مسئولون متهمون بإهدار حقوق الإنسان وحقوق البيئة بكوم إمبو
مسئولون متهمون
بإهدار حقوق الإنسان وحقوق البيئة بكوم إمبو
شركة دانة بتروليم قامت بالتفجيرات للتنقيب عن الغاز
فأغرقت قرية فارس بالمياه الجوفية
تحقيق إستقصائي: مها
البديني ـ مديرة مكتب وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة بالقاهرة ـ
لن تكون
النهاية:
فى قرية
فارس: التابعة لمركز كوم إمبو بمحافظة أسوان والقابعة غرب النيل حيث المناظر
الطبيعية الساحرة ,كان الأموات يستنجدون
من أماكن إسترحتهم بعدأن ظهرت عظامهم وروائحهم فقد غمرتهم المياه الجوفية,
فى الأمام قليلا ,
ترك "عيد حامد" منزله بعد أن زاحمتها المياه, وفى الوجه المقابل له وقفت
الحاجة "صباح"ذات الستين عاما حزينة ومتحسرة قائله" لا أحد يتحدث
عنا , حوائط المنازل تهدمت فوق رؤوسنا"
كان يجوب حولي
أطفال المنزل وهم تعسون من الروائح القادمة من بحيرة المياه خلف المنزل الطيني
"وفى بحيرة
المياه" كانت زراعات المانجو والنخيل والدوم تنتج آلاف الجنيهات سنويا"
لأصحابها" يقول أحد المزراعين المتضررين" كان يوجد هنا حوالي ألف فدان
من الزراعات المختلفة , أنهكتها المياة الجوفية وأغرقتها حتي ضاع شقاء السنين
وضاعت أراضينا" ويستطرد قائلا" قامت شركة البترول بالتفجيرات فى قرية
فارس بداخل الأراضى الزراعية بحثا عن البترول, وبعدها ظهرت المياة بكثرة , ووصلت
المياة 2متر ونصف فى حدود طول إنسان...!"
-هجر عبد الشافي
منزله وذهب لبنا ء منزل آخرجديد لأنه لايستطيع دخول "الحمام" ولا يستطيع
الحياة داخل منزله ومع ذالك لايتفاعل معه لأنه مهدد بالطرد لرفض السلطات المعنية
إعطائة تصاريح لبناء مسكنه.
فى الجوار كانت
مدرسة السلطان عبد السلام الإبتدائية تملئها المياة الملوثة وقد أصبحت بركة من
المياه داخل حوش المدرسة , وقدإنتشر بها الذباب بعد أن كانت أفضل مدرسة فى كوم
إمبو,وهناك إلتقينا الأستاذ على حسن مدير المدرسة وقال"أبلغنا جميع المسؤلين
باللكارثة الصحية والنفسية التى ستصيب الطلاب حيث إنتشرت المياه, ومازلت أحذر من إحتماليةإصابة
الطلاب بالتسمم بسبب إمكانية دخول المياه الملوثة وتسريبها داخل مواسير المياه
"
في
مناطق التنقيب:
على بعد
5كيلومترات شرق قرية فارس وبالقرب من طريق القاهرة أسوان الصحراوي وبعيدا عن أماكن
الزراعات تماما, وجدنا عيون من المياه الجوفية تنبثق من داخل الأرض ,ولكن الملوحة
ظاهرة بشدة على سطحها وبجانب ذالك شروخ وشقوق على أطوال مختلفة, وبالرغم منذالك
استمرت أحدى الشركات فى بناء الكوبرى والذى سيمر من الطريق الصحراوى عابرا نهر
النيل شرقا ,و كان يرافقنا فى الصحراء "فضل" أحد شهود العيان والذى أكد
على قيام الشركة بالتنقيب فى تلك المناطق .
من ناحية
المسئولين أكد رئيس مجلس المدينة بكوم أمبو ان التنقيب فى تلك المناطق أظهروجود
المياة , ولكنه أكد ان أطراف المشكله الأساسية تكمن فى وجود أراضي زراعية أعلى
القرية مما أدت لظهور المياه أيضا وحلا لهذة المشكله قال: إن هيئة الري قامت برسم
تخطيطي لمشروع صرف زراعي ليصب مياهه فى النيل!!!"
ولكن"رئيس
مجلس المدينة" أكد أن ظهور المياةالجوفية منتشرة فى مثل هذة المناطق وعلل
بظهور هذة المياة فى منطقة الصعايدة بإدفو بقرية الإيمان وفى نفس الوقت أشار أن
تفجيرات شركة البترول قد تكون ساهمت بشكل أوبأخر فى تفاقم المشكلة.
ذهبنا الى هيئة
الري وشركة مياه الشرب والصرف الصحي ولكن إمتنعوا عن الإدلاء بتصريحات بدعوى وجود
أوامر تمنعهم عن ذالك من قبل الثورة!
