الوطنية و الوحدة

فكرت مليا في احياء ذكرى عزيزة على كل الصحراويين، فأيقظت قلمي النائم في هذه

الليلة الباردة من ليالي اكتوبر/ تشرين الاول الاشم شهر النصر والانتصارات.هاج قلمي و انتعشت اسطري، انه يوم من ايامنا الغراء، في سجل تاريخنا الذهبي فيه طوى الصحراويون صفحة الماضي العنيف الذي كان يبنى على قانون القبائل المشتت المتفرقة السائبة وراء ماشيتها اين تحل حلت واين ترحل ارتحلت، حقا انهم ابناء السحاب. 

في مثل هذا اليوم من عام 1975 انصهر مجلس الجماعة الذي كانت تعتبره القوة الاستعمارية في الصحراء الغربية انذاك اسبانيا المجلس الشرعي الوحيد الممثل للقبائل الصحراوية، وبفضل عزائم الرجال وتضحياتهم حل المجلس نفسه في ضواحي منطقة بئر لحلو الحرة وانبثق عنه المجلس الشعبي الصحراوي معلنا بذلك انطلاق الوحدة الوطنية واعلائها اولا وقبل كل شئ فوق كل اعتبار و اعدادها صمام الامان الاساسي لكل خطوة على طريق النضال الوطني الصحراوي بقيادة الجبهة، وكانت حقا هي اساس الوطنية والمواطنة وبفضلها استطاع الشعب الصحراوي ان يتجاوز كل العقبات التي وضعت في طريقه لاستكمال مسيرته النضالية نحو الاستقلال التام والتحرر وبناء الدولة الصحراوية المستقلة التي تتسع لكل الصحراويين اينما كانوا وكيفما كانوا.

لقد اقبرت الوحدة الوطنية كل انواع المحسوبية والقبلية و(التبنعميت) اولاد افلان واهل الشيخ الفلاني والفلانيين.... و كل ما يمت الى التفرقة و التشتت، فأصبح الصحراوي يردد شعارات لم يكن يعرفها قبل عامه ذاك مثل "القبلية جريمة نكراء في حق الشهداء" قال في عيبها الشعراء مالم "يقوله مالك في الخمر" ان صح التعبير، في سلبياتها وكل ذلك من اجل المساوات بين الصحراويين وتحقيق الوطنية الحقة و الانتماء الى وطن وشعب و أمة وبذلك تحققت الوحدة الوطنية في مثل هذا اليوم 12اكتوبر 1975 .

فهنيئا للصحراويين بيوم الوحدة الوطنية و دامت وحدتنا فوق كل اعتبار. 

وكل عام والشعب الصحراوي بألف خير. 

بقلم : بلح ولد عثمان 12اكتوبر 2013