-->

حرب الصحراء الغربية و الرهان الأمريكي بين المغرب وجبهة البوليساريو

نيويورك (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) تحولت الساحة الأمريكية في الفترة الأخيرة ّإلى ميدان حرب و مناوشات حقوقية و إعلامية شرسة بين طرفي نزاع الصحراء الغربية، المغرب و جبهة الوليساريو ظهرت حدتها مع سحب المغرب لثقته من المبعوث الخاص للأمم المتحدة كريستوفر روس و كذا مع الزيارة التي قام بها مركز روبرت كينيدي للعدالة و حقوق الانسان للمنطقة والمقرر الخاص حول التعذيب حيث رسم صورة سوداء عن أوضاع حقوق الانسان هناك وسلم رسالة متضمنة لملاحظاته الأولية للكونغرس الأمريكي الذي دفع في اتجاه تبني الخارجية الأمريكية لخطوطه العريضة في تقريرها حول حقوق الانسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية و الذي رفعته الأسبوع الماضي للكونغرس والذي شكل انتكاسة حقيقية لدبلوماسية الرباط.
و فسر التقرير على أنه الأسوأ على الاطلاق في تاريخ تعاطي الولايات المتحدة الأمريكية مع النزاع الصحراوي و قد يكون بالتالي مقدمة لتوجه في اتجاه الخضوع في اتجاه إقرار آلية أممية لحقوق الانسان بالمنطقة مما يعني مباشرة ضرب الاطماع المغربية في الصحراء الغربية.
وهو ما يفتح المجال أمام الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو" وأنصارها بالمنطقة من أجل التحرك بحرية و رص صفوفها و حشد المزيد من الأنصار لمشروعها التحرري بمباركة أممية .
البوليساريو فطنت منذ فترة لأهمية الرهان على الوسط الأمريكي و بدأت التنسيق و العمل من أجل نقل تجربتها في اسبانيا صوب الولايات المتحدة الأمريكية وتعود قوة البوليساريو في أمريكا مستمدة من قوة و تمكن ممثليها سواء في واشنطن العاصمة أو نيويورك حيث دهاليز الأمم المتحدة .فممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة البخاري احمد يعتبر من أحنك قيادات البوليساريو في العمل الدبلوماسي و من أكثرها إلماما بالتفاصيل الدقيقة للنزاع منذ لحظاته الأولى حيث حضر وهو في عز الشباب كمحامي إلى مرافعات المغرب و اسبانيا و موريتانيا حول الصحراء الغربية و مطالبهم جميعا بضمها أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي .
و هو اليوم يشغل أكثر المناصب حساسية بالنسبة للبوليساريو اضافة إلى كونه إلى جانب الراحل المحفوظ علي بيبا من كبار مدبري المفاوضات بالنسبة للجبهة .

الرجل القوي الآخر الذي يتولى مهام اللوبينغ للجبهة هو القيادي ابن مدينة العيون مولود سعيد الذي يعتبر صاحب جل الانجازات التي حققتها الجبهة هناك بحيث قضى ما يقارب 30 سنة من العمل في واشنطن ممثلا للبوليساريو و لعل ثمار  عمله بدأت تظهر الآن حيث يعتبر أول وسيط بين الكوديسا و مركز كينيدي لحقوق الانسان اضافة إلى استطاعته تكوين لوبي من أعضاء الكونغرس من الأصول الافريقية يحركهم وفق ما تشتهيه الجبهة بين الفينة و الأخرى .
مولود سعيد رقي في التعديلات الأخيرة التي قام بها محمد عبد العزيز  و أصبح وزيرا مسؤولا عن آسيا و هو ما يفسر على أنه محاولة من الجبهة لتخفيف الحمل عن رجل أعطى الكثير و يعاني من مرض مزمن يتطلب الكثير من الراحة و جلسات العلاج التي لا يمكن أن يتفرغ لها و هو في واشنطن 

Contact Form

Name

Email *

Message *