداخلية على مستوى المدراء المركزيين لا يعنيني بتاتا و إنما يتحكم في ملفه من هو اكبر سلطة مني، و لكن ما استنتجته في المدة الأخيرة خاصة عقب انعقاد المؤتمر الأخير، انه تم تشكيل الحكومة، تلتها حركيةفي وزارة الدفاع الوطني فالخارجية، و أنا على يقين أن الحركية القادمة ستستهدف وزارة أخرى و من المحتمل جدا أن تكون وزارة الإعلام.
هناك من يعتقد أن الإعلام المستقل أصبح أكثر متابعة و جماهيرية من باقي وسائل الإعلام الرسمية، ما ردكم؟
بالنسبة لي لا يوجد إعلام رسمي و أخر مستقل و إنما نحن إعلام وطني مقاوم، يخدم الشعب الصحراوي و قضيته الوطنية، هدفه الأساسي تحرير الوطن باستعمال القلم ونقل صورة و واقع الشعب الصحراوي إلى العالم الخارجي.
فعلى مستوى المنظومة الإعلامية الصحراوية ينقسم الإعلام إلى صنفين مركزي و جواري من المفروض أن ينتقد و يتناول انشغالات المواطنين و ينقل همومهم بكل صراحة و شفافية و يستهدف المؤسسات من اجل العلاج، ليصبح بشكل أو بآخر سلطة رابعة في المحيط الذي ينشط فيه.
فالمفهوم الإداري و القانوني الذي نعمل به في مؤسستنا لا يوجد فيه إعلام رسمي و أخر مستقل، لا نتوفر على أي معلومة تفيد أن هناك جريدة أو إذاعة مستقلة في مخيماتنا باستثناء الإعلام التابع للمنظمات الجماهيرية .. اتحاد النساء 8 مارس، اتحاد العمال 20 أكتوبر، اتحاد الشبيبة 10 ماي، الجيش مجلة الخنكة و 20 ماي اللسان المركزي للجبهة الشعبية..، أما غير ذلك فلا يمكنني الحديث عنه لأنه غير مرخص من وزارة الإعلام ، و ما تعنيه بسؤالك هي تلك المواقع الالكترونية الناشطة حاليا على شبكة المعلومات الدولية، و التي منها من ينشط في تحريرها مناضلون صحراويون معروفون، بينما أخرى تابعة للمخابرات المغربية و مواقع ثانية لا ندري من يقف وراءها.
أما على مستوى المعالجات الاخري فان وزارة الإعلام قد وفرت لذلك الإعلام الجواري، حتى الجبهة الشعبية من جهتها قد وفرت فضاءات فسيحة للنقد كالندوات، الملتقيات و المؤتمرات الذي تعالج فيه جميع القضايا التسييرية و الإدارية بشكل ديمقراطي و ليس بالأسلوب الفوضوي الذي يهدف إلى نشر هذه الأمور بشكل واسع حتى تصبح في متناول العدو فيستفيد منها.
و من خلال صفحات جريدتكم أقدم نداءا إلى كافة الأقلام و الصحفيين الصحراويين و المتتبعين و المثقفين أن يساهموا في إثراء البرامج الإخبارية و التحليلية في الإذاعة و التلفزيون أو بالكتابة لجريدة الصحراء الحرة و الصحف الدولية كالقدس العربي، الحياة اللندنية ... و لما لا تكون هناك معارك يومية مع الكتاب المغاربة و الصحافة المغربية بشكل خاص.
كما أريد أن الفت الانتباه إمن جديد على أن العدو ما زال واحدا و أن الاحتلال ما زال جاثما على الأرض، و ما دام الأمر كذلك فمن المفروض أن نتوجه جميعا بكل ما أوتينا من قوة لمناهضة ذلك الاستعمار.
يرى البعض أن الفوارق الحاصلة على مستوى رواتب الموظفين في وزارة الإعلام سببت نفورا من الانتساب لببعض الوسائط الإعلامية، فما ردكم؟
نحن كوزارة لا نعمل بالرواتب بل نستفيد كما تستفيد باقي المؤسسات الوطنية، أما بخصوص الفرق الحاصل بن مؤسستنا و المؤسسات الوطنية الاخري في الرواتب، فليس الامر سوى علاوة تمنحها الدولة لجهة معينة في آجال معروفة و لأسباب و أغراض معينة.
فعلى مستوى تقسيم مديرية الأفراد فان لكل عامل أجر قاعدي، إضافة إلى سنوات الاقدمية مثلنا في ذلك كمثل أي وزارة صحراوية أخرى، بينما يبقى الفرق حاصلا فقط على مستوى العلاوة التي قسمناها و صنفناها حسب طبيعة العمل الوظيفي للعامل داخل المؤسسة الإعلامية.
أما الفروق الحاصلة في الرواتب على مستوى وزارة الإعلام فهو ليس إلا حافزا كي نجعل الصحفي يعمل بجد في مديرية التلفزيون الوطني بحكم انه ميدان جديد و صعب، يتطلب الكثير من الإمكانيات المادية.
و الآن فان لجنة الإدارة و التسيير في الندوة مطالبة بمراجعة وثيقة الاستفادة ليس للتقليص و إنما كمحاولة للارتقاء بمستوى العلاوة التي تعطى لكافة الوسائط الأخرى بشرط أن يبقى الفارق موجودا بينها و بين مؤسسة التلفزيون الوطنية كإستراتيجية لها الأولوية في الدعم و التقوية.
ماذا تعني لك الوسائط الإعلامية التالية؟
الإذاعة الوطنية؟

أم الوسائط الإعلامية.
التلفزيون الوطني؟
مولود جديد .. بالتنا نتعاونو أعليه كاملين إلين نبنوه..

.وكالة الأنباء الصحراوية؟
المصدر الرسمي للخبر الصحراوي.

جريدة الصحراء الحرة؟
..خيمة النخبة الصحراوية..

كلمة في الأخير..
اشكر كافة الوسائط الإعلامية فما فيها من صحفيين و تقنيين و إداريين على ما يبذلونه من مجهودات جبارة في سبيل إيصال كلمة الشعب الصحراوي إلى ابعد الحدود، كما أهنئهم على صبرهم و جلدهم في وجه الصعوبات و العراقيل التي تواجه عملهم اليومي داخل المؤسسة الإعلامية ، و بهذا العمل يجب أن يعرف كل صحفي صحراوي أن الدولة الصحراوية قد شرفته من خلال توليها إياه رسالتها و خطابها الإعلامي، لهذا يجب على الصحفيين اغتنام الفرصة قبل فواتها لان وزارة الإعلام كانت و لا تزال مدرسة للتكوين و تخريج الأطر قبل أن تكون مصدرا للكسب المادي، كما أنها فرصة جليلة لم تعط مثيلتها لشرائح شبانية صحراوية في الكثير من الجهات الوطنية الأخرى .
المصدر : اسبوعية الصحراء الحرة

Contact Form

Name

Email *

Message *