-->

حكام الخليج ينظرون لعملية التغيير في قطر كمصدر إزعاج وليس كمثل يحتذى (فاينانشال تايمز)

لندن(وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية:
إن قطر تحب أن ينظر إليها على أنها الدولة التي تتناول الأمور بصورة مختلفة ولا تخشى من المجازفة.

وأضافت أن أمير قطر المنتهية ولايته يحب أن ينظر إليه كحاكم مختلف في منطقة الخليج التي تخشي التغيير. ووفقا للصورة التي اشتهر بها، فقد احدث صدمة في العالم العربي بالتخلي عن الحكم لابنه تميم.
مشيرة إلى إجراء المزيد من التغييرات في الدوحة هذا الأسبوع، بما في ذلك مغادرة الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري المسؤول عن السياسية الخارجية القطرية المثيرة للجدل، لمنصبه.
وتقول رولا خلف –الصحفية التي أعدت التقرير- إنه سواء كان مريضا أو يريد فقط أن يبدو في الطليعة، فإن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ضايق، وأزعج جيرانه بتنازله عن السلطة.
وتضيف أنه من الأكثر شيوعا في الخليج أن يستمر الحكام الطاعنون في السن في الحكم حتى إن كانوا غير قادرين على مواصلة الحكم، متسببين في الخلاف والاقتتال داخل أسرهم.
وتقول: إن الشيخ حمد أراد أن يتجنب هذه الحالة من الخلاف والاقتتال. فبعد الاطاحة بوالده عام 1995، اراد الشيخ حمد أن يضمن عملية انتقال سلس للسلطة، عملية يمكنه الإشراف عليها وحمايتها.
وتقول خلف: إن بعض المراقبين ينظرون إلى تخلي الامير عن السلطة كرده على تغير الانظمة السياسية في الشرق الاوسط. فعلى النقيض من دول الخليج، فقد كان متحمسا وداعما للثورات العربية ودعم الحكومات الإسلامية الناشئة، ولكنه ترك نفسه عرضة للاتهام بأن قطر تدعم الديمقراطية في الخارج ولكنها تتشبث بالحكم السلطوي في الداخل.
وبدلا من الانتخابات التشريعية التي تعهد بإجرائها هذا الصيف، كان رد الأمير هو تسليم الحكم للجيل التالي، وهو ما يعزز صورة قطر كدولة متفردة مختلفة دون المخاطرة بحدوث خواء سياسي.
وتقول خلف إنه في حال تخلي رئيس الوزراء ووزير الخارجية عن منصبه، سيعني ذلك انتصارا كبيرا للشيخة موزة، زوجة الأمير الثالثة واسعة النفوذ، التي ضمنت أن يصبح ابنها أميرا وأنه سيحكم دون منازع.
وتضيف أن العلاقات بين الشيخة موزة والشيخ حمد بن جاسم لم تكن على خير ما يرام، ووصول ابنها للسلطة يتطلب التحرك المزدوج المكون من تخلي الامير عن الحكم واستقالة رئيس الوزراء.
ولكن استقالة الشيخ حمد بن جاسم، حسبما تقول خلف، يمثل اكبر خطر في العملية الانتقالية، لدوره الكبير في السياسة الخارجية القطرية وفي استثماراتها الضخمة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *