توديع زعيم العدل والإحسان في جنازة فاقت جنازة الحسن الثاني وسط غياب للقصر وبنكيران
الرباط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) شيع أكثر من مائة ألف مغربي
ظهر يوم الجمعة جثمان زعيم جماعة العدل والإحسان المحظورة الشيخ عبد السلام ياسين الى
مقبرة الشهداء في العاصمة الرباط، وذلك في جنازة ضخمة ضاهت جنازة الملك الحسن
الثاني بكل المقاييس وتبرز مدى حضور الرجل في المشهد السياسي والديني للبلاد.
وتمت صلاة الجنازة على الشيخ في مسجد السنة في قلب العاصمة وبعدها جرت عملية
التشييع نحو مقبرة الشهداء بحضور عدد من الزعماء السياسيين من اليسار واليمين والحركات
الإسلامية ووفد أجنبية وفي غياب أي ممثل عن المؤسسة الملكية بينما حضر وزير العدل والحريات
مصطفى الرميد. وكانت هناط تساؤلات حول مدى حضور أو غياب القصر، لكن عدم إرساله لأي
رسالة تعزية كان مؤشرا على عدم حضور الجنازة.
وجرت مراسيم تشييع الجنازة في هدوء تام حيث لوحظ التنظيم القوي للجنازة من طرف
أفراد التنظيم، وحضر الأمن بكثافة في الشوارع الجانبية لمسيرة الجنازة. وتوافد أنصار وأعضاء التنظيم من
مختلف المدن المغربية ومن الدول الأوروبية والعربية للمشاركة في الجنازة. وقام محمد
العبادي عضو مجلس الإرشاد بتأبين الشيخ عبد السلام ياسين مشددا على وصاياه، ومعتبرا
إياه رجل لكل أمة الإسلام.
ولم يتردد البعض في مقارنة هذه الجنازة بالجنازات الكبرى التي شهدها المغرب
خلال السنوات العقدين الأخيرين وأبرزها جنازة قائد الاتحاد الاشتراكي عبد الرحيم بوعبيد
والملك الراحل الحسن الثاني. وتؤكد مصادر من العدل والإحسان أن الرقم الأولي يشير الى
أكثر من مائة ألف وربما سيكون أكثر بكثير ثلاث مرات ويجب انتظار جمع أرقام مراقبي الجماعة
ومشاهدة أشرطة الفيديو، ويؤكد هذ المصدر أن الرقم لا يعني الكثير بقدر ما أن الحضور
القوي يبرز محبة الناس للشيخ.
وكان الشيخ عبد السلام ياسين
قد توفي يوم الخميس صباحا بسبب نزلة برد شديدة، وكان متقدما في السن حيث أكد البيان
الذي نعته فيه الجماعة أنه يبلغ من العمر 87 سنة.