-فى هيئة البيئة
بأسوان قابلنا رئيسة الهيئة المهندسة سعاد
كارمي وتحدثت إلينا قائله:لايوجد لدي أي تقييم بيئي لشركات البترول , وعملي هو
المتابعة والملاحظة فقط, أما التقييم البيئي فيكون بالتنسيق مع وزارة البيئة
ووزارة البترول فى القاهرة"
غاضبون:
لقد قطع الأهالي
طريق أسوان الصحراوي غضبا لما يحدث منذ 5سنوات والقرية في إنهيار,دمار للطبيعة
دمار للحياة ,دمار شامل, والمسؤلين يأثرون الصمت....
وقد كان العمدة
محمدأبوالقاسم مع أهله وذوية قلبا وقالبا ذهب لجميع الأماكن "الرى, هيئة
الصرف, المحافظة,,,حتي انه أستضاف مسؤلي شركة البترول والذين نفوا تماما أى صلة
لهم بظهور المياه الجوفية .
يقول العمدة"
نحن نريد حلا لهذة المشكله سواء صرف مغطى او صرف زراعي نحن نريد حلا سريعا ,لان
المشكلة تتفاقم يوما عن يوم, وقد تدهورت الحالة الإقتصادية والمعيشية والنفسية
للأهالي ,بل ان زيادة المياة الجوفية التى تلوثت ,تزيد من الحشرات والناموس فى
المكان,وقد جاء مسؤلى شركة البترول هنا بعد دعوتنا لهم , وللأسف , كل مسئول ينفى
مسئوليته ونحن المتضررين"
وبعدها قام محافظ
أسوان اللواء مصطفى السيد بزيارة القرية وأمر بصرف التعويضات للأهالي وأيضا
الإسراع فى حل المشكلة.
داخل
منطقة الحفر:
على بعد 10
كيلومترات شرق قرية فارس بالصحراء الغربية وعلى بعد 1000كيومتر جنوب القاهرة كان
الأهالي الغاضبون بداخل منطقة الحفر وسرعان ماإستجاب لهم المهندسون والعاملون
بالموقع وقتحوا لهم الأبواب المرصدة ليمتصوا احتقانهم غضبهم.
وبالجهة الأخرى
مطار خاص وإستراحة الأقامة .
جيولوجيون
وخبراء:
لم ننتظر طويلا
حتى التقينا د.هشام أحمد إستشاري جيولوجيا الهندسة والميكانيكا بكلية العوم جامعة
قنا حيث تحدث قائلا:
عند البحث
والتنقيب عن البترول فى الصخور الرسوبية بطبقات الأرض تأتى المياه فى أخر الترتيب
بعد الغاز والزيت وذالك عند البحث "بالمسح السيازمي" وهوعبارة عن موجات
مرئية
elastic waves
تنتقل بسرعات
مختلفة فى الصخور بالاهتزاز وتولد الموجات ثم يتم قياس الطاقة المنعكسة وذالك
لتحديد مواقع الأجسام المطلوب إستكشافها.
ويرجح ظهور المياه
الجوفيه فى المنطقة المشار إليها بسبب "المسح السيازمي" فى أماكن خزانات المياه والمصائد المائية, مع
العلم ان "المياه الجوفية القريبة من الأرض عرضة للتلوث أكثر م غيرها"
التكسير
الهيدروليكى:
هنا جاء الدور
للتعريف أكثر عن تقنية التكسير الهيدروليكي وعلاقتة الكبيرة بما يحدث فى قرية فارس
ويعرف التكسير
الهيدروليكي على أنة عملية مستخدمة للتنقيب عن الغاز ويتم ضخ ملايين الغالونات من
المياه الجوفية والمواد الكيميائية لتفتيح
وتوسيع الكسور وتحطيم الصخور والإفراج عن
الغاز بما فى ذالك الغاز الصخرى والغاز الضيق وغاز الفحم
يتضمن التكسير الهيدروليكي ضخ الماء والكيماويات في ثقب صغير محفور بالمثقاب
الكهربائي، وتفجيره بعد ذلك في الصخرة المحيطة بالثقب، مما يؤدي لإطلاق الغاز المخزون
فيها. وتتطلب هذه العملية نقل كميات كبيرة من الماء والكيماويات لفوهة البئر، لكن بمجرد
أن تتم عملية التكسير الهيدروليكي فإن تلك الفوهة تتحول إلى وحدة صغيرة تعمل ذاتياً
يتم منها نقل الغاز إلى مناطق التجميع تمهيداً لفصله عن الماء وغيره من الشوائب. وبعد
تلك المرحلة يمكن إرسال الغاز إلى خطوط الأنابيب وتصديره للمستهلكين.
