-->

يومية "جورنال بيونر" الكندية تسلط الضوء على القضية الصحراوية


كندا(وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة )
نشرت يومية  "جورنال بيونر"  الكندية  مقالا مطولا بعنوان المغرب واسبانيا وقضية الصحراء الغربية تناول الابعاد التاريخية للقضية الصحراوية واستعرض المقال الجوانب المختلفة لكفاح الصحراويين .
وفي مايلي النص الكامل للمقال:
 بحلول نهاية القرن الخامس عشر، سيطرت إسبانيا على أكبر إمبراطورية لم يشهد العالم لها مثيل حتى ذلك الوقت. ففي الأمريكيتين، إذا ما استثنينا البرازيل، فإن كل شيء من جنوب غرب الولايات المتحدة و فلوريدا وصولا إلى ما يعرف اليوم بالشيلي و الأرجنتين كان ينتمي إلى التاج الإسباني، إلى جانب جزر الكاريبي. كما أن الأرخبيل الفيليبيني الواقع في جنوب شرق أسيا و بعض الجزر الواقعة جنوب المحيط الهادي كانت هي الأخرى ممتلكات إسبانية.    

إلا أنه و مع بادية ضعف القوة الإسبانية، بدأت بريطانيا و فرنسا في التسابق من أجل الحصول على جزر الكاريبي، ففي الربع الأول من القرن التاسع عشر، حصلت المستعمرات الواسعة في أمريكا اللاتينية على استقلالها لتصبح بذلك سبعة عشر جمهوريات ذات سيادة. 

بعد هزيمتها في حرب مع الولايات المتحدة عام 1898، انسحبت إسبانيا من كوبا، بويرتو ريكو،  الفيليبين، كارولاين جنوب المحيط الهادي و جزر ماريانا، بما في ذلك غوام.

كل ما تبقى في القرن 20 كانت بضعة أجزاء وقطع كلها في إفريقيا: إفني ومحمية المغرب الإسبانية في شمال المغرب (بقية المغرب كان تحت الحماية الفرنسية)؛ الصحراء الإسبانية إلى جنوب المغرب، وغينيا الإسبانية ، و التي تتألف من الجزيرة البحرية فرناندو بو (الآن بيوكو) والمقاطعة القارية الصغيرة ريو موني.

في عام 1968 و تحت ضغط من القوميين والأمم المتحدة، إسبانيا تمنح الاستقلال لمستعمرتها الاستوائية، والتي سميت مجددا بغينيا الاستوائية. حيث ظلت منذ ذلك الوقت واحدة من أسوأ الدول إفريقية إدارة، في ظل الحكم الديكتاتوري لــــ تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو، الذي كان رئيسها منذ عام 1979.

بعد أن حقق المغرب استقلاله عن فرنسا عام 1956، أصبحت إفني و المغرب الإسباني جزءا من هذا البلد. و مع ذلك، احتفظت إسبانيا بمقاطعتين صغيرتين، هما سبتة و مليلية، الواقعتين على البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من أن المغرب اعتبرهم تحت الاحتلال الأجنبي. إسبانيا تحكم المدينتين لعدة قرون والسكان المحليون في المناطق المتنازع عليها يرفضون المطالبات المغربية بأغلبية كبيرة. كما أن جزر الكناري، التي تقع قبالة الساحل المغربي، أيضا تظل جزءا من أسبانيا.

المغرب طالب بالصحراء الإسبانية (الآن الصحراء الغربية)، التي حصلت عليها إسبانيا عام 1884 في إطار ما عارف بــــ "الهروع إلى إفريقيا"، حين أكد أن المنطقة كان تاريخيا جزءا لا يتجزأ من المملكة المغربية. السكان هناك هم مزيج من أصول عربية و بربرية.

جبهة البوليساريو، التي تمثل القبائل الصحراوية المحلية، قادت حرب عصابات منذ 1973، كما تحدت السيطرة الإسبانية في المستعمرة، و إسبانيا بدأت بالفعل بمفاوضات مع زعماء حركة التمرد الوطنية من أجل تسليم السلطة.

