رئيس حكومة فرنسا في المغرب والأجندة: الصحراء الغربية والعلاقات الاقتصادية
الرباط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) بدأ
رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك أيرلوت يوم الأربعاء زيارة رسمية الى
المغرب تمتد الى يوم الخميس. ويرى المغرب في الزيارة نوع من التهدئة لتحفظ المغرب على الزيارة
التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند الى الجزائر الأسبوع المقبل
علاوة على تعزيز العلاقات الاقتصادية وكذلك بحث النزاع القائم في الصحراء الغربية بسبب الاحتلال المغربي.
وتؤكد
رئاسة الحكومة الفرنسية أن زيارة أيرلوت ولقاءه بالمسؤولين المغاربة وعلى
رأسهم الملك محمد السادس ورئيس الحكومة عبد الإلاه ابن كيران تأتي "للدفع
قدما بالعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين". واعتبرت جريدة لوفيغارو أن
هذه الزيارة تشكل متنفسا لرئيس الحكومة الفرنسية للهروب من الكثير من
المشاكل الداخلية بعدما تراجعت شعبيته.
ومن
جانبها، خصصت جريدة لوموند الفرنسية مقالا موسعا في ملحقها "جيوسياسي"
السبت الماضي تؤكد أن فرانسوا هولند حرص على زيارة أيرلوت الى المغرب
للتخفيف من تاثير زيارته الى الجزائر يوم 19 و20 ديمسبر الجاري. مشيرة في
الوقت نفسه الى أن جميع الرؤساء الفرنسيين اعتادوا زيارة المغرب كأول وجهة
في منطقة المغرب العربي إلا أن هولند كسر هذا التقليد واختار الجزائر.
وفي
الاتجاه نفسه، كتبت جريدة ليبراسيون اليوم أن الدبلوماسية الفرنسية تحترص
كثيرا على الاستمرار في إضفاء "العلاقات الخاصة مع المغرب" تفاديا لخرق
التوازن الذي تحرص عليه دائما في تعاطيها مع المغرب والجزائر.
وسيعالج
أيرلوت في زيارته عدد من القضايات ذات الاهتمام المشترك مثل العلاقات
الاقتصادية والتنسيق الدبلوماسي الذي من ضمن عناوينه الكبرى مؤتمر مراكش
لأصدقاء سوريا، كما يرغب المغرب في معرفة مدى استمرار فرنسا في دعم مقترح
المغرب بالحكم الذاتي في الصحراء الغربية بعد وصول الاشتراكيين الى الحكم وفشل تمرير هذا المقترح عبر الامم المتحدة. كما سيقوم بالمشاركة
في تدشين ترامواي الدار البيضاء الذي أنجزته شركة ألستروم.
في
الوقت ذاته، تعتبر زيارة أيرلوت هي ثان زيارة لمسؤول أوروبي رفيع المستوى
من حجم رئيس الحكومة بعد زيارة رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي خلال
الصيف الماضي. والمثير أنه خلال السنة الأخيرة، لم يشهد المغرب زيارات
لمسؤولين أوروبيين كبار.