وتحتفظ شركات التنقيب عن الغاز بأسرار المواد الكيماوية المستخدمة في عمليات
التكسير الهيدروليكي،
ويتم الحفر مئات
الألاف من اللأقدام تحت سطح الأرض ويمكن أن تمتد إلى 6000 متر.
ويتم تصريف المياه
وفق برامج معالجة محددة من خلال الصرف الصحي حتى لاتعود مرة أخرى للمياة الجوفية
وتلوثها.
أنصار التكسير
أشارواإلى الفائدة الإقتصادية وكميات الغاز الهائلة التى يمكن إستخراجها بواسطه
هذة التقنية, ولكن المعارضون أشاروا الى الأثار البيئية المدمرة وتلوث المياة
الجوفية والمخاطر النوعية للهواء,وطالبوا بالتدقيق الدولي وحظر هذة التقنية عالميا
بعد أن قامت العديد من الدول بمنع إستخدامها ومنها" بلغارايا,وكندا,ومدن
فيرمنيت وديلاوير بأمريكا,وذالك بعد حدوث زلازل عنيفة بعد تصدع الأراضى جراء هذة
التقنية.
وقد أثبتت
الدراسات والتقارير على أصابة حالات من الغثيان والتسمم ونزيف الأنف والاسهال فى
كولورادو بأمريكا بسبب استخدام هذة التقنية بل واجبراوا على ترك منازلهم بسبب
تسريبات الملوثة للمياة.
وكالة
الحماية البيئية:
وفى مؤتمر وكالة الحماية البيئية فى بنسلفانيا عام ٢٠١٠ عن مشكلة التكسير الهيدروليكى
أضاف
أن قرابة 99.5% من المواد المستخدمة في «التكسير الهيدروليكي» لا تعدو كونها
مياها ورمالا، مع كميات صغيرة من مواد كيميائية وزيوت ومركبات أخرى تعمل على تيسير
عملية الاستخراج. ويجري ضخ هذا الكوكتيل على عمق يصل لعشرات الأقدام تحت مستوى الماء
الباطني، مما يجعل من المستحيل أن تكون هذه العملية مسؤولة عن الشكاوى المتنامية من
تلوث القنوات المائية والآبار، حسبما يؤكد مسؤولو الصناعة. إلا أن بعض النقاد يرون
أن العلاقة بين «التكسير الهيدروليكي» وتلوث المياه الجوفية من المتعذر دراستها بصورة
كاملة - وأن إثبات وجود صلة بين الأمرين زادت صعوبته بسبب القيود الشديدة التي تفرضها
شركات النفط والغاز الطبيعي على الأسرار التجارية المرتبطة بماهية العناصر الكيماوية
المستخدمة في كل بئر على وجه التحديد.
وتبقى هناك العديد من المخاوف الأخرى المرتبطة بـ«التكسير الهيدروليكي»، بجانب
جوانب أخرى من عملية استخراج الغاز الطبيعي - بينها تصميم وسلامة أغطية الآبار والنقل
واحتمالات وقوع تسريب للمواد الكيماوية والحاجة لملايين الغالونات من الماء لتنفيذ
عملية «تكسير هيدروليكي» واحدة
خبراء البيئة:
معلقا على الوثائق السابقة يقول الدكتور
محمدالأسواني الخبير البيئي انه لايوجد ضمانات لعدم تسريب الكيماويات داخل المياه
الجوفية وان الحفر بجانب النيل هو دمار بلارجعة لإن الكيماويات عالية السمية جدا
وتسريب الكيماويات للمياة بنسبة 100 % لانهم لايستطيعون حصر المصائد
المائية علميا لان المياة المستخدمة فى عملية التكسير تساوى ملايين الغالونات
والكيماويات المستخدمة تساوى آلاف الأطنان.
واستخدام البطانة الأسمنتية غير كافى لمنع التسريب الكيماوي
ويعتقد البعض ان البترول ومشتقاته
أغلى من الماء , ولكن فى حقيقة الأمر ان الماء العذب هو الأغلى إقتصاديا الأن ويجب
توفيرة واستغلاله الاستغلال الأمثل.
إن البشرية وخاصة
بلاد العرب فى أشد الحاجة الى مخزون المياه الجوفية
والغاز الناتج عن
هذة التقنية بل ومليارات الدولارات لن تعوضنا فادحة الخسارة فى مياهنا العذبة
بل والأخطر من
ذالك أ هذة التقنية ستحفز فى انهيار طبقات الأراضى التى نعتمد عليها فى بناء المدن
أضف الى الكوارث الزلازالية التى ستتعرض لها المنطقة
والأخطر في هذا الأمر مع مرور الوقت سيحفز على عمل كارثة الزلازل
