-->

قراءة للمعطيات غداة انعقاد الندوة التحضيرية للّجنة الوطنية المشرفة على تخليد الذكرى الأربعين

السمارة ـ مخيمات اللاجئين الصحراويين (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) انعقدت الندوة التحضيرية للّجنة المشرفة على تخليد الذكرى الأربعين للثورة الصحراوية، بحضور ضمّ الأمين العام لجبهة البوليساريو، قيادات مركزية في الجبهة، أعضاء من الحكومة الصحراوية، أعضاء من المجلس الوطني الصحراوي، وممثلين عن المنظمات الجماهيرية، هذا إلى جانب وفد قادم من المدن المحتلة، وناقش الحضور السبل الكفيلة لإنجاح الحدث من خلال إبراز لتصورات مختلفة قدّمت معالجة حقيقية استهدفت  نقاط يستوجب تنفيذها كونها ضمن الأولويات الواجب تمريرها.
لكن من جهة يبقى للتصور مجال وللتطبيق مجال آخر يرتبط في حيثياته بالواقع المعاش، وللمجالين إشكال يحدد طبيعة العلاقة وفق لمعطيات تظهر نسبة التطابق بين ما تم الإعلان عنه، وبين خصائص الحالة التي تعكس الواقع، لذلك يبقى من الضروري معالجة الإشكال المتضمّن لواقع التحضيرات المبرمجة لإنجاح أربعينية الثورة، والمعطيات المتوفرة مسبقا.
جاء في كلمة الأمين العام لجبهة البوليساريو مع حلول السنة 2013 أن أربعينية الثورة الصحراوية ستشكل انطلاقة جديدة في كفاح الشعب الصحراوي، وجاء بعد ذلك الإعلان عن تشكيل لجنة وطنية تشرف على تخليد الذكرى الأربعين، تضم أعضاء من الحكومة، من المجلس الوطني وكفاءات يتم اختيارها وفق الحاجة، وجاء مؤخرا الندوة التحضيرية للّجنة المشرفة على تخليد الذكرى الأربعين، بقي الإشكال قائم إلى حد الساعة، فلم يتم تقديم حصيلة مجرّدة من السرد، والمعلومات المكمّلة، وإنما بقيت المعلومات المقدمة ذات صبغة تسويقية، غير مستوفية لمضمون يحدد بشكل دقيق ما تم انجازه خلال الأربعين عام في كافة الميادين، وما هي العوائق التي تقف أمام كفاح الشعب الصحراوي بمعزل عن المعطيات التي توفّر اللوم، والاستنكار.
وقفت الندوة المنعقدة بمخيم السمارة على نقاط عدة تمت إثارتها من قبل الحضور، كان أهمها ما يوفّره الواقع من تحديات، خاصة تلك المتعلقة بمسار النزاع، وتلك المتعلقة بأداء بعض الجهات، وعلاقة الربط بالحدث الذي ترجى فيه جبهة البوليساريو النجاح. لكن يبقى هناك تعليق مجرّد يكمل العلاقة بين ما هو حقيقي وما هو مثالي.
ومن ذلك مستوى أداء بعض الجهات، خاصة تلك التي تملك واجهة تخوّل لها إفراز نشاطها، ولو يتتبع المهتم يجد أن البعثات الدبلوماسية مثلا بقيت تتخذ شكل تمثيلي، في الكثير من المواطن، ولم تقوم بأي جهد من اجل تبليغ رسالة الشعب الصحراوي، ومن ذلك لم نجد إلى اللحظة بيان صادر عن أي بعثة دبلوماسية يضمّن نشاطها، ومستوى أدائها خلال فترات معيّنة، حتى ولو أن البعثات الدبلوماسية ينبغي لها توفير السرية في بعض المجالات، لكن فيما يخص مجالات التضامن، وغيرها من المجالات التي لها وقع دعائي بقي المتتبع يلاحظ غياب لتلك البعثات.
من جهة قرّرت المنظمات الجماهيرية التي تتبع لجبهة البوليساريو إنجاح الحدث من خلال برمجة العديد من المناسبات، لكن بعد مرور 40 يوم من السنة 2013 لم نلحظ تلك النشاطات. الأمثلة الموضّحة أعلاه، أدرجت لتوضيح درجة الالتزام، المفترض تحصيلها لدى تلك الجهات.
خلال الندوة كشف المشاركون عن تصورات ذات قيمة تستحق المراجعة، والتحليل، أبرزها ما تطرق إليه "محمد ددش" الذي كشف عن واقع الصحراويين بعد مرور 40 عام على كفاحهم وعلاقة ذلك بالمتغيرات التي تحيط بالنزاع مع مرور الزمن، وقال: "الإنسان تنسب له صفة العقل بعد الأربعين" هذه العبارة إذا تمّت مراجعتها بشكل تحليلي تفرز الأتي:
·       أنه أصبح من الضروري مراجعة الحسابات خاصة تلك المتعلقة بشكل الكفاح الذي تخوضه جبهة البوليساريو باسم الشعب الصحراوي.
·       في المقابل أن الجبهة عانت من ضعف خلال ما مضى.
·       وهناك إشارة أخرى تثبت وجود تصور آخر للفئات التي تقطن بالمناطق المحتلة.
ما تم إدراجه من نقاط يبقى ضمن المعلومات القيمية، ويبقى عبارة عن استخلاص للمعنى البسيط المنبثق من هذه العبارة.
وبالنسبة لحدث الأربعينية في حد ذاته لم يتم الإعلان عن طبيعة البرامج التي ستدرج خلال السنة 2013، بخلاف البلدان الأخرى التي تحدد برامجها بشكل مسبق، وتعطي التفاصيل اللازمة عن تلك الأحداث، وإذا كانت الأربعينية ستختزل في الاستعراضات العسكرية، وتغيب فيها النشاطات الأخرى، كالأيام الدراسية والملتقيات الرامية إلى تحصيل رؤية واضحة وبشكل موضوعي عن ما وصله الشعب الصحراوي بعد 40 سنة من الكفاح. لن ترقى إلى احتفالية بالمعنى الحقيقي، لافتقاد الشمولية.
من جهة تسجل ال40 يوم المنصرمة فراغ في أربعينية الثورة كون الجمهور لم يلحظ أي نشاط يدخل ضمن احتفالية الأربعين.
في الأخير تبقى الإشارة إلى أنه تم إقصاء فئات من المشاركة في الندوة المنعقدة بمخيم السمارة، بسبب استمرار الأجهزة الأمنية في انتهاج نظام التأشيرة التقليدي لتحديد الحضور في الندوات والملتقيات التي يتم برمجتها برعاية الجهات العليا، وهو ما يكبح حركة الأفكار التي يتبناها أي كان، خاصة تلك المتعلقة بتصور المواطن حول القضايا العامة، فالعرف، والقانون لا يخولان للسلطات صلاحية إقصاء المواطن كونه يشكّل مادة النقاش.

Contact Form

Name

Email *

Message *