-->

أطفالنا في خطر...

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) تعتبر تربية النشئ دينيا
وأخلاقيا وتحصينه وتنمية مداركه العلمية من أهم وظائف الأسرة والمجتمع والدولة، لكون أطفال اليوم هم حملة المشعل ورجال ونساء الغد، فمن أحسن تكوينهم فقد حفظ مستقبل أمته، ومن أساء، فالجزاء من جنس العمل، ويتعرض أطفالنا اليوم لأخطار عديدة، من بينها، المحاولات التغريبية المتواصلة منذ سنوات عدة.
إنه ومما لا شك فيه أن الهيئات التي يطلق عليها المنظمات الإنسانية سواء الدولية أو الحكومية والغير حكومية لها أهدافها التي تحددها الجهات التي تقف وراءها، وتسعى تلك الهيئات إلى تحقيق أجندتها والتي قد تكون في بعض الأحيان أهدافا "إستخباراتية" أو "تنصيرية"...بطريقة سلسلة، وذلك من خلال التغطية على أهدافها الحقيقية والخفية بعباءة الإغاثة والمعونة الإنسانية، وواقع تلك المؤسسات في مخيمات العزة والكرامة ليس استثناءا عن القاعة العامة....
نحن هنا لسنا في مقام تعريف الهيئات الإغاثية التنصيرية ولا ندعي كشف أهدافها، ولا حتى رصدا شاملا لواقع تلك المنظمات في مخيمات اللاجئين الصحراويين، فتلك مواضيع تتطلب المزيد من البحث، إنما نسعى من خلال هذا الموضوع إلى المساهمة المتواضعة في تحصين أطفال اليوم ورجال ونساء والمستقبل من أبناء شعبنا الأبي، وذلك بتنوير الرأي العام الصحراوي ومجابهة حملات التغريب المتواصلة منذ عقود مستغلة واقع اللجؤ المرير وما يفرضه من حاجة للمعونة الإنسانية.
فنظرا لحالة اللجؤ التي يعيشها الشعب الصحراوي والمستمرة منذ 1975، فقد عملت المنظمات والجمعيات التنصيرية على إستغلال العمل الإنساني كغطاء لتحقيق أهدافها التغريبية ومحاولة اختراق مجتمعنا المسلم، واختلفت مشاريعها التغريبية وتعددت وبقي هدفها واحد، ألا وهو السعي لتمييع ما أمكن من الصحراويين أو على الأقل زرع بذور الشك والريبة في أوساط "المستهدفين"، وإبعادهم عن واقعهم الديني والثقافي ما أمكن إلى ذلك سبيلا، وبطبيعة الحال كانت الفئة الأكثر استهدافا هي شريحة الأطفال، لكونها الأكثر هشاشة والأقل وعيا بين فيئات المجتمع، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال اقتصار الاستهداف على تلك الفئة، بل ينسحب ليشمل بدرجات أقل فيئات أخرى وعلى رأسها الشباب، ومن بين تلك الجهود التنصيرية، بناء معاهد للغات الأجنبية وتخصصات أخرى ذات خلفيات خبيثة، وتوزيع مناشير ومطبوعات وأشرطة صوتية تغريبية، وإقامة حفلات وسهرات منافية لقيم شعبنا قد تصل حد "المجون"...، كل ذلك "قيض من فيض" السياسات التغريبية التي تستهدف الشعب الصحراوي. ومن بين تلك المشاريع الخبيثة، المكتبة المسماة "عش بوبشير"، فمنذ البداية، كان الشك يراودني حول حقيقة المشروع وأهدافه الخفية، بدأت المكتبة مجرد حافلة متنقلة تجوب دوائر وأحياء ولاية السمارة بمخيمات العزة والكرامة، وكان الإقبال الأكبر عليها من الأطفال، وما لبث المشروع التنصيري أن توطدت أركانه في السمارة، فتم دعم الحافلة المتنقلة بمكتبة ثابتة في المنطقة الإدارية بالولاية، بعدها أتسع ليشمل ولاية أخرى من المخيمات، ويسعى القائمين على المشروع لتوسيعه ليغطي كل مخيمات اللاجئين الصحراويين، وبطبيعة الحال، كانت شريحة الأطفال هي الشريحة المستهدفة من المشروع البغيض.
وللتأكد من الشكوك، قمت باستخراج "بطاقة مشترك" لدى مكتبة "عش بوبشير" الثابتة بالسمارة، وعلى مدى شهور تخللتها زيارات للمكتبة في أوقات متقطعة قمت بالتحقق من المحتوى، فكان ما استخلصته من زياراتي المتكررة، هو أن المشروع أعد خصيصا للأطفال قصد غرس معتقدات تغريبية مخالفة لتعاليم ديننا الحنيف وقيم وعادات المجتمع الصحراوي المحافظ، وذلك من خلال مواد تعليمية وكتب، كان بعضها عبارة عن كتب تتضمن رسومات وصور ذات خلفية دينية مسيحية، وكتيبات صغيرة تحمل في طياتها قصص خرافية ومعتقدات منافية لقيمنا، مع العلم، أنه وكعادة المنظمات التنصيرية فإنها لا تعتمد على "الأسلوب المباشر"، إنما على "الأسلوب الغير مباشر والأكيد المفعول"، فتجد في المكتبة المذكورة كتب القرآن الكريم، كما تحتوي على كتب "علمية مفيدة" في اللغات والجغرافيا والتاريخ...، وتجد فيها أيضا، معارف وكتب علمية ممزوجة بتعابير تنصيرية أو بصور وإيحاءات غير أخلاقية.
لا بد هنا أن نقر بحقيقة واضحة، وهي أن العتب كبير جدا على السلطة الصحراوية، لما طبع سياسياتها المرتبطة بموضوع الحملات التغريبية من ضعف وغياب تام لرؤية واضحة تتصدي لتلك الهيئات التنصيرية، ولا نذيع سرا، أو نتهم جزافا، إن قلنا أن بعض المسؤوليين الصحراويين يتواطؤنا بقصد أو بغير قصد مع تلك المنظمات الخبيثة، من خلال السماح لها بالعبث بعقول أبناءنا، وبذلك فهم يساهمون في الهجمة التغريبية البغيضة كل حسب موقعه ودوره.
مما سبق وغيره الكثير، يتضع جليا ضرورة أن تعمل السلطات الصحراوية على تقنين عمل الهيئات والمؤسسات العاملة بمخيمات العزة والكرامة بما فيها مشروع مكتبات "عش بوبشير" وغيره من المشاريع بما يتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف وعادات وتقاليد شعبنا المسلم، من خلال قوانين تنظيمية صارمة تراعي قيمنا الإسلامية ومراقبة متواصلة لعمل تلك المنظمات الناشطة في مخيمات اللاجئين الصحراويين.
بقلم : اعلي محمد لمين

Contact Form

Name

Email *

Message *