التعليم ما به و من به ؟
أولا : المعلم
مهنة التعليم لا تساويها مهنة في الفضل والرفعة، ووظيفة المعلم من أشرف الوظائف وأعلاها، وكلما كانت المادة العلمية أشرف وأنفع، ارتفع صاحبها شرفا ورفعةً و إذا كانت أركان التعليم ثلاثة و هي المعلم , الطالب و النمهج الدراسي فإني أريد أن أضيف ركنا رابعا لا يقل أهمية ألا و هو العائلة , غير أن الدور الذي يلعبه المعلم دور راجح على ما سواه لأن المعلم الفعال هو الذي يستطيع أن يبث روح الحياة في أي منهج و يعيد فعالية الحياة إلى روح التلميذ بحيث يتخلى عن تلك النظرة القائمة على سلطوية المعلم و جمود المنهج .
كما أن المعلم الجيد هو الذي تتوفر فيه خصلتين مهمتين هما :
1 – العطف على التلميذ و الصبر على أخطائه و هي خصلة في شخصية المعلم تتولد عنها محبة التلميذ له و في ذلك الكثير من علاج المشكلات المدرسة , حيث نرى كثير من التلاميذ تركوا المدرسة بسبب خشونة تصرفات بعض المعلمين و يقسموا أنهم لن يعودوا للقسم مادام المعلم فلان معلمي .
2- القدرة على توضيح الدرس و هي خصلة مهنية يتولد عنها فهم التلميذ للدرس و بالتالي زيادة تفاعله معها و رسوخها في ذهنه .
و للمعلم خصال شخصية لابد أن تتوفر فيه أيضا و هي :
أ- ـ حب مهنة التعليم و ما يعنيه ذلك من تفاعل و ليس كمصدر رزق فقط , و هي في نظري أعظم حافز للمعلم .
ب- ـ التواضع في غير ضعف و ما يعنيه ذلك من تمييز بين وقت الجد و الهزل القسوة و الليونة .
ت- ـ الصحة الجسمية و النفسية
ث- ـ النظافة و الأناقة .
ج- ـ الإنضباط و الدقة في المواعيد .
ح- ـ الذكاء و الفطنة و فهمه لتلاميذه .
خ- ـ التمكن من المادة و سعة إطلاعه .
إن المعلم قبل هذا و ذاك هو صاحب رسالة يحمل هم تلامذته يتعهدهم بالمتابعة و الرعاية يستشعر سعادتهم بالنجاح , فخور بإرتقائهم سلم الحياة و تخطيهم لصعوباتها , كما أنه القدوة و القائد , مربي الأجيال و صانع الرجال و متوج الأبطال .
إن المعلم هو المفتاح السري السحري الذي به يصلح المجتمع و يزدهر ويرتقي و يتطور و لعل أصدق وصف للمعلم ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
و إذا كان المعلم كل ذلك فمن به المعلم الصحراوي ؟ و من يحمل همه و يرعاه ؟ اليس للمعلم الصحراوي متطلبات معنوية قبل أن تكون مادية ؟
هل المعلم الصحراوي يطلب المستحيل ؟ أليس هو صاحب الفضل في كل ما تحقق و يتحقق من إنجازات ؟
قد يكون المعلم الصحراوي في هذه الفترة بالذات السبب في تعثر المنظومة التعليمية أو بالأصح مخرجاتها , لكنه بالمقابل ليس هو المسوؤل عنها بالكامل
إن المعلم الصحراوي في نظري في هذه الفترة بالذات هو في حاجة ماسة و ملحة للتقدير و رد الإعتبار قبل أن يرفع غطاء بئره الملئ بالمشاكل المهنية و المادية و الإجتماعية , و إن مجرد الإحساس بصعوبة الظروف التي تعمل و تعيش فيها هذه الفيئة و الإصغاء لمعاناتهم هو خطوة أولى مهمة إلى الأمام في وضع قطار الإهتمام بالمعلم في طريقه الصحيح .
يجب أن يبقى المعلم الصحراوي الخط الأحمر الذي لا يجب تجاوزه و لا الصعود عليه و لا الشماعة التي نعلق عليها كل مشاكل المنطومة التعليمية لأنه هو الداء إذا فشل و هو الدواء إذا نجح للمجتمع الصحراوي و هو السبب في تقدمه أو تأخره فأنظروا ماذا أنتم فاعلين بالمعلم ؟
بقلم : الاستاذ بشاري احمد عبد الرحمن
بقلم : الاستاذ بشاري احمد عبد الرحمن