و في الوقت نفسه، خسر المغرب قضيته في السيطرة القانونية على الاقليم في محكمة العدل الدولية في أكتوبر 1975، كما أن بعثة الأمم المتحدة إلى الإقليم وجدت أن الدعم الصحراوي من أجل الاستقلال كان "ساحقا".

بعد شهر واحد، أقدم زهاء 350.00 مواطن مغربي، ترافقهم 20.000 جندي مغربي، على التقدم بعدة أميال داخل الإقليم في ما يسمى بــ "المسيرة الخضراء". و أخذت إسبانيا في لحظة أزمة سياسية. فمع وفاة فرانسيسكو فرانكو في عام 1975، أسبانيا انتقلت من الديكتاتورية الفاشية لنظام ملكي دستوري.

قررت مدريد الانسحاب من الصحراء الإسبانية بعد تجدد المطالبات المغربية و بفعل الضغط الدولي، أساسا قرارات الأمم المتحدة الخاصة بتصفية الاستعمار. خشيت الحكومة الإسبانية من أن الصراع مع المغرب يمكن أن يؤدي إلى حرب استعمارية مفتوحة في إفريقيا.

تحت ضغط هائل، إسبانيا توافق على التنازل عن المستعمرة لصالح المغرب و موريتانيا، إلى المناطق الممتدة إلى غاية جنوب الصحراء الإسبانية: تم تقسيم المنطقة بعد ذلك إلى نصفين. ولكن بعد حرب كارثية استمرت لمدة أربع سنوات مع جبهة البوليساريو، انسحبت موريتانيا من الصحراء الغربية، وتركت المغرب يسيطر على كل ما يسميه أقاليمه الجنوبية.

واصلت البوليساريو، بمساعدة من الجزائر، رفضها للاحتلال المغربي، الذي لم يعترف به الاتحاد الأفريقي و لا الأمم المتحدة. و في عام 1976، أعلنت حركة حرب العصابات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و شكلت حكومة في المنفى بالجزائر. تعترف الأمم المتحدة بجبهة البوليساريو كممثل لشعب الصحراء الغربية منذ 1979. و تم قبول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ضمن الاتحاد الأفريقي في عام 1984، مما دفع المغرب إلى الانسحاب من المنظمة.

في عام 1991، المغرب البوليساريو يوافقان على اتفاقا لوقف إطلاق النار برعاية أممية، و الذي تضمن اتفاقا من قبل المغرب بالسماح بتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية لتحديد رغبات سكانها. و مع ذلك، فالاستفتاء لم يتم تنظيمه إلى حد الآن بسبب تساؤلات حول من يحق له التصويت. في عام 2011، تقترح الجزائر تقسيم للإقليم، مقترحة أن يذهب الجزء الجنوبي إلى البوليساريو و الجزء الشمالي إلى المغرب، لكن الطرفين رفضا هذا المقترح.  

اعتبارا من عام 2013، تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية 85 دولة. من ناحية أخرى، فمطالب المغرب تدعمها جامعة الدول العربية.

بني المغرب جدار بطول 2.700 كيلومتر لإبقاء مقاتلي البوليساريو خارج حدود الجزء الأكبر من المنطقة التي تقع إلى الشمال والغرب. تسيطر جبهة البوليساريو اليوم على الثلث الشرقي من الإقليم، ولكن هذه المنطقة غير مأهولة تقريبا، في حين أن عدة آلاف من الصحراويين يقبعون في مخيمات اللاجئين في الجزائر وموريتانيا.

يستمر الجمود، و هناك اشتباكات دامية اندلعت بين الشرطة و متظاهرين مؤيدين للاستقلال في أكتوبر عندما زار مبعوث الأمم المتحدة الإقليم.
ترجمة:دداه محمد مولود

http://www.journalpioneer.com/Opinion/Columnists/2013-11-03/article-3464810/Morocco,-Spain-and-the-Western-Sahara-Issue/1

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *