-->

المرأة الصحراوية والمقاومة



الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) المرأة عموما كائن خلقه الله حنونا تقلبه العواطف وتؤثر في كيانه تعاريج الزمان ،هي السكن والدفء والحنان والحكمة والصبر هي عالم من الأحلام ولوحة مرسومة بأجمل الألوان، تشبه الطبيعة في وظائفها، فأكثر ما يخيف الإنسان هي الطبيعة وتقلباتها.

ليست المرأة الصحراوية استثناءا من هذا بل أزيد من ذالك هي العشب الناعم الذي ينحني أمام النسيم، لكنه لا ينكسر للعاصفة هي المرأة الصامدة المرابطة الصابرة الأميرة ،النبيلة ،الأصيلة الطاهرة السيدة بنت السيد ، المرأة العملاقة التي أسقت بدمائها الزكية ارض الساقية والوادي ، هي نموذج مختلف عن كل نساء العالم في الشجاعة والتضحية والصمود ،رغم القمع والتنكيل والتعذيب والإرهاب، استحقت بجدارة أن تعتلي تاج المقاومات .
حين عجزت الحجة أو عجزت وطال أمد الدعوة بالحسنى، أزيد من 20سنة من المفاوضات المباشرة والغير مباشرة، خرجت المرأة الصحراوية إلى الشارع لتخاطب المحتل المغربي باللسان الذي يفهمه.
محتل غاشم لا يرعى حقا ولا خلقا ولا حتى عرفا ،في عالم ينادي بالحقوق والحريات لكنه صامت عندما يتعلق الأمر بوطن اسمه الصحراء الغربية إلا من رحم ربك، عمد المحتل المغربي إلى تخويفها وتجهيلها ومضايقتها اليومية وسحلها في الشوارع العامة لثنيها عن نضالها لكنه لم يفلح.
لعبت المرأة الصحراوية دورا كبيرا في ثورة 20 ماي ، كانت من أوائل المنخرطين في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، بما في ذالك الجناح المسلح ، تقلدت عدة مناصب إلى جانب أخوها الرجل.
شكلت في المجلس الوطني الصحراوي السابق نسبة 40 في المائة وهي أعلى نسبة في العالم العربي ،زيادتا على خمسة أعضاء أمانة وطنية وهي أعلى سلطة في البلاد، وثلاثة وزيرات بالإضافة إلى المناصب القيادية الأخرى،كالسلك الدبلوماسي الذي تشكل فيه نسبة لا باس بها،هي صوت بالحق يصدع وبالمواقف يتمسك، لا يساوم ولا يستسلم.
في الجزء المحتل من وطننا في زمن الخوف والاختطاف تميزت بثباتها، فصمدت في وجه الاحتلال بل تفردت بالتضحيات الجسام و واجهت بشجاعة الخطر الذي يهدد هويتها وثقافتها التي رسمت معالمها في تربيتها للأجيال ، فهي الأم الصابرة المناضلة التي تغرس في أبنائها أدبيات المقاومة ونصرة الحق ورفض الظلم والاستبداد ،هي الأرملة وبنت الشهيد و المعلمة التي تزرع في الشباب حب الوطن هي المرأة المناضلة الشجاعة التي ترعرعت بين احتلا لين ،تجسد الوحدة الوطنية وتنبذ القبلية والمحسوبية، تتحمل عبء الاحتلال كي تبث الكرامة والعزة والشرف في وجه محتل همجي ،تنسق الوقفات الاحتجاجية ،تصنع الأعلام الوطنية ،تكتب على الجدران تنظم الخلايا،لها الدور الكبير في تفعيل انتفاضة الاستقلال ،أعطت الوجه الصحيح للمرأة المقاومة الباسلة ،ضحت بنفسها سجنت،عذبت وقفت في وجه الجلاد ،برغم من كل أساليب القهر والتعذيب والإذلال، لقد عجز المخزن أكثر من مرة أمام إرادتها، عن تدريج اللسان وطمس الهوية،إنها إحدى الركائز الثابتة للوطن.
في مخيمات العزة والكرامة صنعت الرجال و أرضعتهم مبادئ النضال ،تقود الخلايا التنظيمية وتسير للجان،لها الدور الكبير في تنظيم المخيمات،أبدعت فاحتضنت الوطن و المقاومة ،حملت السلاح واستشهدت في سبيل الوطن .
أتذكر مقولة إحدى هن ذات يوم في دائرة امهيريز بولاية السمارة ،أثناء تناولنا للحديث حول دور المرأة والرجل في المجتمع الصحراوي ،فقالت نحن الصحراويات، ماضي وحاضر ومستقبل الثورة،ننجب ونربي ونقاوم،ننجب لضمان استمرار الثورة ونربي الأجيال على حب الوطن ونقاوم الاحتلال إلى جانب الرجل لنيل الحرية،ما أعظمك أيتها المرأة الصحراوية.
مقاومة المرأة الصحراوية ليست شعارا يرفع ولا كلمة تقال ، كما أنها ليست قبعة توضع على الرأس شتاءا وتنزع صيفا ،ولا مرحلة بين الفصول و وفقا للطقس ،بقد رما هي صمود وقناعة وصبر ومثابرة ،ورفض الاحتلال ،هي المطاردة في الوطن والثبات على أرضه ،هي الاعتقال في سجون العدو ،وعذاب في زنازينه وسحل في شوارع الوطن الأم ، هي إصابة وشهادة وتضحية وفداء وصدق ووعد لوطن وقضية ،تحية إجلال وإكبار وتقدير للمرأة الصحراوية التي هي الحياة ،فكيف إذن لا تدافع عن الحياة.
الحرية لابد لها من تضحيات جسام وصبر وعزيمة لا تلين ،فعلينا أن ننتزع حقنا بأيدينا ،ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بها .
بقلم: الغيث أمبيريك.





Contact Form

Name

Email *

Message *